الأربعاء، 2 أكتوبر 2013

ضعف علاقة المجتمع بالبحوث




ضعف علاقة المجتمع بالبحوث
الباحث التربوي والاجتماعي : عباس سبتي

مقدمة  :
     يلقى إجراء البحوث في الدول اهتماماً كبيرا خاصة الدول المتقدمة لما لهذه البحوث والدراسات من أهمية وأثر في التنمية الشاملة في هذه الدول ، لذا تجد هذه الدول تخصص الموارد المالية للبحوث العلمية سواء التطبيقية منها والتكنولوجية والاجتماعية والتربوية والسياسية ، من خلال الإحصائيات المتوفرة يتبين أن دولة صغيرة كإسرائيل تنفق على إجراء الدراسات أكثر ما تنفقه الدول العربية قاطبة في هذا المجال ، ولعل من أسباب تأخر دول العالم الثالث أو الدول  النامية هي قلة الاهتمام بمجال البحوث فيها ، ولعل من قلة اهتمام الدول النامية في إجراء البحوث هو عدم وعي شعوبها بأهمية  وفوائد البحوث في تنمية بلدانها ، إلى جانب قلة المراكز البحثية الحكومية والخاصة في هذه الدول ، وقد تلجا أكثر هذه الدول إلى الخبراء الأجانب لإيجاد حلول للمشكلات المستعصية لديها ، وقد لا تحل هذه المشكلات بسبب عدم معرفة طبيعة المجتمعات وتقاليد شعوبها وعدم أهمية إجراء البحوث لحل المشكلات في هذه الدول .
     سوف يركز هذا التقرير على البحوث الاجتماعية التي تجرى في أوساط المجتمع مبيناً أهدافها وسلبياتها ومعوقاتها .

الباحث التربوي والاجتماعي :
     قد يكون عمل الباحث التربوي يختلف نوعاً ما عن عمل الباحث الاجتماعي لكن هناك وظائف مشتركة بين العملين خاصة في خطوات إعداد البحوث وتشابه المشكلات التي يتناولها الباحثان ، وقد يتبادر إلى ذهن بعض أن مجال الباحث الاجتماعي أوسع من مجال الباحث التربوي فالأول عمله يشمل كل فئات وشرائح المجتمع بينما الباحث التربوي يتعامل مع المشكلات داخل أسوار المدرسة ، مع صحة هذا القول ألا أن طبيعة عمل الاثنين تتيح لهما سهولة العمل في مجال المجتمع والمدرسة والأسرة .

فئات الباحثين  :
     تقوم بعض الفئات المختصة بإجراء البحوث في المجتمعات وهم :
     - طلاب المدارس والجامعات .
     - أعضاء هيئة التدريس والباحثين بالجامعات والكليات .
     - باحثي مراكز البحوث والدراسات .
     - بعض الأفراد يمثلون عن الهيئات الحكومية والأهلية .
     - بعض رجال الصحافة .

تهدف البحوث في المجتمع :
     - حصر المشكلات التي يعاني منها أفراد المجتمع .
     - نوعية أفراد المجتمع  بالخدمات التي تقدمها الجهات الحكومية والخاصة  إلى أفراد المجتمع .
     - رفع مستوى الوعي لدى أفراد المجتمع حول القضايا التي تمسهم .
     - إيجاد صيغة من التعاون بين أفراد المجتمع والجهات الحكومية والأهلية .
     - تنمية الشعور العام لأفراد المجتمع بأهمية البحوث في حياتهم ومستقبلهم .
     - تنمية الثقة والاحترام المتبادل بين الباحثين وأفراد المجتمع للحصول على البيانات المطلوبة .

 معوقات إجراء البحوث في المجتمع :
     يواجه الباحث بعض المعوقات عند إجراء البحوث في المجتمع نتيجة لعوامل منها ترجع إلى الباحث نفسه ومنها ترجع إلى أفراد المجتمع .

العوامل المتعلقة بالباحث :
     - عدم معرفة المشكلات في المجتمع خاصة التي لها تأثير في حياة الناس .

     - عدم معرفة الباحث بعادات وتقاليد المجتمع وكيفية التفاعل مع أفراد المجتمع .

     - عدم مراعاة الباحث الوقت المناسب للتواصل مع أفراد المجتمع سواء والاتصال المباشر والشخصي أو عن طريق الهاتف أو عن طريق المراسلة وغير ذلك .

     - وضع نموذج الأسئلة في بعض الأماكن التي يتواجد بها الناس دون تنبيههم إلى وجود دراسة أو استطلاع رأي للناس .

     - محاولة إيقاف بعض الأفراد في هذه الأماكن لاستطلاع آرائهم  دون مراعاة لخلفيتهم الثقافية ومدى شعورهم بخطورة مشكلة الدراسة أو عدم معاناتهم بهذه المشكلة أو عدم تخصيص وقت كاف لاستطلاع آرائهم .

العوامل المتعلقة بأفراد المجتمع :
-      ضعف وتدني وعي أفراد المجتمع بأهمية البحوث في المجتمع وفي الدولة .

-  عدم الاهتمام الكافي في مجال البحوث في المناهج الدراسية مما ينعكس سلباً على طلاب المدارس وعدم تفاعلهم مع الباحثين أو إحجامهم في المشاركة في إجراء البحوث .

-  عدم شعور أكثر أفراد المجتمع بالمشكلات الاجتماعية التي يعاني منها أفراد المجتمع آثارها على المجتمع ككل  كالطلاق والتفكك الأسري والتأخر الدراسي وتعاطي المخدرات والمسكرات وغيرها .

-  شعور بعض الناس بعدم إعطاء بيانات أو معلومات خاصة لأنها من خصوصيات الإنسان لذا يمتنع بعضهم بعدم ذكر هذه المعلومات أو إعطاء بيانات لا تكون مهمة لمشكلة الدراسة ، وبالتالي تكون نتائج الدراسة غير مؤثرة وغير صحيحة .

-  عدم وضوح عمل الباحث ودوره في المجتمع كما بالنسبة للمهام الأخرى مثل الطبيب أو المعلم أو المهندس وبالتالي لا يلقى الباحث التجاوب والتفاعل الناس معه وأنه صاحب رسالة وله دور في حل مشكلات المجتمع .


-  يحصل خلط والتباس بين عمل الاختصاصي الاجتماعي أو النفسي وبين الباحث الاجتماعي أو التربوي وعلى الرغم من أن الباحث ملم بقضايا المجتمع والأسرة إلا أنه يقوم  بإجراء البحوث لعلاج هذه القضايا ، بينما في الغالب الاختصاصي الاجتماعي يحل بعض المشكلات الموجودة في المدرسة أو في الأسرة دون إجراء البحوث ، لذا يكون الباحث عمل أوسع وأدق في  تعامله مع المشكلات في المجتمع وفي الأسرة وفي المدرسة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق