الأربعاء، 14 مايو 2014

كيفية التحدث مع الوالدين أو مع أحد الكبار




كيفية التحدث مع الوالدين أو مع أحد الكبار
ترجمة الباحث/ عباس سبتي

     أنت تتحدث في الغالب مع الأصدقاء أكثر من الحديث مع والديك ، وهذا شيء طبيعي حتى إذا كانت العلاقة بينك وبين الوالدين قوية ، أنك تريد أن تسلك طريقا باختيارك .

     مع ذلك نحن نريد مساعدة ، ودعم ونصيحة الوالدين لنا ، وقد يكون الحديث مع الكبير صعبا لك في حياتك خاصة عندما يتعلق الأمر ببعض الأمور ، وهذه بعض النصائح مفيدة لك :

     التحدث عن الأشياء الروتينية كل يوم ، وكلما عملت شيئاً باستمرار  كلما حصلت على ما تريد ، تحدث مع البالغين عن هذه الأشياء اليومية في حياتك لكي تمهد الطريق في الحديث عن القضايا الخطيرة .

     اختر شيئاً تافهاً للدردشة كل يوم  مثل فريق كرة القدم ، واختر بعض الكلمات سمعتها من المعلم ، أو الحديث المختصر عن وجبة العشاء من أجل تقوية علاقاتك مع الآخرين .

     إنه لم يفت الأوان لكي تبدأ ، فإذا شعرت أن علاقتك مع والديك قد توترت حاول أن تخفف ذلك عن طريق المحادثة مثل ماذا فعل الكلب ، أو ما فعلت الأخت الصغيرة في اختبار الرياضيات ، والدردشة تكون مع الوالدين كل يوم وليس فقط عندما تكون العلاقة معها قوية ، بل تساعد على تقوية هذه العلاقة أكثر .عندما يشعر الوالدان برابط يومي معك فأنهم سوف يكونون معك في أية معضلة تحدث لك  .

وضع حد للقضايا الصعبة :
     ربما تكون  السبب في كسر الأخبار السيئة لأحد الوالدين مثل الحصول على تذكرة  أو فشل في الاختبار وربما تشعر بالخوف أو الضغط عليك بسبب شيء ما وربما كنت بالفعل تريد قول شيء لوالديك مثل صديقة جديدة تعرفت عليها لكنك تجهل ردة فعلهما كيف سيكون شعورهما أو كيف تختار الكلمات المناسبة   .

هنا ثلاث خطوات لمساعدتك لتحضير الكلمات المناسبة :

الخطوة الأولى : ماذا تريد من المحادثة معهما
     هذا يتطلب نضجاً لمعرفة ما تريد من الحديث معهما ، وما كنت تأمله أن يتحقق قد يختلف ، وفي بعض الأحيان ربما تريد من الكبار  شيئاً واحداً أو أكثر يتحقق .

     الاستماع والفهم لما يحدث بدون تقديم المشورة أو التعليق .

     إعطاء إذن أو دعم لشيء ما .

     قدم مشورتك أو مساعدتك .

     ارجع إلى الوراء إذا كنت في ورطة .بطريقة من الإنصاف وبدون انتقاد لاذع أو الحط من قدرك  .

     لماذا التفكير بهذه الأمور قبل أن تبدأ الحديث ؟ كي تقول ماذا تريد  أن تقوله من خلال هذا الاتصال على سبيل المثال :

     " أمي أنا أريد أن أخبرك بمشكلة أواجهها ، وأرجو أن تصغي إلي ، حسنا ، لا تنصحيني ، فقط أريد أن تعرفي ما يضايقني "

     " أبي أريد الإذن منك للذهاب في رحلة مع زملاء الفصل في الأسبوع القادم ، هل تود أن تعرف عن هذه الرحلة ؟ "

     " جدي ، أريد نصيحتك عن أمر ما ، هل يمكنني الحديث عنه ؟ "

الخطوة الثانية : حدد مشاعرك :
     الأشياء مثل المشاعر الشخصية أو الجنس ، قد يكون الحديث عنها محرجاً  مع شخص ما فما بال مع أحد الوالدين ، من الطبيعي أنه سيكون عصبياً عندما تتحدث عن أشياء حساسة .

     التعرف على كيف تشعر على سبيل المثال قد كنت قلقاً عندما تخبر والديك عن مشكلة تجعلهم في خيبة أمل أو مضطربين ، لكن قد تمنعك المشكلة في التحدث معهما ، اختر كلمات مناسبة للمحادثة على سبيل المثال :
     " أمي أريد أن أتحدث معك ولكن أخشى أن يخيب ظنك بي "
     " أبي أنا أريد أن أقول لك شيئاً ولكنه شيء محرج "

     ماذا لو كنت تعتقد أن أحد الوالدين غير داعم ، قاسي  أو منتقد لك ، يمكن أن تخفف وطأة هذه الحالات بعبارات مثل:
     " أمي لدي شيء أريد أن أخبرك به ، أنا ليست فخوراً بما قمت به ، وقد أكون مجنوناً ولكن علي أن أخبرك فهل تسمعي لي ؟ "

الخطوة الثالثة : اختر الوقت المناسب للحديث :
     اختر الوقت الذي لا يكون أحد الوالدين مشغولاً بشيء وقل: هل تحب أن نمشي ؟هل هذا الوقت مناسب للمشيء ؟ أثناء ركوب السيارة أو أثناء المشي قد يكون فرصة مناسبة للحديث ، قل: أود أن أتحدث معك عندما يكون الوقت مناسباً  ؟

     تثمر المحادثات الصعبة بعد التخطيط الجيد ، التفكير في المستقبل حول ما تريد أن تقوله أو تسأل عنه ، اكتب الأفكار المهمة  التي تحتاجها في الحديث .

كيف تتحدث كي يصغى والديك لك ؟
     كلنا نعلم  أن التحدث والاستماع قد لا يجديان في كل مرة ، لعل ذلك بسبب المشاعر والتجارب السابقة قد تحول ذلك .

     عندما الوالدان يتحدثان معك بجدية ، فأنك تعتقد ما تقول وتحترم رأيك وتستمع دون أن تقاطع ، كل ذلك يعتمد على وضع والديك ، فبعض الوالدين من السهل التحدث معهم ، وبعضهم يستمع جيداً ، وبعضهم صعب في المحادثة .

     بعد ما يحدث يعتمد عليك أيضا ، فعندما يكون التواصل ذا اتجاهين ، فأن طريقتك ستؤثر على أن يستمع إليك والداك ويفهمان ما تقول.

هذه بعض الإرشادات التي يجب مراعاتها عند التحدث مع الوالدين :
-  كن واضحاً فيما تقول ، واضحاً فيما تفكر ، تشعر به ، تريده ، اعطي تفاصيل كي يفهم والداك حالتك التي تريد أن تقلها لهما ، سوف يستمعان لك ويساعدانك عندما يفهمان ما تقصده وما جرى لك .

-   كن صادقاً: إذا كنت صادقاً فسوف يصدقك والدان فيما تقول ، وعندما تخفي الحقيقة أو تضيف أشياء غير صحيحة فسيجد والداك صعوبة في تصديقك ، وعندما تكذب فأنهما لا يصدقانك أبداً .

-  حاول فهم وجهة نظر الوالدين: إذا كان لديك خلاف معهما هل ترى الحق بجانبهما ؟ قل لهما ذلك وأخبرهما أنك تقدر وجهة نظرهما لذا سوف يحترمان رأيك .

-  لا تحاول أن تصر على الجدال : استخدم النبرة التي فيها المحبة والاحترام مما يجعل والديك يستمعان إليك جيداً ومن المرجح أنهما يتحدثان بنفس النبرة ، ولعل ذلك صعباً لنا عندما تشعر بالمشاعر المؤلمة ، سيطر على مشارك وقد تبكي أو تركض أو تضرب الوسادة والقيام بما يلزم من أجل تحقيق ما تريده .

ماذا لو لم ينفع التحدث معهما ؟
     الوالدان لا يريان كل الأشياء في جانبك دائماً ولا يقولان " نعم "بكل ما تطلبه ؟ قد يستمعان لك باحترام وفهم وجهة نظرك وفعل أي شيء تريده باستثناء القول " نعم " ، وقد يكون صعباً ألا تحصل على جواب ، ولكن من الرشاقة والقبول أنه لا يساعدك أحد  بكثرة طلب " نعم " في المستقبل .

     ماذا لو أنها أكثر من مجرد قول " لا " لشيء ما ؟ وماذا لو كنت بحاجة إلى والديك في موقف ما  لكنك لم تجدهما ؟ بعض الوالدين لهما مشكلاتهما الخاصة بهما ، وبعض آخر لا تتاح لهم فرصة المساعدة والاستحقاق ، وبعض ثالث يجدون الصعوبة في التحلي بالمرونة .

     إذا لم تتمكن التحدث مع والديك استعن بأحد البالغين تثق به ، أو أحد الأقرباء أو أحد المعلمين أو الاختصاصي النفسي بالمدرسة يستمع إليك ويفهمك ويشجعك ويصدقك ويرعاك . ثم اتبع الخطوات السابقة في كيفية التحدث معه .

     التصرف باحترام وتقدير النضج والنمو ، فالوالدان يفكران أكثر بأبنائهما كلما كبروا ونضجوا ( وكنتيجة لذلك ، اتخاذ القرارات المهمة ) انتهز هذه الفرصة .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق