الأثر الاجتماعي لجهاز الهاتف المحمول
Social Impact of mobile Phone device
Written By: Abena Bemah
موقع : AFROEURO
2/1/2017
ترجمة الباحث/ عباس سبتي
فبراير 2017
استخدام
أفراد المجتمع للهاتف المحمول :
ساهمت حركة
الناس بشكل كبير إلى ارتفاع معدل استخدام الهواتف المحمولة لهذا جيل الشباب ،
وأصبح جهاز الهاتف المحمول أداة من أدوات الاتصال التي يستخدمها كل من فئة الشباب
وأكبر سناً منهم ، والكل يمتلك الهاتف المحمول الآن وقد يبدو غريبا أن تجد شخصاً
لا يمتلك هاتفاً ، وفي كل وثيقة وسجل على الفرد أن يكتب رقم هاتفه المحمول في عمود
البيانات الشخصية .
شخصياً أنا
استخدم الهاتف المحمول أكثر من عقد من الزمان في ذلك الوقت كنت أدرس في الجامعة
بأفريقيا ، ولم يكن خيالاً أن يمتلك أحد هذا الهاتف في ذلك الوقت ، وكان الجهاز
مريحاً وفي متناول اليد كي يتواصل الفرد مع الأقارب والأصدقاء ، وأصبح الهاتف ضرورياً
للتواصل مع أفراد الأسرة في مكان بعيد ، وهذا يعني أن بمساعدة الهاتف أنا لا أنتظر
وقتاً طويلاً للتواصل مع الوالدين والأصدقاء ، ولم يعد امتلاك الهاتف المحمول
ترفاً فقط بل أصبح ضرورياً ، وفي أفريقيا هناك حالات أخرى حيث من لا يمتلك الهاتف
عليه أن يذهب إلى بيت مجاور أو إلى الأصدقاء من له جهاز الهاتف ليتواصل مع غيره، بينما عليه الانتظار كي يتصل به الأقرباء في
حال عدم وجود الهاتف ، لذا أصبح الهاتف ضرورياً
.
تغير الزمن
منذ وقت غير بعيد ، إذ اصطحبت أحد الأقرباء بالطائرة من مطار " schiphol "
في هولندا " Netherlands " وفي
طريقنا إلى المطار مررنا على محطة قطار سريع في " لاهاي " كي نتجنب
التأخير في يوم الاثنين المزدحم ، كما كان متوقعاً كانت المحطة مكتظة بالناس الذين
في عجلة من أمرهم للوصول إلى مقار أعمالهم أو إلى المدرسة أو ربما للسفر والسياحة
، وبعد انتظار قصير وصل القطار وذهبنا إلى متن القطار وكان ممتلئاً بالمسافرين
وتمكنت أن أحصل على مقعد واحد لقريبي بينما وقفت عند درج مدخل القطار .
عندما تحرك
القطار كان هناك أناس وافقين أيضا لعدم وجود مقاعد شاغرة لهم ، وعلى الرغم من أن
هناك الكثير من الناس على متن القطار بقربي فلا تسمع صوتاً فقط تسمع صوت القطار
وهو يتحرك ، ووجدت شيئاً يثير الاهتمام
فكل الذين وافقين بجواري لديهم أجهزة هواتف محمولة بأيديهم وأصابعهم تلمس شاشة
الهاتف وبعضهم يستمع إلى الموسيقا وبعضهم يتصفح الانترنت وبعض يكتب رسالة نصية وبعض
يلعب بالألعاب الالكترونية ، وقد لاحظت أن ثلاثة أرباع من واقف بجواري منشغل
بالهاتف ، وأنهم منشغلون (100%) بهواتفهم
ويتجاهلون من يقف بجوارهم ، ومرة أخرى النسبة الكبيرة من هؤلاء الناس خاصة الرجال
تتحرك أيديهم وأرجلهم بحركة خفيفة بعضهم يلبس خاتم زواج وبعض آخر لا يلبس وقد وجد
ذلك مثيراً للاشمئزاز وسألت نفسي سؤالاً بسيطاً لماذا لا يهتم هؤلاء بمن حولهم من
الناس ؟ لماذا لا يلاحظون ما يحدث حولهم ؟ لماذا هم مشغولون بهواتفهم ؟ هل الهاتف
أصبح أهم من الناس ؟ إذا كان إرهابي على متن القطار فهل يلاحظونه وهم منهمكون بهواتفهم ؟ أنا مستغرب ، لقد اختفت
هذه الأيام عندما كان الناس منهمكين بما يجري حولهم ، وعندما يهتمون بشدة بما
يفعله الآخرون وأين يذهبون أو هم على ما يرام ؟ فالناس يهتمون بمن حولهم بغض النظر
لعرقهم أو جنسهم أو ثقافتهم
أنا أبصم
" نعم بالفعل تغير الزمان " ، كيف أثر الهاتف المحمول على حياة الناس
الاجتماعية ؟ هل هذه " اللعبة ، toy "
حلت محل التواصل البشري بين الناس ؟ هل
قيمة هواتفهم أفضل من الناس ؟ والآن معظم الناس لا يهتمون بما يحدث لزملائهم ،
فاهتمامهم قليل بمن يجلس بجوارهم في المترو أو في القطار ، دعونا ندرس ما إذا كان
هناك تأثير سلبي على استخدام الهواتف المحمول .
التأثير
السلبي لاستخدام الهاتف المحمول :
الآن وبعد
مضي أكثر من عقد من الزمان لاستخدامي الهاتف المحمول ، هل أنا متحمسة لامتلاك جهاز
الهاتف الرقمي ؟ هل ابتسم عندما أتلقى مكالمة ؟ ما التأثير الاجتماعي للهاتف ؟ هل
يستخدم الهاتف بشكل فعال ما ينبغي ؟
امتلاك
الهاتف ليس فكرة سيئة على الإطلاق ، وتكمن المشكلة أن الناس لا يستخدمون الهاتف
بشكل فعال كما يجب ، والتي غالباً ما يؤثر على حياتنا الاجتماعية سلباً ، وقد
ارتكب خطأ أو اتهم بحق هذا الجيل المتسرع عندما أسرع في الحكم أن للهاتف نتائج
سلبية على استخدام الفرد له بسبب أن الحالات تختلف والناس أيضا .
مع ذلك فأن
استخدام الهاتف المحمول له ارتباط غير مباشر وقد يسهم سلباً على المواقف
الاجتماعية مع الإشارة إلى موقف أو سلوك
والتواصل ، معظم الناس يستخدمون الهاتف بشكل مفرط أو سوء استخدامه وهؤلاء الناس
يتجاهلون بمن حولهم ويكونون مرتبطون بهواتفهم عاطفياً ، وعند هذه النقطة فأنهم
ينامون مع هواتفهم ، توجد هذه العلاقة
النفسية والواضحة عندما يفقدون هواتفهم وكأنهم فقدوا طفلهم الصغير ، ويصبح
الهاتف أو شيء يلمسونه عند الاستيقاظ وآخر شيء ينظرون إليه ويقرؤون ما فيه ، ويؤدي
إلى ظهور جدل ديني في أن الهاتف أصبح أهم من الكتاب المقدس ( التوراة ) أو القرآن
لأنه في السابق النصراني أو المسلم عندما يستيقظ من النوم يصلي أو يقرأ الكتاب
المقدس تعبيراً عن إيمانه وإخلاصه لربه ، والآن الهاتف حل محل هذا الإيمان .
علاوة على
ذلك هناك جدل اقتصادي بين الباعة المحليين بأن الهاتف المحمول قد أضر بنموهم
الاقتصادي والاجتماعي في مجال التجارة ، ووفقاً لباعة الساعات أن الناس لم يشترون
الساعات منهم لأن الهواتف فيها توقيت زمني ( ساعة ، منبه ) .
في المقابل
قد يكون من المهم الإشارة إلى أن التصورات ووجهات النظر قد تكون متفاوتة بين الناس
، إذ من وقت غير بعيد كنت أناقش استخدام
المرء لهاتفه مع صديق مقرب لي ، فمن وجهة نظره
كثير من الناس لا يستخدمون هواتفهم بشكل فعال وهذا بالنسبة له أيضا بينما
غيره يستفيد من استخدامه ويشرح كيف أن الناس تنفق المال الكثير للحصول على هاتف
غالي يكون له مميزات متعددة ، وبعد شراء جهاز الهاتف فأن الناس لا يستخدمون الجهاز
بشكل الفعال ولا يتم استخدام الاستخدام الكافي والمطلوب ، وعلى الرغم من حجة صديقي
قد تكون صحيحة ولكني لم أتفق معه كاملاً ، فمن وجهة نظري أعتقد أنه إذا أراد أحد
شراء جهاز هاتف فما المعيار والهدف لشرائه ؟ وكم يملك من الأموال ، لذا الإفراط في
استخدام الهاتف قد يسبب خطراً لاسيما انه ينفق الكثير من المال للمكالمات ،
فالمكالمات أصبحت مكلفة ليس فقط في أوربا وإنما أيضا في أفريقيا وسواء داخل أوربا
وداخل أفريقيا هناك من يمتلك أكثر من جهاز هاتف لأن هناك تنافس مستمر في صناعة
الهواتف وفي كل هاتف توجد مميزات خاصة مما تجعل الهاتف لا يقاوم ليس فقط في امتلاك
هاتف واحد ، لذا امتلاك هاتف أصبح مكلفاً سواء في المكالمات وغيرها .
علاوة على
ذلك فأن استخدام الهاتف قد يعني ضياع وقت كثير في الاستخدام بدلاً من استخدام
الوقت في شيء مفيد وأكثر إنتاجاً ، وقد يرغب المرء إلى تجاهل المهام والمسئوليات
الكثيرة التي يجب أن ينفذها أثناء استخدام الهاتف المفرط .
بالإضافة
إلى ذلك فأن الدراسات التي أجريت تشير إلى أن الهواتف تصبح خطراً على صحة المستخدم
ويمكن أن تسبب أوراماً في المخ أو سرطان على الرغم من أن الأدلة غير واضحة ،
وطالما تشتغل الهواتف في المجال المغناطيسي فقد أشارت بعض الدراسات أن هذا المجال
المغناطيسي يؤثر على الخلايا الحية ، فأولئك الذين ينفقون وقتاً كثيراً في استخدام
الهاتف بالمكالمات يصابون بالإجهاد وبصداع الرأس ( Care ministries
website-accessed on 19thDecember 2011 )
وأفاد بعض
ان الاستخدام الكثير يؤثر في الحيوانات المئوية ( Daily Express, Great
Britain, 24th October 2006- by consumer Correspondent Graham Hiscott
ونؤكد مرة
أخرى أن الهواتف تمثل أحد أسباب حوادث
الطرق فبعض السواق باستخدامهم الهواتف يعرضون حياتهم وحياة الآخرين إلى الخطر .
التأثير
الإيجابي لشبكة الهواتف الاجتماعية :
مع ذلك فأن
الحجج السابقة لا تعني بالضرورة أن جهاز الهاتف غير مهم ، لذا يعد الهاتف من أهم
وسيلة اتصال وأنها تقوي العلاقات الاجتماعية وتعزز عمليات الإنتاج ، وعبر الهواتف
فأننا قادرون على معرفة أحوال أقاربنا وأصدقائنا أولاً بأول ، ونعرف ما يدور حولنا
، وتمكننا الهواتف الالتزام بالمواعيد دون تأخير ، ومعرفة درجة الحرارة واختيار
اللباس المناسب للجو وتجعلنا نتعرف بالأحداث الجارية بسبب ارتباطها بشبكة الانترنت
، وتجعلنا نحقق رغباتنا بممارسة الألعاب
الالكترونية او بالاستماع إلى أنغام الموسيقا .
منذ أن
أنشئت شبكة الهواتف من قبل الشركات وليس الأفراد ، والمؤسسات وراء شبكة الهواتف
تبذل دائماً جهوداً لتحقيق المسئوليات الاجتماعية اتجاه المجتمع وتنميته ، ولكن في
أفريقيا حيث أن خدمة شبكة الهواتف تحقق المسئوليات الاجتماعية من خلال دفع الضرائب
وهي عرضة للنقاش ، وبالنسبة للباحثين فأنهم يدرسون خدمات الهاتف المحمول / شبكة
الرفاه الاجتماعي في المجتمع كما في " غانا " ، لماذا التهرب من دفع
الضرائب واستخدام أسماء جديدة كل خمس
سنوات ؟ لماذا لا ترى حكومة " غانا" أنها مشكلة التي تجعل الشركات تجني
أرباحاً من الفقراء واستنزافهم بسبب الإعلان المكثف الذي يشجعهم وتغريهم على الدفع
المستمر ، لذا ينبغي مساءلة شركات
الهواتف لدفع الضرائب والوفاء بالتزاماتها الاجتماعية للمجتمع ؟
كيف تؤثر شبكة الهواتف على الأسر المهاجرة ؟
المهاجرون
في الشتات " Diaspora "
يتعهدون أقاربهم باستمرار في إرسال الأموال لهم من أجل الطعام ودفع الرسوم
المدرسية والنقل والاستثمار في الأعمال التجارية ، وهناك ملاحظة جديرة بالاهتمام
التي تجذب انتباه المهاجرين ، فالهجرة تجعل بعض يعتمد على غيره ، فكثير من
المهاجرين يعتمدون على أسرهم عندما يرجعون إلى الوطن بعد إرسالهم الأموال بشكل
منتظم وكثير من الأقارب يشتكون أنهم لا يملكون أموالاً ، حاول أن تسأل أحدهم كيف هاتفاً يمتلك أثنين
أم ثلاثة ؟ وهؤلاء الأقارب ينفقون أموالهم بإجراء المكالمات مع أصدقائهم وقد تكون
بعض المكالمات غير ضرورية ، لذا تجعل الهواتف بعض الناس كسولين ، والآن فأسر
المهاجرين التي تعود إلى الوطن تنفق بعض الأموال المحولة على المكالمات غير
الضرورية ، وهذا يؤثر بشكل مباشر وغير مباشر على المهاجرين ، إذن ما يجب عمله ؟
التوصيات /
الختام :
هناك
الكثير يمكن القيام به ، لقد صمم الهاتف المحمول من أجل التواصل الاجتماعي الفعال وتعزيز إنتاجية العمل ، ونحن نقرر إن
كان هذا لغرض منتج ، على سبيل المثال إذا أنفقت (10) يورو من أجل بطاقة لتعبئة
رصيد الهاتف فيمكنني المحادثة تسفر عن (20) يورو ، وإذا استخدمت الهاتف عند
الضرورة من أجل ألا تنتابك حالة الإدمان ، ولا تستعمل الهاتف أثناء قيادة السيارة
وإلا عرضت حياتك وحياة الآخرين إلى الخطر ، وكما قلنا استخدم الهاتف بشكل فعال
ونافع ، وهناك الأشياء الكثيرة يمكننا تعلمها من خلال استخدام الهاتف دعونا
نستخدمه بشكل إيجابي .
في الختام
أقدم دليلاً على استخدام الهاتف بشكل متوازن في حياتنا ، ويجب أن نتذكر أننا
اشترينا الهاتف وليس العكس وبالتالي يجب أن نستخدم الهاتف بشكل كاف وعند الضرورة ،
ولا يأخذ الهاتف انتباهنا واهتمامنا وكما ذكرنا ، والآن أصبح استخدام الهاتف شائعاً
حتى الأطفال في المدارس يمتلكون الهواتف وقد يكون ذلك جيداً ولكن هل يجعل الهاتف
يركزون في دراستهم ، إذا كنت طالباً تذكر أن الهاتف وسيلة اتصال بين الناس ومن
المفترض انه يمنع أن تشعر بالتوتر وليس أين الأقارب والأصدقاء أو ماذا يفعلون ؟ وعندما تكون معهم تجنب الاستخدام المفرط
للهاتف ، ومن المشين انه بعد قراءة هذه المقالة جعلت مديرك أو معلمك يتذمر منك في
العمل او المدرسة ، والوقت هو المال وكل دقيقة لها أهمية وليس لدينا كل الوقت في
العالم لذا دعنا نستخدم الهاتف الاستخدام المناسب .
تعليق:
لقد كانت هذه النصائح نسمعنا
ونقرأها بشكل يومي خاصة في تجنب سلبيات استخدام الهاتف المحمول ، ولكن مع كثرة
النصائح المتكررة أصبح الناس لا يتأثرون بها بسبب
إدمان استخدام الهاتف وتحقيق رغبات الفرد وشعوره بالراحة النفسية أنه أصبح
اهتمام الناس لذاته ، وأنا اتفق مع الكاتبة أن هذا الإدمان جعل الناس يفضلون الهاتف على أهلهم وأصدقائهم
وقد ترجمت هذه المقالة بعد أن أجريت دراسة " علاقة الإنسان بهاتفه المحمول علاقة عادة أو
عبادة " حيث أصبح الناس في سكر – إن صح التعبير – من الانشغال بالهاتف على
حساب الاهتمام بالناس ومراعاة لمشاعرهم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق