عشر قضايا صحية تتحدى كبار السن

عشر قضايا صحية تتحدى كبار السن

بقلم / عباس سبتي

سبتمبر 2018

                قد يبدو أن التقدم في السن أمر شاق من مظاهره :  شيب الشعر ، التجاعيد بالوجه واليدين ، نسيان المكان الذي أوقفت سيارتك فيه. جميع هذه المظاهر نضعها جانبا ، يمكن أن تجلب الشيخوخة  مشاكل صحية فريدة من نوعها. مع كون أن كبار السن يمثلون نسبة 12٪ من سكان العالم ــ وسيتزايدون بسرعة إلى أكثر من نسبة 22٪ بحلول عام 2050 ، من المهم فهم التحديات التي يواجهها الناس مع تقدمهم في العمر ، والاعتراف بأن هناك إجراءات وقائية يمكن أن تضع نفسك  أو أحد المحبين لك  على الطريق  نحو الشيخوخة  الصحية.

1. الظروف الصحية المزمنة

ووفقاً للمجلس الوطني للشيخوخة بالولايات المتحدة ، يعاني حوالي 92٪ من كبار السن من مرض مزمن واحد على الأقل و 77٪ منهم على الأقل من مرضين اثنين. يعد مرض القلب والسكتة الدماغية والسرطان والسكري من أكثر الحالات الصحية المزمنة والمألوفة التي تتسبب في وفاة ثلثي كبار السن كل عام . يوصي المركز الوطني للوقاية من الأمراض المزمنة وتحسين الصحة بالاجتماع مع طبيب لإجراء فحص سنوي ، والحفاظ على نظام غذائي صحي والحفاظ على ممارسة التمارين الرياضية الروتينية للمساعدة في إدارة أو الوقاية من الأمراض المزمنة .تعتبر السمنة مشكلة متنامية بين كبار السن ويمكن أن يساعد النظام الغذائي الصحي وممارسة الرياضة البدنية على  المشاركة في تقليل  من السمنة والظروف المزمنة المرتبطة بها.

2. الصحة المعرفية

تركز الصحة المعرفية على قدرة الشخص على التفكير والتعلم والتذكر. المشكلة الصحية الأكثر شيوعا التي تواجه كبار السن هي الخرف ، وفقدان تلك الوظائف المعرفية. حوالي 47.5 مليون شخص في العالم يعانون من الخرف - وهو عدد يتوقع أن يصل إلى ثلاثة أضعاف في الحجم بحلول عام 2050. وأكثر أشكال الخرف شيوعا هو مرض الزهايمر مع ما يصل إلى خمسة ملايين شخص فوق سن الخامسة والستين يعانون من المرض في الولايات المتحدة. . ووفقاً للمعهد الوطني للشيخوخة ، فإن الأمراض الصحية المزمنة الأخرى تزيد من خطر الإصابة بالخرف ، مثل تعاطي المخدرات ومرض السكري وارتفاع ضغط الدم والاكتئاب وفيروس نقص المناعة البشرية والتدخين. في حين لا يوجد علاج للخرف ، يمكن للأطباء وصف خطة العلاج والأدوية للتعامل مع المرض.

3. الصحة العقلية

وفقاً لمنظمة الصحة العالمية (   WHO)  ، يعاني أكثر من 15٪ من البالغين فوق سن الستين من اضطراب عقلي . الاضطراب العقلي الشائع بين كبار السن هو الاكتئاب ، الذي يصاب سبعة في المئة من السكان المسنين. لسوء الحظ ، غالباً ما يكون تشخيص وعلاج هذا الاضطراب العقلي أقل ما يتوقع  . كبار السن يمثلون أكثر من 18 في المئة من وفيات الانتحار في الولايات المتحدة ، لأن الاكتئاب يمكن أن يكون أحد الآثار الجانبية للظروف الصحية المزمنة ويؤدي إلى حالة الانتحار ، فإن علاج المشكلات النفسية  قد تساعد تخفيف حالة الاكتئاب. بالإضافة إلى ذلك ، فإن تعزيز نمط حياة صحي مثل تحسين ظروف المعيشة والدعم الاجتماعي من العائلة أو الأصدقاء أو مجموعات الدعم يمكن أن يساعد في علاج الاكتئاب.

4. إصابة جسدية

كل 15 ثانية ، يتم إدخال شخص بالغ في السن إلى غرفة الطوارئ نتيجة فقد توازن الجسم أو السقوط. يموت شخص كبير ( مسن ) من كل 29 دقيقة ، مما يجعل هذا العامل السبب الرئيسي للإصابة بين كبار السن ، أن الشيخوخة تتسبب في تقلص العظام وتقلص قوة العضلات وضعفها ، يصبح كبار السن أكثر عرضة لفقدان توازنهم مما يعني إصابتهم وبكدمات وتكسير عظامهم. هناك نوعان من الأمراض التي تساهم في الإصابة بهشاشة العظام. ومع ذلك ، فإن السقوط ليست حتمية.في كثير من الحالات ، يمكن منع ذلك  من خلال التعليم وزيادة النشاط البدني والتعديلات العملية داخل المنزل.

5 - فيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز وغيره من الأمراض التي تنتقل بالاتصال الجنسي

 في عام 2013 ، وجدت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) أن 21٪ من حالات الإيدز حدثت عند كبار السن فوق سن الخمسين في الولايات المتحدة ، وأن 37٪ من الوفيات في نفس العام كانت لأشخاص فوق سن 55 عامًا. قد تتغير الاحتياجات والقدرات الجنسية مع تقدم السن ، فالرغبة الجنسية لا تختفي تمامًا. من غير المحتمل أن يستخدم كبار السن الواقي الذكري ، الذي عندما يقترن بجهاز المناعة الضعيف ، يجعل كبار السن أكثر عرضة للإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية. يعتبر التشخيص المتأخر لفيروس نقص المناعة البشرية شائعاً بين كبار السن لأن أعراض فيروس نقص المناعة البشرية تشبه إلى حد كبير أعراض الشيخوخة الطبيعية ، مما يزيد من صعوبة علاج ومنع تلف جهاز المناعة.

6. سوء التغذية

وكثيرا ما يكون تشخيص سوء التغذية لدى كبار السن ممن تزيد أعمارهم عن 65 عاما أقل من تشخيصهم ويمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية أخرى ، مثل ضعف جهاز المناعة وضعف العضلات. يمكن أن تنبع أسباب سوء التغذية من مشكلات صحية أخرى (قد ينسى كبار السن الذين يعانون من الخرف أن يأكلوا) والاكتئاب وإدمان الكحول والقيود الغذائية ، والحد من الاتصال الاجتماعي والدخل المحدود. الالتزام بتغييرات بسيطة في النظام الغذائي ، مثل زيادة استهلاك الفواكه والخضروات وتقليل استهلاك الدهون المشبعة والملح ، يمكن أن يساعد في حل مشاكل التغذية لدى كبار السن. هناك خدمات غذائية متاحة لكبار السن الذين لا يستطيعون شراء الطعام أو يجدون صعوبة في إعداد وجبات الطعام تقدمها الشركات المختصة .

7. ضعف الحواس

 

الإعاقات الحسية ، مثل الرؤية والسمع ، شائعة للغاية بالنسبة للناس الأكبر سنا الذين تزيد أعمارهم عن 70 عامًا. ووفقًا لمركز السيطرة على الأمراض ، يعاني واحد من كل ستة أشخاص بالغين من إعاقة بصرية ، ويعاني واحد من كل أربعة أشخاص من ضعف في السمع. لحسن الحظ ، يمكن معالجة هاتين القضيتين بسهولة عن طريق المساعدات مثل النظارات أو أجهزة السمع ،  وتعمل التقنيات الجديدة على تعزيز تقييم فقدان السمع وبراعة الأجهزة السمعية.

8. صحة الفم

غالباً ما يتم اعتبار صحة الفم واحدة من أهم القضايا بالنسبة لكبار السن. وجدت شعبة صحة الفم لدى مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها أن حوالي 25 في المائة من البالغين فوق سن 65 لم يعد لديهم أسنانهم الطبيعية. يمكن أن تؤدي مشاكل مثل التجاويف وتسوس الأسنان إلى صعوبة في الحفاظ على نظام غذائي صحي ، وتدني احترام الذات ، وغير ذلك من الظروف الصحية. مشكلات صحة الفم المرتبطة بكبار السن هي جفاف الفم وأمراض اللثة وسرطان الفم. يمكن  علاج هذه الحالات أو منعها عن طريق إجراء فحوصات طب الأسنان بشكل منتظم. ومع ذلك فقد يكون من الصعب على كبار السن الوصول إلى العناية بالأسنان بسبب فقدان التأمين على الأسنان بعد التقاعد أو الحرمان الاقتصادي.

9. تعاطي المخدرات

إن تعاطي المواد المخدرة ، عادةً ما يكون كحولًا أو متعلقًا بالمخدرات ، هو أكثر شيوعًا بين كبار السن مما تم تحقيقه. وفقا للمجلس الوطني للشيخوخة ، من المتوقع أن يتضاعف عدد كبار السن الذين يعانون من مشاكل تعاطي المخدرات إلى خمسة ملايين بحلول عام 2020. لأن الكثيرين لا يربطون بين إساءة استعمال المخدرات مع كبار السن ، غالباً ما يتم التغاضي عنها وفقدها في الفحوصات الطبية. بالإضافة إلى ذلك ، وكثيرا ما يوصف لكبار السن وصفات متعددة لاستخدامها على المدى الطويل. ويجد المعهد الوطني للأدوية أن تعاطي المخدرات ينتج عادة عن شخص يعاني من عجز ذهني أو يتناول أدوية أخرى للمريض بسبب عدم قدرته على دفع تكاليفه.

10. السيطرة على المثانة والإمساك

السلس والإمساك شائعان مع التقدم في السن ، ويمكنهما التأثير على نوعية حياة كبار السن. بالإضافة إلى التغييرات المرتبطة بالعمر ، قد يكون هذا أحد الآثار الجانبية للقضايا السابقة المذكورة أعلاه ، مثل عدم تناول نظام غذائي متوازن ومعاناة من حالات صحية مزمنة. تقترح عيادة مايو الحفاظ على وزن صحي ، وتناول نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة بانتظام لتجنب هذه المشاكل الصحية للمسنين. غالباً ما تكون هناك علاجات طبية فعالة ، ولا ينبغي أن يحرج كبار السن للمناقشة مع أطبائهم.