الاثنين، 18 مارس 2024

رعاية المسن في المنزل بقلم/ عباس سبتي

مع تقدم الإنسان في مجالات مختلفة لا سيما المجال الطبي فقد طال عمر الإنسان بدول العالم واحتاج المسن إلى الرعاية بمختلف أنواعها ، حيث آن للدول أن ترد الجميل إلى هذا المسن بعد أن قدم ما قدم من جهد وتعب في تقدم بلاده ، وفكرة الرعاية للمسن انبثقت في الدول الغربية بعد ظهور ما يعرف " مجتمع الشيخوخة " فأنشأت مراكز رعاية متخصصة للمسنين بعد أن عجز ذو المسن من رعايته بالمنزل بل أصبح المسن عالة على أسرته خاصة من انتابه المرض وأصبح قعيد الفراش ، وبدأ بعض أفراد الأسرة يسيء إلى المسن فيما يعرف ب " الإساءة إلى المسنين " ، لكن مراكز رعاية المسنين لم تعد مكانا آمنا عوضا عن البيت حيث عاني بعض المسنين من إساءة وتجاوز على حقوقه بهذه المراكز ، وبعد عقد المؤتمرات الخاصة برعاية المسنين ظهر ما يعرف ب " الرعاية المنزلية " فسنت الدول التشريعات لتنظيم رعاية المسن بالمنزل . اهتمت دول العالم ومنها دولة الكويت برعاية المسن في المنزل من خلال : توعية أفراد الأسرة بالمسن الذي يحتاج إلى رعاية خاصة سواء الرعاية الصحية والنفسية والاجتماعية والذاتية ، ومنها كيفية تقديم نظام غذائي صحي للمسن وقياس درجة حرارة جسمه وتعيين ممرض أو ممرضة له ، مع تعريف أفراد الأسرة بأمراض الشيخوخة وكيفية التعامل معها وتدريب المسن للاعتماد على نفسه ذاتيا وعد الضرورة وزرع الثقة بنفسه ، وبدورها قدمت الجهات الرسمية لأفراد الأسرة الاستشارات النفسية والصحية لراعي المسن كي يقوم بدوره الكامل في الاهتمام بالمسن ، إلى جانب تقديم التوعية إلى ذوي المسن عبر وسائل الأعلام المرئية والمسموعة والالكترونية ، كذلك تنظيم الدول حملات التوعية لرعاية المسن بالمنازل ، في دراسة بهذا الشأن فأن ما بين 70% و80% ممن استطلعت آراؤهم من المسنين يفضلون أن ترعاهم الأسرة بدلا من رعاية مراكز الرعاية المتخصصة لهم . . لماذا يحتاج المسن إلى رعاية منزلية ؟ تواجه المسن تحديات ومشكلات قد تكون حقيقية وقد لا تكون ، ومنها أمراض الشيخوخة وأمراض نفسية كالاكتيئاب والقلق والعزلة وهناك تصورات وأفكار تنتاب المسن لحين وآخر مثل أن أهله لا يريدونه وأنه أصبح عالة عليهم ، أولا يستطيع المسن أن يتعامل مع المرض ويحتاج إلى مساعدة ، وتزداد حالة المسن سوءا بعد نقله إلى دور الرعاية للمسنين وتخلي أهله عنه في هذه الحالة ، وبعض المسنين يعتقد ان أحد أفراد أسرته يطمع في أمواله ، وهناك من المسنين من يعاني من الوحدة بالمنزل : شعور عدم وجود رفيق له أو شعور بإهمال أسرته له أو الشعور بعدم الانسجام مع احد أفراد الأسرة أو الشعور بالعزلة عن الآخرين ( عدم الخروج من المنزل ) لذا لا بد من تقديم دعم لأفراد الأسرة الذين لديهم مسن ويعاني من أمراض الشيخوخة ويحتاج إلى رعاية خاصة . تنمية الرعاية المنزلية للمسن : تأتي أهمية تقوية العلاقة بين أفراد الأسرة الواحدة بتشجيع الرعاية المنزلية للمسن ، لذا ظهر توجه عالمي على أهمية الرعاية المنزلية للمسن لأنها تقوي العلاقة بين أفراد الأسرة بعد ضعف هذه العلاقة والتفكك الأسري وزيادة الخلافات بين أفراد الأسرة في عصر العولمة ، أوصى مؤتمر أبوطبي الدولي عام 2000م بتقديم مساعدة طبية واجتماعية لأفراد الأسرة الذين يرعون كبار السن في المنازل ، وتفعيل دور المسن في المجتمع وتفعيل برامج وقائية للمقبلين على مرحلة الشيخوخة والعجز وتوفير الظروف الصحية في البيئة التي يعيش بها المسن وتوفير حوافز معنوية ومادية لمن يرعى المسن بالمنزل وتقديم برامج لعلاج الاضطرابات النفسية والاجتماعية للمسن وإدخال تخصص طب الشيخوخة في مناهج كليات الطب وإقامة ورش عمل لمن يرعى كبار السن في المنزل ، وتأكيدا على حقوق المسن وتشجيع أفراد الأسرة برعاية المسن فقد قدمت إدارة رعاية المسنين بوزارة الشئون بدولة الكويت خدمات نهارية مسائية للمسن في المنازل وتشمل هذه الخدمات على برامج وأنشطة علاجية ونفسية واجتماعية وبرامج العلاج الطبيعي والطبي والديني ظهرت فكرة إنشاء مجالس أو ما يسمى " دواوين " للمتقاعدين والمسنين لقضاء وقت الصباح بين زملائهم بهدف التغلب على الشعور بالوحدة والكآبة وهم بالمنزل ، وكذلك أشئت المقاهي الشعبية عام 1977 من أجل ذلك ، وقد اقترحنا في مقالة لنا قبل سنوات بتفعيل هذه المجالس والدواوين والمقاهي الشعبية من خلال عقد محاضرات وندوات للمختصين في مجال الشيخوخة والالتقاء بهم في هذه الأماكن ورفع المعاناة الطبية و النفسية والاجتماعية عنهم ، وإجراء الدراسات بواقع المتقاعدين وكيفية الاستفادة من خبراتهم وتجاربهم بالحياة وتسهيل إجراءات رعاية من يحتاج إلى رعاية طبية أو اجتماعية وغيرها ، وحسب نظرية تبناها علم نفس الشيخوخة وتسمى " نظرية النشاط " وهي عبارة عن إيجاد عمل للمتقاعد المسن لينمي اهتماماته وميوله بعد التقاعد ويقضي وقت فراغه ويخفف عنه المعاناة النفسية والاجتماعية والمالية ، وقد تبنت بعض الدول في الغرب هذه النظرية ولكن مع كثرة أعداد المتقاعدين والمسنين فيها فأن المؤسسات المهتمة بهم لا تستوعب أعدادهم . بدورنا قدمنا برنامج عملي لجليس المنزل ويشتمل على مراعاة لحالة المسن الصحية والنفسية والاجتماعية مع التأكيد على أهمية هذه البرنامج لأفراد الأسرة وتوفير الجو المناسب للمسن وتقسيم وقت المسن من أكل ونوم وممارسة رياضة وعبادة ( أذكار، أوراد ، تلاوة قرآن أو الاستماع إلى تلاوة القرآن ) واتباع نظام غذائي صحي وتنظيم رحلة خلوية له ولعائلته أسبوعياً وممارسة العلاج الطبيعي أو الرياضة المنزلية وغير المنزلية لتنشيط الدورة الدموية ونبضات القلب وتقوية العضلات . أخيرا وليس آخراً أعلنت مبرة إبراهيم طاهر البغلي للابن البار في مؤتمر إعلامي عقد على منصة «زوم» عن أسماء الطلبة الفائزين في مسابقات جائزة البغلي للابن البار بفروعها الأربعة والبالغ عددهم (89) طالبا وطالبة من أصل ( 20778) طالبا وطالبة شاركوا في المسابقات للعام الدراسي 2019/ 2020م. وقال رئيس مجلس إدارة المبرة، إبراهيم البغلي خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد «أونلاين» لإعلان نتائج الطلبة الفائزين في مسابقات الجائزة للعام الدراسي 2019/ 2020، إن رعايته لمسابقات الجائزة البغلي للابن البار تأتي إيمانا بأهمية ترجمة توجهات وتطلعات وزير التربية في تفعيل دور الوزارة في تعزيز وتنمية فضيلة البر في المجتمع الطلابي مبينا أنه تم تنظيم مسابقة القصة القصيرة ومسابقة العمل التطوعي لطلبة المرحلة المتوسطة والثانوية وذلك بالتنسيق مع قطاعات التربية المختلفة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق