الأحد، 6 أكتوبر 2013

البرامج العملية في حل المشكلات الفردية والأسرية _ 3




البرامج العملية في حل المشكلات الفردية والأسرية ( الحلقة الثالثة )
برنامج العلاقات الزوجية ( خاص بالنساء )
بقلم الباحث التربوي والاجتماعي : عباس سبتي

مقدمة :
     تظهر بين فترة وأخرى نداءات تنادي بحقوق المرأة ودور الإسلام في شرع هذه الحقوق ، بعد أن تأثر بعض بأفكار تحرر المرأة ، وأصبحت المؤمنة تسعد بهذه النداءات ، وشعرت بعض المؤمنات أن علاقتها بالزوج علاقة ند بالند .

ما المقصود بالعلاقات الزوجية ؟
     هذه العلاقات عبارة عن علاقة الزوج بالزوجة ، وعلاقة الزوجة بالزوج من خلال معرفة حقوق وواجبات الزوج وحقوق وواجبات الزوجة ، لكن الحديث يكون كيف تتصور الزوجة هذه العلاقة ؟ وببيان علاقة الزوجة بالزوج وكيفية تقويتها حسب ما هو مطروح في هذا البرنامج .
     ما تصور المؤمنة لهذه العلاقة هل هي علاقة متكاملة كما بينها الشارع المقدس ؟
     أم أن المؤمنة قد تأثرت بتلك النداءات وتريد دائماً أن تكون هذه العلاقة لصالح الزوجة  ولماذا لا تفكر المؤمنة بتنمية علاقتها بزوجها إذا كانت العلاقة سيئة مثلما تنمي وتقوي علاقاتها بزميلاتها ؟
     ماذا تقول المؤمنة في حق زوجها إذا كانت تشتكي منه؟ أيتها الأخت :وهل أنت تشتكين من زوجك أيضا؟

     اعلمي أن كثرة الشكوى لا تحل المشكلة ولا تتوقعي أحداً يحل مشكلتك ،وليس كل شكوى في حق الزوج صحيحة من الناحية الشرعية ، أو تكون نقطة في صالح الزوجة إنما عليك أن تعرفي أن أكثر هذه الشكاوي لا تعد أموراً سلبية في الزوج ، ولكن بسبب نظرتنا إلى الحياة ، وتأثرنا بأسلوب حياة غيرنا ، أصبحت هذه الشكاوي تظهر المرأة أنها مظلومة .  واعلمي أنه بالتفاهم واستغلال هدوء الزوج وراحة باله يصبح الوقت مناسباً في طرح القضايا العالقة التي تجدين أنها عقبات في طريق حل المشكلة مع زوجك .

تشتكي المرأة من زوجها لأسباب عديدة ، فهل تشتكين أنت أيضا ، ضعي علامة (  )   أمام الشكوى :
-      كثرة أوامر الزوج .
-      عصبية وسوء خلق الزوج .
-       سوء الظن بالزوجة .
-      يضيع وقته بمشاهدة الأفلام الجنسية التي تعرض في القنوات الأجنبية الخاصة
-       يسهر خارج المنزل إلى ساعات متأخرة من الليل .
-      يسافر مع أصدقائه .
-       لا يدرس أبناءه دروس المدرسة ودروس الدين والأخلاق .
-       لا يشتري حاجيات المنزل من الجمعية أو السوق
-      يعتقد أن الزوجة عليها القيام بكل أعمال المنزل .
-       لا يهتم بنظافة جسمه وملبسه وهو في البيت .
-      لا يتكلم مع زوجته وأولاده إلا نادراً وهو في البيت .
-      يقرأ كثيراً وينعزل عن زوجته وأولاده  .
-       يكثر من أعمال الواجب والمستحب ويهمل أمور البيت .


إن الرجل قد يشتكي أيضا من زوجته أمام صديقه لكن هذه الشكوى لا تكون ظاهرة كما بالنسبة لشكوى النساء من أزواجهن ، ولعل أسباب عدم شكوى الرجل هي :
-  قوة  شخصية الرجل تجعله لا يشتكي لأنه يظن أن الشكوى تصدر من  الضعيف ، ولكي لا يوصف بالضعف أمام زوجته فأنه لا يشتكي .

-  تفقد المرأة  دورها أحياناً في إدارة شئون البيت ، وبروز دور الرجل يجعل الرجل يقتنع بدوره ولا يشتكي .


     عليك قبل أن توجهي اللوم والعتاب على الزوج بسبب هذه الشكاوي أن تسألي رأي الشرع ، فهل هذه الشكاوي صحيحة من الناحية الشرعية ؟
     وهل الزوجة مظلومة ؟
     حاولي أن تصلحي ما أفسده الزوج كما تظنين ، وذلك :

اتبعي الخطوات التالية كي تنمي وتقوي علاقتك بزوجك   :
1-    غفران عيوبه وسيئاته .

2-    حسن الظن به دائماً .

3-    لا تحاولي أن تثيري غضبه وإن أساء التصرف معك .

4-    انصحيه إذا أخطأ لكن بطريقة لا يشعر أنه مخطأ .

5-     إذا لم يسمح لك بالخروج فلا تخرجي حتى لو أردت الذهاب إلى منزل والدك .

6-     حاولي أن تستأذني منه دائماً وفي كل مرة ، ولو أنه قد أعطاك الإذن العام بالخروج .

7-  اشعري أنه رجل البيت وكلمته مسموعة من باب احترامه ، وشعورك بالذل في بيت الزوجية فقد جاء كتب الأخلاق أن من صفات المؤمنة أن تكون عزيزة في بيت أبيها (أهلها ) قبل الزواج ، وذليلة في بيت زوجها. قال لقمان وهو يعظ ابنه :يا بني النساء أربع : اثنتان صالحتان واثنتان ملعونتان ، فأما إحدى الصالحتين فهي الشريفة في قومها الذليلة في نفسها ، التي إن أعطيت شكرت ، وإن ابتليت صبرت ، القليل في يديها كثير . الثانية : الولود الودود ، تعود بخير على زوجها ، هي كالأم الرحيمة ، تعطف على كبيرهم وترحم صغيرهم وتحب ولد زوجها وإن كانوا من غيرها ، جامعة الشمل ، مرضية العمل ، مصلحة في النفس والأهل والمال والولد ، فهي كالذهب الأحمر ، إن شهد زوجها أعانته ، وإن غاب عنها حفظته .
     وأما إحدى الملعونتين فهي العظيمة في نفسها (المتكبرة ) ، الذليلة في قومها ، التي إن أعطيت سخطت ، وإن منعت عتبت ( أي أنكرت على الزوج إحسانه لها ولامته على ذلك ) ،زوجها منها في بلاء ، وجيرانها في عناء ، فهي كالأسد إن جاورته أكلك ، وإن هربت منه قتلك ، والملعونة الثانية  زوجها غضبان عليها ، سريعة السخط (العتب ) ، سريعة الدمعة ، إن شهد زوجها لم تنفعه ، وإن غاب عنها فضحته ، وإن رزق منها ولد لم تنفعه .

8- لا تستغلي طيب الزوج بكثرة شراء الحاجات الكمالية لك وللبيت ، لأن ذلك يقوي حب للدنيا في نفسك ، وأنت محاسبة في أمواله أمام ربك إذا أسرفت .

9-  لا تبدي أي اعتراض (معارضة) أثناء شدته وقسوته في معاملة أبنائه ، لأن الشدة من طرف الأب والدلع (الدلال ) من طرف الأم ليس في صالح الأبناء ، ثم أنه هو المسئول الأول من تربية أبنائه ، و بعد أن يهدئ بيني له أضرار قسوة معاملة الأبناء.

10-   ساعديه أن ينمي نفسه ويزيد إيمانه ، إذا كنت أعلى منه في الشهادة أو أعلى درجة في الصلاح والتقوى .

11-   ابتعدي عن النساء اللاتي يتذمرن من أزواجهن ، إذا أردت أن تسيري على نهج الهداية والتكامل .

12-   يجب أن تعلمي أن عمل المستحب أو القيام بمزاولة الرياضة أو الاهتمام بأي أمر آخر لك ، لا يكون على حساب وقت الزوج والأبناء .

استقلالية الزوجة في الإنفاق :   

بدأت الزوجة تستقل نوعاً ما عن زوجها بسبب :
-      عملها خارج المنزل .

-       إنفاقها على نفسها وعلى أبنائها من مالها الخاص .

-      شراء حاجيات البيت من مالها.

-       سلبية الزوج وعدم تحمله الإنفاق على مستلزمات البيت .

-       تأثرها بزميلاتها وهن ينفقن على تأثيث ولوازم الديكورات والكماليات في البيت .


هل استقلالية الزوجة في الإنفاق لصالح المرأة ؟

-      لماذا أمر تعالى الزوج بالإنفاق ؟ وما الحكمة في ذلك ؟

-      إذا عرفت أن تعالى أمر الزوج  بالإنفاق فلماذا تساعدين الزوج بالتقاعس عن دوره ؟

-      ألا توجد مشكلات بعد قيام الزوجة بالإنفاق ؟

   قد تكون المشكلات هي :
      1-   غرس صفة البخل في نفس الزوج .

      2- مساعدة الزوج على التكاسل وعدم تحمل مسئوليته كرب بيت .

      3-اختفاء الغيرة من قلب الزوج وهو يرى الزوجة وهي تتعامل مع مجتمع الرجال في سد وشراء حاجيات البيت وهو لا يحرك ساكناً .

      4- تعود الزوجة على الإسراف والتبذير بدون رقيب وحسيب  . 

      5 - تذمر الزوجة من تقاعس الزوج أو بخله أو عدم تحمل المسئولية .   


كيف تقضين على مشكلة استقلالية الزوجة في قضية الإنفاق ؟
-     التفاهم مع الزوج في حل هذه المشكلة .

-     توعية الزوج وإرشاده بمفهوم " قوامة الرجل في الإنفاق " مع الاستعانة بأحد العلماء .

-     تنبيه الزوج بدوره ومسئوليته في الإنفاق .

-     اتفاق الزوجين على مبدأ " عدم الإسراف والتبذير " .

-     شعور المرأة بمسئولية المحافظة على مال الزوج .



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق