الثلاثاء، 12 نوفمبر 2013

لأغوينهم أجمعين - القسم الثاني / الجزء الثاني




لماذا تستخدم الرايات السود ؟
     هذه الرايات يعني تطبيق الإسلام الصحيح ومناصرة أهل البيت المظلومين على مدار التاريخ ، أول من استخدم الراية السوداء في الحرب هو رسول الله (ص) جاء في كتب السير : كان أمام رسول الله رايتان سوداوان إحداهما مع علي بن أبي طالب يقال لها : العقاب والأخرى مع بعض الأنصار (55) وراية علي بن أبي طالب يوم صفين كانت سوداء ، ويرجح مؤلف كتاب ( الإمام الرضا) أن حادثة قتل يحيى بن زيد جعل الخراسانيين يلبسون السواد سبعة أيام ومنهم اتخذ العباسيون السواد شعارا لهم وإظهارا للحزن والأسى لما نال أهل البيت  على يد الأمويين ( 56) وفي العشرة الأولى من شهر المحرم تخرج المواكب الحسينية رافعة رايات سود تعبيرا عن الحزن واقتداء بسيد الشهداء ( الحسين ) وأصحابه عندما رفعوا الرايات السود في معركة الطف كذلك عندما يخرج المهدي يحمل راية رسول الله وهي من مرط مخملة سوداء ( 57) ، تخرج قبل المهدي رايات مثل راية السفياني وهي حمراء اقتداء بالأمويين أو أنها ترمز إلى الفساد والإباحية التي يطبقها السفياني أثناء حكمه ، يقول مؤلف كتاب ( إلزام الناصب ) فيخرج رجل من ولد صخر ( السفياني) فيبدل الرايات السود بالحمر فيبيح المحرمات ويترك النساء بالثديا معلقات وهو صاحب نهب الكوفة (58) استغل العباسيون أحاديث الرايات السود لصالحهم ، فأخذوا يرفعون شعار مظلومية اهل البيت مما ادى إلى تعاطف الناس مع ثورتهم حتى ظن بعض أن الرايات السود تنطبق على العباسيين وأنهم يمهدون للمهدي المنتظر الذي بشر به نبي الإسلام (ص) ، وسمى المنصور العباسي أحد أبنائه ب " المهدي" كما مر ذلك ، لكن توجد رواية أن الرايات السود لا تنطبق على دولة بني العباس : فعن محمد بن الحنفية قال تخرج راية سوداء لبني العباس ثم تخرج من خراسان اخرى سوداء قلانسهم سود وثيابهم بيض ... يهزمون أصحاب السفياني (59) .

     عن النبي (ص) : يخرج من المشرق لبني العباس ثم يكون ما شاء الله ثم يخرج رايات سود صغار تقاتل رجلا من آل أبي سفيان يردون طاعة للمهدي ( 60) وعن أبي بكر الحضرمي قال : دخلنا أنا وأبان على أبي عبدالله وذلك حين ظهرت الرايات السود بخراسان فقلنا ما ترى ؟ فقال : اجلسوا في بيوتكم فإذا رأيتمونا قد اجتمعنا على رجل فاهدوا إلينا بالسلاح (61) .


هناك ذم لرايات بني العباس :
     عن الزهري قال بلغني ان الرايات السود تخرج من خراسان فإذا هبطت من عقبة خراسان هبطت بنعي الإسلام ( 62) وعن حذيفة اليماني قال : يخرج رجل من قبل المشرق يدعو إلى آل محمد (ص) وهو أبعد الناس منهم ينصب علامات سوداء أولها نصر وآخرها كفر يتبعه حثالة العرب وسفالة الموالي والعبيد (63) عن ابن العباس قال : لنا اهل البيت رايات سود لا ترد حتى تخرج من خراسان كالليل سوادا في اسنتها النصر وفي أواسطها اللعن وفي أزجتها الكفر من قاتلهم قتلوه ومن فرقهم أدركوه (64) .

     روايات أهل المشرق تبين ظهور أقوام يدعون إلى آل محمد خاصة في آخر الزمان فهؤلاء لا يهابون أحدا ويطلبون الحق وليس الدنيا وزخارفها وقد يكون ذلك قبل ظهور السفياني ويصمدون أمام أعداء الإسلام لأن هدفهم الدعوة إلى المهدي .


أحداث الجزيرة العربية :
     قبيل ظهور الإمام تكون الجزيرة العربية فيها دويلات مثل دولة الحجاز ( مكة والمدينة والطائف ) ودولة نجد وسط الجزيرة ودولة الهجر والبحرين ( اسمان معاصران لأصحاب الأئمة) .

     تتحدث بعض الروايات عن وجود ارتباط بين الحرب الكونية القادمة وبين الفوضى أو الفراغ السياسي الذي يعم الجزيرة العربية : رواية : آية الحوادث في رمضان علامة في السماء بعدها اختلاف الناس فإذا أدركتها فأكثر الطعام ما استطعت (65) يحدث حدث مهم سواء أكان بشريا أو كونيا ( علامة في السماء ) وبعدها تنشب الحرب إلى درجة يخزن الناس الطعام ، ورواية : يكون في رمضان صوت وفي شوال معمعة وفي ذي القعدة تتحارب القبائل وفي ذي الحجة ينتهب الحاج وفي المحرم ينادي مناد من السماء ألا أن صفوة من خلق الله ( فلان) فاسمعوا وأطيعوا (66) بعد هذا الصوت أو العلامة تحدث الحرب وقد تكون حربا كونيا وتتأثر الجزيرة بهذه الحرب وقد تحدث الحرب بالجزيرة  أيضا و خارجها ، كلمة في شوال وما بعدها من الأشهر كناية عن سرعة الأحداث وليس بالضرورة تسلسلها ، المعمعة بمعنى الصوت وعدم استقرار الجزيرة العربية خاصة منطقة الحجاز مما يؤدي إلى تعطيل أعمال الحج ، ويفهم من نهاية هذه  الرواية عن قرب ظهور المهدي بل وظهوره بعد هذه الأحداث ، وفي الرواية الثالثة وهي قريبة المعنى من الرواية الثانية او السابقة : تكون آية في رمضان ثم تظهر عصابة في شوال ثم معمعة في ذي القعدة ثم يسلب الحجاج في ذي الحجة (67) وتقول الرواية الرابعة : يحج الناس معا ويعرفون معا ( الوقوف بعرفة ) على غير إمام فبيناهم نزول بمنى إذ أخذهم كالكلب فثارت القبائل بعضهم بعض حتى تسيل العقبة ( بمنى ) دما فيفزعون إلى خيرهم فيأتونه وهو ملاصق وجهه إلى الكعبة يبكي ( 68) تبدأ الأحداث تتوالى في الجزيرة العربية بعد نشوب الحرب الكونية مما يؤدي إلى انفصال بعض اجزائها عن السلطة المركزية سواء في الشرق أو في الغرب وتحاول اليمن بسط نفوذها على بعض المناطق في الجزيرة بعد ظهور شخصية اليماني .


كلمة اليماني :
     تحمل هذه الكلمة عدة معاني فكلمة يمانية وقد يطلق الاسم على الحجاز وقيل اليمن سمي بذلك لأنه على يمين الشمس عند طلوعها ( 69) ظهور شخصية مهمة ومؤيدة للمهدي تحمل اسم " اليماني" وأن رايته راية حق ويظهر قبل السفياني : يخرج مصري ويماني ( 70) إن ظهوره يكون في اليمن بعد الحرب بين اليمن والنظام القائم في بلاد الحجاز او بلاد الجزيرة ويحاول تحريم بيع السلاح حتى تهدأ الأوضاع في منطقة الحجاز (71) يلقي اليماني تجاوبا بين الناس ويحاول ان يهيء الأرضية لخروج المهدي ويفهم من بعض الروايات انه يشترك في أحداث الشام وأنه يشترك في ملحمة ( قرقيسيا) وأنه ينهزم أمام السفياني .

     من أهم الأحداث التي تحدث في الجزيرة العربية هو موت آخر حاكم فيها وقد يكون موته أثناء الحرب الكونية او بعدها ، ويكون حاكما لمعظم الجزيرة العربية أو حاكما لمنطقة الحجاز وهو المرجح عندي والله أعلم ، جاء في  رواية : إذا مات عبدالله لم يجتمع الناس بعده إلى أحد ولم يتناه هذا الأمر دون صاحبكم غن الله " وفي رواية اخرى :" يكون سبب موته أن ينكح خصيا فيقوم ويذبحه ويكتم موته أربعين يوما فإذا سارت الركبان في طلب الخصي لم يرجع أول من يخرج حتى يذهب ملكهم " يفهم من الروايتين وجود الاختلاف بين رجالات النظام وقد يكون الاختلاف بين أفراد الأسرة الحاكمة ، وقد تثور القبائل ضد هذا الحكم وتتصارع لأن لكل قبيلة أنصارا في الأسرة الحاكمة  ، على أي حال يستمر القتال ويأتي موسم الحج والقتال مستمر وليس هناك أمير يترأس وفود الحجاج فجاء في رواية :" يحج الناس معا على غير إمام ويعرفون معا ( عرفة) فبينما هم في منى إذ أخذهم مثل الكلب فسارت القبائل بعضها إلى بعض فاقتتلوا حتى تسيل جمرة العقبة دما ( 72) .

     في خضم هذه الأحداث يظهر الإمام المهدي باسم آخر جاء في ( البحار ) أن المهدي بعد اعلان اسمه وعنوانه يخبر الحسني وهو من اتباع أهل البيت غير الهاشمي الذي يعدم في المدينة فيتبدر الحسني إلى الخروج فيثبت عليه أهل مكة فيقتلونه ويبعثون برأسه إلى الشام ( 73) والهاشمي يدخل في حلف مع اليماني إلا أن حركته تفشل نتيجة لتوالي الأحداث على منطقة الحجاز  وتنامي قوة نفوذ السفياني بالشام (74) .

     توجد حركتان في الجزيرة العربية حركة تدعو إلى الإمام المهدي متمثلة بشخصيات : اليماني والحسني والهاشمي وحركة أهل الحجاز الذين يتطلعون إلى قيادة السفياني الذي ظهر بالشام ، ويكون مشغولا في حروبه بالشام أو أثناء مشاركته في موقعة ( قرقيسيا) إلا أن السفياني يتطلع إلى ضم الحجاز إلى مملكته لإضفاء الشرعية لحكمه لذا يأمر بالزحف إلى المدينة لتطهيرها من أعوان المهدي ، جاء في رواية: يكتب إلى الذي دخل الكوفة بخيله بعدما يعركها عرك الأديم يأمره بالمسير إلى الحجاز فيسير إلى المدينة فيضع السيف في قريش فيقتل منهم ومن الأنصار ويبقرون البطون ويقتل الولدان ويقتل محمد وفاطمة ( الهاشمي وأخته ) على باب المسجد ( 75) .

     جاءت شخصية الحسني في الروايات أنها تحمل لقب " النفس الزكية" ويكون بين  مقتل النفس الزكية ويوم ظهور الإمام  حوالى خمسة عشر يوما ،ففي رواية :

     ألا أخبركم بآخر ملك بني فلان ؟ قلنا بلى يا أمير المؤمنين ؟ قال قتال نفس حرام وفي يوم حرام وفي بلد حرام عن قوم من قريش ما لهم غير خمس عشرة ليلة (76) وكما سبق تحاول النفس الزكية ( الحسني) ضم مكة إلى دعوة المهدي وذلك على أثر الفراغ السياسي بعد مقتل حاكم الحجاز ، في المقابل يكون السفياني قد ظهر وهو مخالف لدعوة المهدي لذا يتطلع أهل الحجاز إلى قيادة السفياني المعادي لأهل البيت ، فيثور أهل مكة ضد الحسني ويقتلونه بين الركن والمقام ، جاء في رواية: وقتل غلام من آل محمد بين الركن والمقام (77) ولا يوجد حدث مهم بعد مقتله سوى الخسف بالبيداء ( 78) قد يكون الخسف بشكل إعجازي وقد يكون بأسباب طبيعية نتيجة لتطور الأسلحة الفتاكة التي يستخدمها اتباع الإمام تحت عنوان رد العدوان بالمثل ، لذا يتطلع السفياني بضم الحجاز إلى مملكته كما مر فيرسل جيشا إلى الحجاز بعد أن أرسل جيشا  إلى الكوفة ( العراق) ويكون الإمام في المدينة فيهرب إلى مكة فيبعث السفياني في طلبه (79) ويقوم الناس المتعاطفون مع السفياني باسترداد مكة من اتباع المهدي بعد احتلال المدينة وفي مكة ينشب قتال بين القبائل الموالية للإمام والقبائل الموالية للسفياني جاء في رواية: فثارت القبائل بعضهم بعض حتى تسيل العقبة ( بمنى) دما (80) أيام موسم الحج وفي هذه الأثناء يزحف الجيش الشامي إلى مكة فيحدث الخسف بين مكة والمدينة وبعد ذلك يبلغ الإمام بخبر الخسف فيقف خطيبا وهو يبكي ويعلن دعوته ويبشر الناس بالخسف .


أحاديث الصيحة والنداء :
     رواية تتحدث عن الصيحة وقد مر ذكرها : ألا أخبركم بآخر ملك بني فلان ؟ قلنا بلى يا أمير المؤمنين ؟ قال قتل نفس حرام وفي يوم حرام وفي بلد حرام عن قوم من قريش ما لهم ملك بعده غير خمس عشرة ليلة قلنا هل قبل هذا من شيء او بعده ؟ فقال : الصيحة في شهر رمضان (81) وهناك رواية اخرى تتحدث عن  " النداء" ومفادها ارتفاع ريح سوداء في بغداد واختلاف صنفين من العجم وسفك دماء كثيرة بينهم وغلبا لعبيد على بلاد الشام ونداء من السماء يسمعه أهل الأرض كل أهل لغة بلغتهم وينادي باسمه واسم أبيه (82) قد تكون الصيحة قبل النداء بفترة قد تطول نوعا ما وأما النداء فتكون مدته قريبة جدا من يوم الظهور المبارك ، وردت الصيحة في القرآن ( هود/67و94) وتكون الصيحة في شهر رمضان كما مر ذلك : مثل الحديث الذي يميز بين الصيحة والنداء : يكون في رمضان صوت وفي شوال معمعة وفي ذي القعدة تتحارب القبائل وفي ذي الحجة ينتهب الحاج وفي المحرم يناد مناد من السماء ألا أن صفوة من خلقه (فلان) فاسمعوا له وأطيعوا ( 83) بعض الأحاديث لا تصرح عن مكان حدوث الصيحة او مكان الصراعات وبعضها تقول أن الصراعات تدور رحاها في الجزيرة العربية وتستمر إلى أيام الحج وبعد موسم الحج وإلى ان يظهر الإمام ، وقد صرح غير واحد من الكتاب أن الصيحة عبارة عن استخدام الأسلحة الفتاكة  كما  جاء في بعض الكتب القديمة مثل الانفجارات النووية التي تحدث قبل ظهور المهدي (84)  ، ويمكن تخمين ذلك أن هناك حربا نووية تحدث فقد روي عن النبي : إذا كانت صيحة في رمضان فأنها تكون معمعة في شوال .. قيل ما الصيحة يا رسول الله ؟ قال هدة في النصف من رمضان يوم الجمعة ضحى .. توقظ النائم وتقعد القائم فادخلوا بيوتكم وأغلقوا أبوابكم وسدوا كواكم ( الكوة فتحة أو ثقب الباب ) ودثروا أنفسكم وسدوا آذانكم فإذا احسستم بالصيحة فخروا سجدا وقولوا سبحان القدوس ربنا القدوس فأنه من فعل ذلك نجا ومن لم يفعل ذلك هلك ( 85) وهذا دليل على إفرازات الحرب الكونية وانتشارها في كل مكان وسماع أصوات الانفجارات المدوية .


تفسير أحاديث الصوت او الصيحة :
1- قد يكون ذلك عند قيام الثورة المباركة في إيران فقد أعلن الإمام (قده) في آخر جمعة من شهر رمضان وقد صادف اليوم الثالث والعشرين منه المصادف من عام 1979م بيوم  القدس العالمي ، هذا الحدث أحدث ضجة وصيحة في الصحافة العالمية وصدمة في وجه الاستكبار العالمي ( القوى الخفية ) وكما صرحت الروايات انه بعد الصيحة يحدث الاختلاف بين الناس وحروب تسفك الدماء وهي إشارة إلى الحرب الخليجية الأولى بنين العراق وإيران .

2- في الاحتفال بيوم القدس يحاول الصهاينة تدنيس المسجد الأقصى انتقاما بالاحتفال بهذا اليوم والذي يشكل صدمة لهم  ( الصيحة)و تعد إهانة لهم ويؤدي ذلك إلى قيام الاحتجاجات الشعبية و الرسمية في مختلف دول الشرق ا لأوسط .

3- الصيحة تمثل اندلاع الحرب الكونية  واستخدام كل الأسلحة الفتاكة لتهيئة الأرضية لظهور : الدجال والسفياني والحرب بين المسلمين والنصارى .

     وأما النداء والذي يكون قريبا من ساعة الظهور فقد يكون على شكل إعجازي او طبيعي لتوفر البديل ، من خلال القنوات الفضائية التي تتناقل خبر ظهور المصلح العالمي أما مصدر الصوت فهو جبريل كما يفهم من الروايات أي النداء من السماء في قبال النداء في الأرض الذي يمثله أهل الباطل ( القوى الخفية ) وبعد سماع النداء الثاني تحدث بلبلة في الرأي العام المسلم  بينما هناك فئة لا تشك في هذا النداء  لأنها تتابع قضية المهدي خاصة شيعة أهل البيت بينما بقية المسلمين فينتابهم الشك لعدم استعدادهم لتقبل دعوة المهدي خاصة من قبل الفئة الأولى المحسوبة على مذهب أهل البيت  ، فعن زرارة  عن أبي عبدالله :" ينادي مناد من السماء أن فلانا هو الأمير وان عليا وشيعته هم الفائزون قلت ( أي الراوي) فمن يقاتل المهدي بعد هذا ؟ فقال أن الشيطان ( القوى الخفية ) ينادي فلان وشيعته هم الفائزون لرجل من بني أمية ( السفياني) قلت ( الراوي) فمن يعرف الصادق من الكاذب ؟ قال يعرفه الذين يروون ويقولون أنه يكون قبل أن يكون ويعلمون أنهم هم المحقون الصادقون ( 86) .

     النداء مرتبط بأحداث الجزيرة ا لعربية ، فبعد الاقتتال بين القبائل كما في الروايات يأتي النداء ويصدر من اتباع الإمام المهدي حسما للخلاف وحقنا للدماء ووقفا للقتال وتوحيد المسلمين حول قيادة واحدة وذلك بعد الخسف بالبيداء فيتقوى مركز اتباع اهل البيت إلا أن النداء الثاني يحدث البلبلة في الصف المسلم كما مر ذلك والنداء  الثاني عبارة عن محاولة لجمع شمل أنصار السفياني وإعداد العدة لخوض مغامرة عسكرية لاسترداد المدينة ومكة .

     تلعب أجهزة الأعلام دورا في غسل العقل والفكر لدى الناس من خلال تغيير مفهوم الحق والباطل ، وتحاول القوى الشيطانية أن تهيئ الظروف لتقوية مركز الاتجاه الشيعي في الظاهر ( صيحات الديمقراطية وحقوق الإنسان ) من أجل إدامة الفتنة بين المسلمين ومن جهة أن هذا الاتجاه له علاقة بأعداء الدين ، وهناك ظروف أخرى تفرزها الحرب الكونية تؤدي إلى ظهور شخصية معادية لخط الإسلام الحقيقي وهي شخصية السفياني التي تنتقم من العرب والمسلمين كما مر ذلك سابقا لأنها خذلت قضية فلسطين .

     ينزوي السفياني في مقره ومسقط رأسه ( الرملة أو الوادي اليابس) بعد انتشار أثر مفعول النداء الأول والخسف بجيش السفياني والتأييد الشعبي العام في المناطق الإسلامية وتنظيم المسيرة من الحجاز إلى العراق مرورا بجنوب الأهواز ( باب اصطخر) تقول الرواية : فيلتقي هو والمهدي والهاشمي ببيضاء اصطخر بينهم ملحمة عظيمة فتظهر الرايات السود وتهرب خيل السفياني فند ذلك يتمنى الناس المهدي ويطلبونه  وقد يمكن تفسير ذلك أن الإمام قبيل ظهوره المبارك يساهم في أحداث وتعجيل الظهور سواء في الجزيرة العربية أو في المشرق او في الشام ، وبذلك أن غيبة الإمام كما تعتقد الشيعة الإمامية ليست سلبية أو ليس للإمام دور بل تقول الرواية كما يستفيد الناس من الشمس وراء الغمام كذلك يستفيد الناس من الإمام حال غيبته  ، إلى جانب أن للإمام أنصارا من رجال الغيب إن صح التعبير مثل العبد الصالح ( الخضر) الذي يقف ضد الدجال في آخر الزمان  بقرب المدينة المنورة ويفحمه ( هامش كتاب المتقى شرح الموطأ ) هذا وذكر ابن حجر في الإصابة في تمييز الصحابة سيرة العبد الصالح ( الخضر ) باب ما جاء في بقاء الخضر بعد النبي ومن نقل عنه وأنه رآه ، فلا يستبعد ان إلياس والخضر وغيرهما من الأولياء يساهمون في التمهيد لدولة المهدي عج .

     والإمام  المهدي وهو يعد العدة لخوض غمار الحرب المقدسة ضد قوى الشر ( السفياني) التي فرقت شمل المسلمين وزاد طمع النصارى ( أنصار الدجال ) في بلاد المسلمين لإغوائهم ، ويريد الإمام من هذه الحركة وبعد ظهوره أن ينهي أسطورة السفياني التي تريد إضعاف المسلمين أمام الدجال ، وبعد توحيد الأمة المسلمة في كثير من المناطق الإسلامية عدا الشام يزحف الإمام بجيشه لملاقاة السفياني وتسفر الحرب هزيمة السفياني ومقتله وانتهاء أسطورته ، ثم يستعد الإمام لملاقاة الدجال كآخر رمز من رموز إبليس والدجال يغوي كثير ا من الناس في أوربا بعد ان يتزعم العالم المسيحي وتوحيد أوربا تحت قيادته ومن ثم يزحف إلى الشام لاسترداد الأراضي المقدسة ويعلن الحرب الصليبية من جديد ، ويلتقي الجيشان المسلم بقيادة المهدي والمسيحي بقيادة المسيخ الدجال وتتدخل العناية الإلهية بنزول عيسى ابن مريم ، وجاء في رواية : قال عيسى افتحوا الباب فيفتح وورائه الدجال ومعه سبعون ألف يهودي ( منهم الكهنة والدجالين ومن في حكمهم الذين مارسوا الفتن واشعلوا الحروب بين بني البشر إرضاء لسيدهم الأكبر إبليس  ) كلهم ذو سيف محلى وساج   ، فإذا نظر إليه الدجال ذاب كما يذوب الملح في الماء ، وتكملة للرواية : وينطلق الدجال هاربا فيقول عيسى أن لي فيك ضربة لن تسبقني بها فيدركه عند باب اللد الشرقي فيقتله ويهزم الله تعالى اليهود ( شياطين الجن والإنس) وتحدث معاجز على يد عيسى ابن مريم والإمام المهدي فيسلم النصارى في العالم ( 87) ويبطل تعالى مكائد الشيطان في اليوم المعلوم .


هوامش القسم الثاني : الملاحم والفتن :
1-   المهدي صدر الدين ص67 .

2- علامات الساعة الصغرى والكبرى ليلى مبروك ص52 : سأل جابر بن عبدالله الأنصاري النبي (ص) يا رسول الله فهل يقع لشيعته الانتفاع به في غيبته فقال (ص) : أي والذي يعثني بالنبوة انهم يستضئون بنوره وينتفعون بولايته في غيبته كانتفاع الناس بالشمس وان تجللها سحاب .

3-   تاريخ الصهيونية جريس ص204 .

4-   علامات الساعة الصغرى والكبرى ص64 .

5-   تاريخ ما بعد الظهور محمد الصدر ص246 .

6-   السفياني ، محمد فقيه ، ص103 .

7-   السفياني ص110 نقلا عن كتاب الدولة الأموية والمعارضة .

8-   يوم الخلاص ص670 .

9-   نفس المصدر السابق ص675 .

10-                      الماسونية ذلك العالم المجهول طعيمة ص208 .

11-                      الحجر / 39 وص/82 .

12-                      السفياني ، ص125 .

13-                      نفس المصدر السابق ص106 .

14-                      نفس المصدر السابق ص110 .

15-                      سورة آل عمران / 33-45 .

16-                      جلاء العيون ج2 عبدالله شبر ص301 .

17-                      نفس المصدر السابق ص302 .

18-                      سليمان بن صرد الخزاعي ، إبراهيم بيضون ص80 .

19-                      نفس المصدر السابق ص85 .

20-                      جلاء العيون ج2 شبر ص313 .

21-                      سليمان بن صرد الخزاعي ص98 .

22-                      نفس المصدر السابق ص95 .

23-                      جلاء العيون ج2 ص299 .

24-                      نفس المصدر السابق ص301 .

25-                      تاريخ ما بعد الظهور محمد الصدر ص560 .

26-                      مختار الصحاح محمد بن أبي بكر مصر 1973 ص220 .

27-                      الأفعى اليهودية في معاقل الإسلام عبدالله التل ص67 .

28-                      البحار ج52ص135 .

29-                      السفياني ص132 .

30-                      الملاحم والفتن ص72 .

31-                      السفياني ص128 .

32-                      الممهدون للمهدي ص113 .

33-                      السفياني ص32 .

34-                      الإرشاد المفيد ص30 .

35-                      السفياني ص35 .

36-                       خمسة آلاف سنة من تاريخ الشرق الأدنى حتى ص168 .

37-                      نفس المصدر السابق ص256 .

38-                      نفس المصدر السابق .

39-                      نفس المصدر السابق ص256 .

40-                      و41 السفياني ص43 .

42-            الممهدون للمهدي الكوراني ص51 .

43-          البحار ج52 ص272 .

44-          يوم الخلاص ص416 .

45-          الزام الناصب ج2 ص225 .

46-          البحار ج52ص199 .

47-          الزام الناصب ج2 ص130 .

48-          السفياني ص95 .

49-          الزام الناصب ج2 ص118 .

50-          السفياني ص119 .

51-          الملاحم والفتن ص42 .

52-          البحار ج52 ص243 .

53-          السفياني ص67 .

54-          الممهدون للمهدي ص121 .

55-          سيرة ابن هشام ج2 ص264 .

56-          حياة الإمام الرضا ص62 .

57-          الملاحم والفتن ص58 .

58-          الزام الناصب ج2 ص157 .

59-          الملاحم والفتن ص41 .

60-          المهدي الصدر ص199 .

61-          البحار ج2 ص149 .

62-          64 الملاحم والفتن ص25 وص28 وص102 .

65- المهدي ص195 .

66- الملاحم والفتن ص36 .

67- الملاحم والفتن ص35 .

68- الملاحم ص40 .

69 – علامات الساعة الصغرى والكبرى ص125 .

70- السفياني ص32 .

71- البحار ج52ص232 .

72- الممهدون للمهدي ص34 .

73- البحار ج52 ص301 .

 74-الزام الناصب ج2 ص170 .

75-احم والفتن ص45 .
76-ار ج52ص234 .
77-المهدي ص218 .
78-البحار ج52 ص204 .
79-الملاحم والفتن ص45 .
80-نفس المصدر السابق ص50 .
81-البحار ج52 ص234 .
82-الملاحم والفتن ص164 .
83- المهدي ص195 .
84-الملاحم والفتن ص33 .
85- البحار ج52 ص192 .
86- الملاحم والفتن ص68 .


المصادر والمراجع :
القرآن الكريم
العرب واليهود في التاريخ أحمد سوسة
بنو إسرائيل في القرآن محمد سيد طنطاوي
مع الأنبياء في القرآن عفيف طبارة
المشكلة اليهودية وهل تحلها إسرائيل محمود نعناعة
إسرائيل عبر التاريخ فؤاد حسنين علي
الحضارات السامية القديمة ترجمة يعقوب بكر
العصور القديمة برستيد
القدس الخالدة عبدالحميد زايد
خمسة آلاف سنة من تاريخ الشرق الدنى فيلب حتى
مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة طه باقر
التوراة تاريخها ترجمة سهيل ديب
اليهودية والصهيونية وإسرائيل عبدالوهاب المسيري
الجمعية الماسونية أحمد غلوش
همجية التعاليم الصهيونية بولس حنا سعد
علم الكف إحسان حقي
التلمود تاريخه وتعاليمه ظفر الإسلام خان
مجلة الرائد الكويتية جمعية المعلمين الكويتية
السحر إبراهيم محمد الجمل
مكائد يهودية عبر التاريخ عبدالرحمن الميداني
حكومة العالم الخفية شيريب سبيريدوفتيش
الماسونية ذلك العالم المجهول صابر طعيمة
أضواء على المسيحية رؤوف شلبي
بروتوكولات حكماء صهيون ترجمة محمد خليفة التونسي
أحجار على رقعة الشطرنج ترجمة سعيد جزائري
المفسدون في الأرض
بروكوتوكلات حكماء صهيون عجاج نويهض
حقيقة اليهود فؤاد الرفاعي
الأفعى اليهودية في معاقل الإسلام عبدالله التل
مجلة عالم المعرفة – الحضارة – والولايات المتحدة والمشرق العربي
أسرار الماسونية جواد رفعت أتلخان
تاريخ القرن الثامن عشر في أوربا نور الدين حاطوم
تاريخ الصهيونية صبري جريس
المشكلة اليهودية والحركة الصهيونية بديعة ظظامين
التاريخ السري للعلاقات الشيوعية الصهيوينة نهاد الغادري
مكة والمدينة في الجاهلية وعهد الرسول احمد الشريف
الرجل الصنم ترجمة عبدالله عبدالرحمن
علامات الساعة الصغرى والكبرى ليلى مبروك
المهدي صدر الدين الصدر
تاريخ ما بعد الظهور محمد الصدر
الممهدون للمهدي على محمد الكوراني
اليهودي العالمي هنري  فورد
مجلة العربي الكويتية  وزارة الأعلام الكويت

السفياني محمد فقيه 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق