الثلاثاء، 12 نوفمبر 2013

رمضان من رمضاء ، فهل نستفيد من دروسه ؟




رمضان من رمضاء ، فهل نستفيد من دروسه ؟
بقلم الباحث / عباس سبتي

     جاء في مختار الصحاح الرمض بفتحتين شدة وقع الشمس على الرمل ، ورمض يومنا اشتد حره ، ورمضت قدماه من الرمضاء أي احترقت ، وقيل إنهم لما نقلوا أسماء الشهور عن اللغة القديمة سموها بالأزمنة التي وقعت فيها فوافق شهر رمضان أيام رمض الحر فسمي " رمضان" .

     شهر رمضان شهر يتنقل بين فصول السنة الأربعة فكم يكون شهر سهل على النفس وتطيقه الجوارح وتأنس به القلوب ، عندما يحل في فصل الربيع ، بينما تكون أيام هذا الشهر صعبة على النفوس عندما يحل الشهر في فصل الصيف خاصة في الدول التي تقع في نطاق الأقاليم الحارة .

     شهر رمضان شهر تربية وتهذيب النفس لكن العجب أن الصغير يصوم هذا الشهر في البيئات المسلمة ، بينما الكبار يعصون ربهم في الإفطار ، وفي السنين الماضية كنت في إحدى الوزارات أتابع معاملة لي وإذ برجل في عنفوان الشباب والصحة يطلب من أحد المدراء كأس ماء فاستغربت كيف لم يصم هذا الرجل ، والأدهى والأمر ما سمعته من أحد الأقرباء وهو هاوي الطيور وله أصدقاء يهتمون بتربية الطيور والحيوانات في منطقة " الكبد " قال لي : إن أكثر أصدقائه لا يصومون  في شهر رمضان ويتسابقون في معصية خالقهم ، حتى أن بعضهم كان في سن الهرم وبينه وبين القبر أشبار ، أقول كيف ختم على قلوب هؤلاء العصاة ؟

     لماذا لا يصوم الإنسان المسلم خاصة المسلم الذي ينعم عليه خالقه بالنعم الكثيرة ألا يعرف أن وراءه موت وحشر ونشر وحساب ؟ وهل هناك من لا يؤمن من المسلمين بهذه المفردات الأخروية  ؟ إذا كان الجواب بالإيجاب فلماذا خلق هذا الإنسان ؟ إذا كان يظن انه سيموت وتنحل أعضاؤه فلماذا زود بالعقل طالما هو ليس كالحيوان مسلوب العقل والتكليف ؟ أي أن له دور وهدف في الحياة الدنيا ألا يفكر أنه لا يستطيع ان يخرج عن نطاق مملكة ربه ذات سنن وقوانين واحكام .

     على هذا وغيره من العصاة ان يتذكروا جوع وعطش يوم القيامة ذلك اليوم الذي يوازي ألف سنة من سنين الدنيا ، فإذا كنت أيها العاصي لا تتحمل سويعات من الحر الشديد والعطش كما تدعي ؟ فكيف يكون حالك في عرصات يوم القيامة وأنت في حالة يرثى لها ، وهل ينفع الندم وهل ينفع التمني بالرجوع إلى الدنيا لتدارك الأخطاء ؟  فاترك قرينك السوء وتب إلى بارئك ومنعمك .

     واخيراً هذه كلمات من قلب من يتمنى الخير للجميع ويتمنى الرجوع العباد إلى سيدهم ومنعهم .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق