رمضان من رمضاء ، فهل
نستفيد من دروسه ؟
بقلم الباحث /
عباس سبتي
جاء في
مختار الصحاح الرمض بفتحتين شدة وقع الشمس على الرمل ، ورمض يومنا اشتد حره ،
ورمضت قدماه من الرمضاء أي احترقت ، وقيل إنهم لما نقلوا أسماء الشهور عن اللغة
القديمة سموها بالأزمنة التي وقعت فيها فوافق شهر رمضان أيام رمض الحر فسمي "
رمضان" .
شهر رمضان
شهر يتنقل بين فصول السنة الأربعة فكم يكون شهر سهل على النفس وتطيقه الجوارح
وتأنس به القلوب ، عندما يحل في فصل الربيع ، بينما تكون أيام هذا الشهر صعبة على
النفوس عندما يحل الشهر في فصل الصيف خاصة في الدول التي تقع في نطاق الأقاليم
الحارة .
شهر رمضان
شهر تربية وتهذيب النفس لكن العجب أن الصغير يصوم هذا الشهر في البيئات المسلمة ،
بينما الكبار يعصون ربهم في الإفطار ، وفي السنين الماضية كنت في إحدى الوزارات
أتابع معاملة لي وإذ برجل في عنفوان الشباب والصحة يطلب من أحد المدراء كأس ماء
فاستغربت كيف لم يصم هذا الرجل ، والأدهى والأمر ما سمعته من أحد الأقرباء وهو
هاوي الطيور وله أصدقاء يهتمون بتربية الطيور والحيوانات في منطقة " الكبد
" قال لي : إن أكثر أصدقائه لا يصومون
في شهر رمضان ويتسابقون في معصية خالقهم ، حتى أن بعضهم كان في سن الهرم
وبينه وبين القبر أشبار ، أقول كيف ختم على قلوب هؤلاء العصاة ؟
لماذا لا
يصوم الإنسان المسلم خاصة المسلم الذي ينعم عليه خالقه بالنعم الكثيرة ألا يعرف أن
وراءه موت وحشر ونشر وحساب ؟ وهل هناك من لا يؤمن من المسلمين بهذه المفردات
الأخروية ؟ إذا كان الجواب بالإيجاب
فلماذا خلق هذا الإنسان ؟ إذا كان يظن انه سيموت وتنحل أعضاؤه فلماذا زود بالعقل
طالما هو ليس كالحيوان مسلوب العقل والتكليف ؟ أي أن له دور وهدف في الحياة الدنيا
ألا يفكر أنه لا يستطيع ان يخرج عن نطاق مملكة ربه ذات سنن وقوانين واحكام .
على هذا
وغيره من العصاة ان يتذكروا جوع وعطش يوم القيامة ذلك اليوم الذي يوازي ألف سنة من
سنين الدنيا ، فإذا كنت أيها العاصي لا تتحمل سويعات من الحر الشديد والعطش كما
تدعي ؟ فكيف يكون حالك في عرصات يوم القيامة وأنت في حالة يرثى لها ، وهل ينفع
الندم وهل ينفع التمني بالرجوع إلى الدنيا لتدارك الأخطاء ؟ فاترك قرينك السوء وتب إلى بارئك ومنعمك .
واخيراً هذه
كلمات من قلب من يتمنى الخير للجميع ويتمنى الرجوع العباد إلى سيدهم ومنعهم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق