الثلاثاء، 12 نوفمبر 2013

ما أحلى البر ولكن




ما أحلى البر  ولكن
الباحث / عباس سبتي

     يتغنى الشعراء بجمال البر والربيع في الكويت ، لكن مع كل إطلالة الربيع ونقرأ أن المسئولين وهم يتحدثون عن تجاوزات الناس أو بالأحرى الإساءة المتعمدة إلى بيئة البر ، وفي هذه العاجلة أريد أن أتحدث عن طلعة البر  لعل من يقرأ يستفيد ويفيد غيره ، حيث أن البيئة مكان لرواد البر وعليهم المحافظة على جمال البيئة .

     عطلة الربيع من العطل الرسمية في الكويت ذلك لطبيعة الشعب الذي يحن إلى البادية والتمتع بجمال البر في الربيع ، كانت عطلة الربيع الوحيدة التي يتمتع بها طلاب المدرسة المباركية وتسمى عطلة " الكشتة " .

     قرأت في إحدى الجرائد  دراسة عن التجاوزات على البيئة من تخريب التربة وقتل الحياة النباتية وإلقاء النفايات  وحرقها عشوائياً وتغيير الصفات الطبوغرافية  وتغير خصائص التربة الجيولوجية والكيميائية وقتل بعض الحيوانات ، وتحدثت الدراسة عن السلبيات والمشكلات  التي تقف أمام إدارة التخييم منها ضعف الوعي البيئي للمسئولين  وعدم تطبيق القوانين المتعلقة بيئة البر ، هذا وقدمت الدراسة بعض التوصيات وآمل أن يهتم المسئولون بتنفيذ بعضها على الأقل .

     وبدوري أشجع الدراسات بهذا الخصوص ليس لأني باحث بل أود أن تهتم الناس بالبحوث وبمقترحاتها التي تحل الكثير من المشكلات التي نعاني منها ، فالباحث كالطبيب يكشف عن الداء ويصف الدواء ، إلا أن المرضى في الغالب يلتزمون بما في الوصفة الطبية للشفاء من المرض ، بينما لا يجد الباحث الآذان الصاغية  لمثل هذه الدراسات البيئية وغيرها ، وأظن أن هذا من أسباب تأخرنا في كافة المناحي .

     مع إقامة الخيام في البر وذلك مع بداية شهر نوفمبر تطالعنا الصحف اليومية عن آراء الناس عن البر  خاصة حول الإيجابيات والسلبيات في البر ، وأرى ذلك ظاهرة صحية بمعنى استطلاع آراء الناس حول قضية ما ، لكن الأصح أن تترجم المقترحات والحلول والبدائل إلى ممارسات عملية أي أن تتبنى هذه المقترحات لجنة خاصة تتبع البلدية وتنسق بين الجهات المستفيدة من هذه المقترحات مثل وزارات الداخلية والتربية والشئون والصحة والأوقاف....ألخ .

     إن التنسيق والتعاون شيء جميل بل ومطلب وطني وحضاري حبذا ونحن مع بداية طلعة البر أن يترجم هذا التنسيق بين الجهات المعنية وذلك لتوفير الأجواء الآمنة  والصحية والنفسية والترفيهية  للمواطنين والمقيمين ،  إلى جانب توعية الأطفال والشباب بفوائد البر وأن هذه الفوائد للجميع ولا يفكر بعض من باب المغامرة وحب الاستطلاع في الإساءة للآخرين  ، إلى جانب  انتشار " النقاط الساهرة "  في كل مكان في البر على أن تتضمن هذه النقاط رجال الشرطة و رجال الأسعاف والباحثين النفسيين والأطباء والمضمدين وغيرهم والإشراف على حملات التوعية والإرشاد لكي يستفيد الكل بأجواء البر .

     في الختام لعل هذه بعض الخواطر التي أطرحها في المقال تكون نافعة للجميع لنرسم الذكريات الجميلة في الأذهان بعد أن يغادر الناس البر .



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق