الثلاثاء، 12 نوفمبر 2013

رحلة الحج رحلة إلى الله




رحلة الحج رحلة إلى الله
الباحث / عباس سبتي

     قال تعالى : " إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركاً وهدى للعلمين "( آل عمران/96) وضع البيت الحرام من أجل عبادة وذريعة ووسيلة يتوسل بها إلى عبادة الله وبشر تعالى أن سيفيض على عباده بركات كثيرة ، ومن أهم البركات توضيح طريق الآخرة كي يسلكه الناس ويحصلوا على درجات القرب في دار الكرامة .

     من أهداف بناء الكعبة هو الحج والقصد إلى البيت العتيق وشرع الحج في عصر سيدنا وأبينا إبراهيم –ع- ( البقرة/125 و الحج/27) لقد كان الحج وقصد بيت الله قبل إبراهيم حيث التجأ إلى البيت الأنبياء والأولياء والمضطرون ، والحج عبارة عن سفر ورحلة إلى الله تعالى لكن بعض اتخذ الحج سياحة وترفيه أو سمعة أو تسول ،جاء في الخبر :إذا كان آخر الزمان خرج الناس للحج أربعة أصناف سلاطين الزمان للنزهة والأغنياء للتجارة والفقراء للمسألة والقراء للسمعة ، لكن الأولياء يعدون هذه السفرة عبارة عن هجرة إلى الله تعالى ليتعلم العبد مبادئ التوحيد والعبودية .

     إذا تمعن الحاج في مناسك الحج فأنه سوف يفهم أكثر من ظاهر السلوك في الحج مثل لباس الإحرام عبارة عن تذكير للعبد أنه سوف يلف في " كفن " عند موته والتلبية توجه إلى الرب وطلب مغفرته ورحمته ، والطواف عبارة عن الدوران حول مبدأ التوحيد والعبودية وعدم الخروج من هذه الدائرة كي لا يقع في دائرة الشرك والنفاق ورجم الجمرات محاربة الشيطان وأعوانه من الجن والإنس ، وذبح الهدي الإنفاق في سبيل الله وإطعام الفقير والمسكين ، وقص شعر الرأس التخلي عن الذنوب .

     وتكمن أسرار الحج أن الله عز وجل جعل بيته أمناً لمن قصده وقد تحقق ذلك  عندما دعا أبينا وسيدنا إبراهيم ( إبراهيم/35) أقر قصي الجد الأكبر لنبينا محمد (ص) أمن مكة نتيجة الغارات والثارات بين القبائل العربية وهذا المن يعني طلب الطعام والمال لذا سن قصي حرمة المنطقة المحيطة بالبيت الحرام ثم بدأت قريش بعده توسع حدود حرم البيت وأصبح الإنسان والحيوان والطير والنبات في أمان ، لذا من دخل الحرم المكي فهو آمن أيام الجاهلية  وفي عصر الإسلام احتراماً لبيت الله الحرام وانتماء لملة إبراهيم ، ووجود الكعبة إحياء للدين والأمة ومن منافع الحج غفران لذنوب الحاج وطهارته كيوم ولدته أمه ، وقد أكمل الحاج رحلته إلى الله سبحانه  .



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق