الكياسة والانترنت
بقلم الباحث / عباس سبتي
يونيو 2016
شبكة الانترنت تعد من أهم
الاختراعات تأثيراً على الناس في القرن (20) ، وتشكل بمفرده مسار التاريخ وسلوكيات
الناس ، و ولها جوانب إيجابية وسلبية على العالم ، تربط بسهولة بين الناس ويدخل
الناس بسهولة على المعلومات التي يطلبونها ، وبضغطة واحدة من الانترنت تظهر
المعلومات على الشاشة هذا من الناحية الإيجابية ، بينما السلبيات تتمثل في : في
التأثير على الكياسة وممارسة الأخلاق الحميدة في كل من حديث الناس وسلوكياتهم ، ولكن وجود مواقع التواصل الاجتماعي قد ساعد
على قتل الكياسة من خلال السلوك الفظ والكلام البذيء ضد الآخرين في كل مكان ،
وأصبحت ممارسة وتطبيق حسن الخلق والأدب من الماضي بعد اختراع الانترنت ومواقعها
الاجتماعية .
دمرت الانترنت ومواقعها الاجتماعية مفهوم الكياسة ، ففكرة مساعدة الآخرين وان
يتصرف المرء بأدب أصبحت من تراث الماضي ، فالأخلاق الحميدة أصبحت نادرة في عالم
الناس وسبب هو موت الكياسة فالناس
الموجودون خلف شاشة الانترنت وما يكتبون كلمات بذيئة ويتصرفون بوقاحة دون خوف من
العقاب و من القانون ، وبالتالي يحمل هؤلاء الناس هذه السلوكيات إلى عالم الواقع
والنتيجة أنهم طمسوا الخطوط الفاصلة بين
الانترنت والحياة الحقيقية ، وما يكتبه هؤلاء من كلمات وقحة يجعل الطرف المقابل
يرد عليهم بالمثل ، و تسهم الانترنت ومواقعها على ظهور المشكلات بين الناس ومنها
التسلط .
للانترنت جوانب إيجابية وسلبية على شعوب العالم ، فالانترنت سهلت طرق
التواصل مع الآخرين كذلك الحصول على المزيد من المعلومات ومع ذلك فأن لها جوانب
سلبية أيضا هناك أناس يكتبون كلمات مسيئة ويصبحون وقحين مع الآخرين دون خوف من
العواقب ، فالانترنت ومواقعها الاجتماعية تساعد على انتشار هذه المشكلات وتفاقم
الموقف ، وتصبح فكرة ممارسة حسن الخلق والأدب الافتراضي في عالم الانترنت منبوذة
في المجتمع ، وبالتالي تصبح لهذه الفكرة عواقب سلبية ولا تشتهر الانترنت ومواقعها
في المجتمع وتقل أهميتها أيضا كما كانت من قبل .
في مقالة أخرى قمنا بترجمتها وهي بعنوان " أين ذهبت الكياسة ؟"
وهي منشورة في موقعنا : المسار للبحوث التربوية والاجتماعية تحت قضايا اجتماعية ،
تم استطلاع رأي الطلبة بشان أين تعلموا الأخلاق السيئة ؟ كانت الإجابات : الانترنت
والكتب والأفلام بنسبة (69،3%) والمدرسة بنسبة (65%) والأصدقاء بنسبة (61%) ، لذا
اتفق معظم الطلبة على أن أجهزة التكنولوجيا مثل الهواتف المحمولة لها تأثير سلبي
على الأخلاق والكياسة لدى الطلبة ، منهم من لا يتفاءل بعودة الأخلاق إلى المجتمع
ولو أن بعض الناس يستخدم الكياسة من أجل المجاملة والنفاق .
قرأت مقالة نشرت في إحدى الصحف الالكترونية المحلية بخصوص تغيرت عادات
الناس في المناسبات مثل مناسبة العيد حيث كانت العادية الجارية هي زيارة الأهل
والأصدقاء بينما في عصر الانترنت اكتفي الناس بالتهنئة العيد من خلال مواقع
التواصل الاجتماعي وهذه الوسائل لتقوي العلاقات الاجتماعية بين الناس مثل الزيارات
( الأنباء 7/8/2013)
إذن نحن مقبلون على تغيير المفاهيم والعادات والأخلاق شيئاً فشيئاً في عصر
التكنولوجيا نحو الأسوأ خاصة بين الأطفال والمراهقين والشباب الذين سيصبحون أباءاً
في المستقبل ويحملون عادات مغايرة لعادات آبائهم وأجدادهم وبالتالي هذا التغيير
سيكون له أثر واضح على مفاهيم الناس وعلى عاداتهم أليس كذلك ؟ ثم أن الانترنت
أصبحت المؤسسة الأولى التي يتربى بين يديها طلبة المدارس والجامعات بعد أن اضمحل
دور المؤسسات التربوية : المنزل والمدرسة والمسجد وأجهزة الأعلام ، فإذا كان هناك
توجيه وإرشاد من الكبار إلى الصغار في المؤسسات التقليدية فأن جيل الانترنت لا
يتلقى هذا التوجيه والإرشاد من أجل تصحيح سلوكه ويصبح هذا السلوك صواباً في نظره .
أخيراً نحتاج إلى إعادة النظر في المناهج المدرسية والجامعية بخصوص تربية
الأطفال والشباب تربية صالحة مع الأخذ في الاعتبار الاستعانة بأجهزة التكنولوجيا
في تعليم هؤلاء الأطفال والشباب خاصة حسن استخدام هذه الأجهزة وتعويدهم على
الاجتناب عن الأخلاق السيئة المعروضة في الشبكة العنكبوتية وليصبحوا موجهي أنفسهم
وهم أمام شاشة الانترنت .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق