الأربعاء، 8 يونيو 2016

لماذا أفراد مجتمع العصر الحديث فقد الثقة والاعتبار بالآخرين ؟



لماذا أفراد مجتمع العصر الحديث فقد الثقة والاعتبار بالآخرين ؟
بقلم الباحث / عباس سبتي
يونيو 2016

       قبل أكثر من (30) السنة الماضية كانت الرفقة بين المواطنين العاديين أقوى وأحصن ، هناك تفاهم عام بين الناس في مراعاة المشاعر وإظهار الاحترام بينهم ، ولكن اليوم تغير كل شيء كل واحد في عجلة من أمره حيث أن الأدب والاحترام للآخرين قد توقف ، وظهر جيل يحب ذاته وأناني وممسوس يهتم فقط بشئونه ، نرى عدم الأدب في جيل اليوم عند تعامله مع غيره ، تجد الاندفاع والتهور واقتحام باب المدرسة عند خروجهم  ، وفي موقف السيارات المخصوص لهم تشتد حركة السيارات عند مخرج الموقف ، كل واحد يريد أن يسبق غيره بالخروج من الموقف ، تعود على السرعة والعجلة بسبب سرعة تعامله معه المعلومات أو سرعة التقاطه صور بكاميرا الهاتف المحمول وسرعة كتابة تعليقات .

يجد المرء تجاهلاً عاماً عند الذهاب إلى سوق يوم الجمعة للتسوق فقد يقف أحدهم في صف لأكثر من ساعة هو ينتظر دوره لشراء جهاز لابتوب فينفذ صبره وينتقد المارة بكلمات وقحة بدون أي سبب فإذا صبر وتفهم الوضع لما تصرف هذا التصرف المشين ، لا يبدو أمام الناس جاهلاً وغير مثقف ، لذا لا يعرف أن الناس بالدنيا لا يكونوا هكذا دائماً بدون أخلاق ، وقد يلام هذا الجهل باستخدام أجهزة التكنولوجيا ، ففي عالم اليوم تعودنا بمشاهدة أشياء التي نريدها في أية لحظة وبدون صبر وبالتالي يلوم بعض الناس بنفاذ صبرهم وعدم وجود أخلاق في أوساطهم ، حتى المشاهير من الناس يتحملون هذه الأخلاق السيئة عندما يتصرفون بطريقة غير مسئولة وتؤثر على المعجبين بهم فالناس يتطلعون أن يكونوا مثل هؤلاء الفنانين فمثلاً الممثل (سين) يقول هذا حسن لجعل هذا الشيء المبتذل حسناً  .     

يمكن الاستفادة من وقت التأمل والتفكير قبل الإقدام على فعل الشيء ، فإذا فكر الإنسان لحظات قبل أن يتصرف تصرفاً ما فأنه يرى ردة فعل مشاعر الآخرين اتجاهه تكون إيجابية ، وبالتالي  تصبح الحياة منسجمة وجميلة في نظره فينعكس ذلك على قلبه ويعامل الناس بالطيب والاحترام ، أنها لحظات قليلة من التفكير تجعلك طيباً في نظر غيرك فلماذا تحول هذه اللحظات إلى سوء فهم بالآخرين ولو كان الخطأ قد صدر منهم اتجاهك أو اتجاه غيرك .


في عصر التكنولوجيا ينشغل الشباب بأجهزتهم المحمولة بكتابة الرسائل أو الاطلاع على فيسبوك بدلاً من التحدث مع الناس الذين معهم ، وأنه من السهل استخدام الهاتف المحمول أو الكمبيوتر للتواصل مع الآخرين أو للتسلية في مقابل يتجاهل المستخدم  أو ينسى صديقه الذي يجلس بجواره ، وحتى إذا لم يستخدم الشاب جهازه الالكتروني أثناء خروجه مع أصدقائه فقد يتصرف بوقاحة عندما يتحدث معه صديقه وهو مشغول عنه بالتحدث مع صديق عبر الهاتف أو عبر أحد مواقع التواصل الاجتماعي  .    

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق