الاثنين، 3 أبريل 2023
منكرو عقيدة المهدي .. نقد وتحليل للباحث عباس سبتي ..مارس 2023
بحث " منكرو عقيدة المهدي ، نقد وتحليل "
بقلم / الباحث عباس سبتي
مارس 2023
مقدمة :
واجه الشيعة عموما والشيعة الأثني عشر خصوصا حملات الشك والافتراء في عقائدهم لا سيما في عقيدة المهدي المنتظر وطول غيبته قديما وحديثا ، من قبل من يدعي العلم والتحقيق من أصحاب المذاهب الأخرى ، سوف نبين في هذا البحث تصدي علماء الشيعة الإمامية لهذه الحملات من خلال ما ألفوه من المصنفات لا سيما في عصر الغيبة الصغرى وعصر الغيبة الكبرى للإمام المهدي وقبللهما .
في العصر الحديث قام ممن يدعي العلم والتحقيق من مخالفي الشيعة الإمامية في التحقيق في بعض الكتب التي تناولت قضية المهدي كي يفند عقيدة المهدي وتبين أن هؤلاء دعاة العلم يعتمدون على شيوخهم لا سيما على ابن تيمية الذي هجم على العلامة الحلي ( ت 726هـ ) الذي ألف كتابا في الإمامة وفضائل اهل البيت باسم " منهاج الكرامة في إثبات الإمامة " ، فاعتمد هؤلاء الذين يدعون البحث والتحقيق على كتاب استاذهم " منهاج السنة " والذي فيه الكثير من الأباطيل وتضعيف أحاديث مناقب أمير المؤمنين وبقية أهل البيت –ع- كما اعترف بعض علماء السنة وانتقدوا ابن تيمية في تسرعه على تقليب الحقائق .
يعد هذا البحث من البحوث التي تتناول عقيدة المهدوية عند المسلمين ، وأجرينا قبل ذلك دراسة فرية غيبة السرداب و ألفنا بحثا قبل سنين (2009 ) عن تحليل ونقد رسالة ماجستير بعنوان : نقد كتاب البرهان دراسة وتحقيق لمهلهل الياسين ، خاصة وهو ينتقد عقيدة المهدي لدى الإمامية عندما قام بدراسة وتحقيق كتاب " البرهان في علامات مهدي آخر الزمان "، تأليف الشيخ علي بن حسام المشهور بالمتقي الهندي المتوفي 975 هـ. إلى جانب أجرينا بحث دراسة نفسية ابن تيمية .
وكتب طارق بن سعيد بن هبدالله القحطاني رسالة " الغيبة عند الشيعة الأثني عشرية " وفند عقيدة المهدي المنتظر " عند الشيعة الإمامية ، للأسف لا ينتقد من أشرف على إجازة رسالة الماجستير السابقة صاحب الرسالة بعد أن قال في ختام رسالته : اتضح خرافة غيبة المهدي وأنه لا وجود له بدلالة الروايات عندهم التي تثبت أنه لم يولد وأنه وقع عندهم شك في أمره ، ألا يعلم من أشرف على هذه الرسالة وصاحبها ، بأن الشيعة الإمامية منتشرين في بقاع الأرض ويقيمون مراسم مذهبهم ويهتفون بأئمتهم لا سيما بإمامهم الغائب في المجتمعات الخليجية والعربية والإسلامية والغربية ، فهل أزال صاحب هذه الرسالة عقيدة الشيعة لا سيما عقيدة إمامهم الغائب ، كلا فهو وأعضاء اللجنة المشرفة على الرسالة يعيشون الأوهام ..
الحيرة والشك في الغيبة
الإنسان بشكل عام يعتمد على الحواس الخمس الظاهرة في معرفة الأشياء حوله فإذا لم ير شيئا فلا يشعر به وقد لا يؤمن بوجوده وبالتالي عندما ناتي إلى قضية الغيبة فأن أكثر الناس يشكون بإمام غائب لأنهم لا يرونه بالعين المجردة ، ولو أن الإنسان يشعر بالهواء ولا يراه أو يعتقد بالإله الذي لايرونه بعيونهم لكنهم يشعرون بآثاره ونعمه الظاهرة والباطنة كما يعتقد أصحاب الديانات السموية ، لذا مهد النبي وبقية أئمة اهل البيت –ع- بغيبة الإمام المهدي و سبب هذه الغيبة ، ومع ذلك هناك من شك فيه .
ألف علماء الشيعة قديما وحديثا كتبا بقضية الغيبة مثل الشيخ النعماني والشيخ الطوسي وغيرهما من القدماء وأيضا هناك الكثير من صنف وتطرق إلى أمر الغيبة ، فالنبي و الأئمة –ع- مهدوا لأمر الغيبة مثل دور الإمام المهدي في عصر الغيبة الصغرى والكبرى في الروايات الصادرة منهم كما يأتي في محله .
الهدف من البحث رد أقوال بعض الذين يدعون العلم أن الشيعة إلى الآن يشكون بقضية المهدي من أجل هدف التشكيك بمذهب أهل البيت وبمسألة الإمامة ، نقول صحيح أن الحيرة بدأت قبل وبعد وفاة الإمام الحادي عشر من أئمة أهل البيت – سنة 260هـ ع- ولكن انتهت سنة 373هـ خاصة لدى الشيعة الأثني عشرية كما يرى أحد الكتاب المعاصرين ، ولكن بعض علماء المسلمين وغيرهم من الناس يشكون في قضية المهدي وغيبته وطول عمره ، لأن هذه القضية تعتمد على سنن الله تعالى ومنها ما بينه سبحانه في كتابه الكريم لاستمرار القضية كسنة وهي قضية الإيمان بالغيب في أمة الإسلام كما ظهرت للامم السابقة .
قال تعالى :" الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون " ( البقرة /3) قال صاحب الميزان الغيب خلاف الشهادة وينطبق على ما لا يقع عليه الحس ( أقول الحس المادي ) ، الإيمان بالغيب مقابل الإيمان بالوحي وبالله والآخرة وعالم الجن والملائكة ، وروى عن الصادق –ع- كما في المعاني في قوله تعالى : الذين يؤمنون بالغيب قال : من آمن بقيام القائم –ع – أنه حق ( تفسير الميزان ، سورة البقرة / 3 )
إن الإيمان بالغيب يعني التصديق بالأمور الغيبية التي لا تُدرك بالحواس الظاهرة ، وإنما نعلمها بخبر الوحي المرسل للأنبياء، وأن الله -عز وجل- عالمٌ بكل ما خفي وبكل ما سيحدث ، كالإيمان بالله وملائكته وعالم الجن وعالم الآخر وغير ذلك ، وقد أكد الإسلام كثيرا على قضية الإيمان بالغيب كي يقوي الإنسان إيمانه بهذا الغيب ولا يكون مثل المشركين والكفار الذين لم يؤمنوا بما تحدث عنه الأنبياء من الأمور الغيبية ، وهناك سور تؤكد على هذه القضية فمثلا في سورة الكهف تصرف العبد الصالح ( الخضر ) بأمور غيبية لم يعرفها النبي موسى –ع- كما سوف يأتي في محله . .
ماذا قال المفسرون في سورة الكهف :
أن السورة تؤهل المسلمين لما هو قادم خاصة وهم يعيشون بمكة وتعرضوا للأذى من مشركي مكة ، كما في قصة أهل الكهف الذين فروا بدينهم والتجأوا إلى الكهف ، واكد الندوي في كتابه " الصراع بين الإيمان والمادية : تأملات في سورة الكهف ، على تعرض المؤمن للفتن ( الدين والمال والعلم والقوة ) كما في القصص الأربع : أصحاب الكهف والرقيم وصاحب الجنتين والموسى والخضر وذي القرنين ، أقول أن المادية المعاصرة ترفض الإيمان بأمور الغيب لا سيما بعقيدة إمام غائب له أعوان يديرون أمور الناس ويثبتونهم على الإيمان بالغيب ويسيطر على مشرق الأؤض وغربها كما فعل ذو القرنين ، .
واستشهدت دار «الإفتاء» المصرية عبر صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، بما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قرأ العشر الأواخر من سورة الكهف عُصم من فتنة الدجال».
انكار ميلاد المهدي الشريف :
يعد الكثير من المفكرين مثل ابن خلدون من أنكر على الشيعة ميلاد المهدي –عج- مع ان في عصر الإمام الحسن العسكري وبعده من انكر الولادة والإمامة لابنه المهدي أيضا وقد تصدى علماء الشيعة الإمامية لحركة انكار الولادة والعقيدة ، إلى جانب بعض علماء السنة كما سيمر ذلك .
قرأت مقالة في موقع الألوكة تحت عنوان : تحقيق فصل " المهدي المنتظر " من مقدمة ابن خلدون ، وجاء هذا التحقيق مقتبس من كتاب " الجوهر المكنون " الحلقة الأولى ، ذكر علماء المسلمين من انكر على ابن خلدون لتضعيفه احاديث كثيرة بشان المهدي المنتظر ( عددهم 10 علماء ) ، وابن خلدون أقر بصحة بعض أحاديث المهدي ولو أن أحاديث المهدي متواترة ، فأن ابن خلدون لم يستوعب كل أحاديث المهدي، وذكر مؤلف " الجوهر المكنون " أسماء العلماء بتواتر هذه الأحاديث ( عددهم 17 عالما ) .
وقال كاتب المقالة السابقة : انظر رسالة "الأحاديث الواردة في المهدي في ميزان الجرح والتعديل"، وقد كانت مقدمة لنيل درجة الماجستير في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة الملك عبد العزيز بمكةَ المكرمة، إعداد: المجتهد الفاضل عبد العليم عبد العظيم، إشراف: فضيلة الأستاذ الدكتور الشيخ محمد محمد أبو شهبة، سنة (1397-1398هـ) (= 1977-1978م)، (ص30-35)، وهذه الرسالة من الكتب التي ألفها علماء أهل الجمهور وعلماء الشيعة قد أحصى الشيخ باقر قرشي (50) مصنفا وذكر أن علماء السنة ألفوا أكثر من علماء الشيعة ، إلى جانب ذكر أسماء الشعراء مثل الكميت ودعبل الخزاعي والسيد الحميري وبعضهم ذكر المهدي قبل ولادته حسب ما سمعه من روايات أهل البيت وأحصى قرشي عدد الشعراء (23) شاعرا .وذكر أسماء (5) ممن أنكر عقيدة المهدي عند الشيعة .
ذكر السيد الشهيد الصدر في مقال : بحث حول المهدي –عج- : ومن هنا حاول المنكرون لعقيدة المهدي عليه السالم أن يهربوا ، وينأوا بأنفسهم عن طائلة ذلك الاعتقاد، فلجأوا إلى التشكيك باألأخبار الواردة بشأنه أو تضعيف أسانيدها كما فعل ابن خلدون في تاريخه في الفصل الثاني والخمسين الذي عقده في أمر الفاطمي ، حيث ضعف الأحاديث المروية في المهدي مع اعترافه بظهور المهدي آخر الزمان
اطلعت على كتاب الكتروني بعنوان : عقيدة أهل السنة والأثر في المهدي المنتظر ، ل عبدالمحسن العباد ، ويذكر في باب (8) من انكر أو تردد بالمهدي ، رجلان هو أبو محمد بن الوليد البغدادي الذي ذكره ابن تيمية في كتابه منهاج السنة لا مهدي إلا عيسى ابن مريم ، وعبدالرحمن بن خلدون ..
ساهم علماء الشيعة الأثنا عشر في الرد على من انكر ميلاد المهدي وغيبته وذكر النجاشي في رجاله أسماء رجال / علماء الشيعة من صنف في المهدي وولادته وغيبته ، وقبله جاء الشيخ النعماني وألف كتاب الغيبة ليرفع الحيرة عمن انكر المهدي وهكذا الطوسي ألف كتابه الغيبة وهناك غيرهم تجد ذلك في ثنايا البحث .
ولا ننسى دور وجهود النبي وأهل بيته من خلال روايات تفسر ميلاد المهدي وغيبته ومن شك واحتار في هذه الغيبة وإلى أن يظهر :
فعن النبي (ص): «لابد لصاحب هذا الأمر من غيبة» قال: «إن الله اطلع إلى الأرض فاختارني فجعلني نبياً ، وثانية فاختار علياً، وأمرني أن اتخذه وصياً، فهو أبو سبطي جعلني الله وإياهم حججاً على عباده، وجعل من صلب الحسين أئمة يقومون بأمري ويحفظون وصيتي، والتاسع منهم قائم أهل بيتي، وأشبه الناس بي، يظهر بعد غيبة طويلة وحيرة مضلة .
قال الإمام علي «للقائم منا غيبة أمدها طويل، كأني بالشيعة يجولون جولان النعم في غيبته، يطلبون المرعى فلا يجدونه، ألا فمن ثبت منهم على دينه ولم يَقْسُ قلبُه لطول أمد غيبة إمامه فهو معي في درجتي يوم القيامة، ثم قال (عليه السلام) : إن القائم منّا إذا قام لم يكن لأحد في عنقه بيعة؛ فلذلك تُخفى ولادته و يغيب شخصه .
قال الإمام الحسن : «أما علمتم أنه ما منا أحد إلا ويقع في عنقه بيعة لطاغية زمانه إلا القائم الذي يصلي خلفه روح الله عيسى بن مريم (عليه السلام) ؟ فإن الله (عزّ وجل) يُخفي ولادته، ويغيّب شخصه؛ لئلا يكون لأحد في عنقه بيعة إذا خرج، ذاك التاسع من ولد أخي الحسين، ابن سيدة الإماء، يُطيل الله عمره في غيبته، ثم يظهره بقدرته في صورة شاب دون أربعين سنة، ذلك ليعلم أن الله على كل شئ قدير .
قال: «قائم هذه الأمة هو التاسع من وُلدي ، وهو صاحب الغيبة ، وهو الذي يُقسم ميراثه وهو حي .
قال الإمام السجاد : «كأني بجعفر الكذاب وقد حمل طاغية زمانه على تفتيش أمر ولي الله، والمغيب في حفظ الله، والتوكيل بحرم أبيه جهلاً منه بولادته، وحرصاً منه على قتله إن ظفر به، وطمعا في ميراثه حتى يأخذه بغير حقه.... إلى أن قال: ثم تمتد الغيبة بولي الله (عزّ وجل) الثاني عشر من أوصياء رسول الله (صلى الله عليه وآله) والأئمة بعده .
قال: الإمام الباقر «إن لصاحب هذا الأمر غيبتين .
وقال: «يأتي على الناس زمان يغيب عنهم إمامهم، فيا طوبى للثابتين على أمرنا في ذلك الزمان .
قال الإمام الصادق : «الخامس من ولد السابع ، يغيب عنهم شخصه
وقال : «يفقد الناس إمامهم فيشهد الموسم فيراهم ولا يرونه
وقال: «إن بلغكم عن صاحبكم غيبة فلا تُنكروها.
قال: الإمام الكاظم «إنه لابد لصاحب هذا الأمر من غيبة حتى يرجع عن هذا الأمر من كان يقول به، إنما هو محنة من الله (عزّ وجل) امتحن بها خلقه
قال الإمام الرضا: «الإمام بعدي محمد ابني، وبعد محمد ابنه علي، وبعد علي ابنه الحسن، وبعد الحسن ابنه الحجة القائم المنتظر في غيبته، المطاع في ظهوره، لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطوّل الله (عزّ وجل) ذلك اليوم حتى يخرج فيملأ الأرض عدلاً كما مُلئت جوراً وظلماً
قال: الإمام الجواد «إن القائم منا هو المهدي الذي يجب أن ينتظر في غيبته، ويطاع في ظهوره، وهو الثالث من ولدي، والذي بعث محمداً (صلى الله عليه وآله) بالنبوة وخصّنا بالإمامة، إنه لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطوّل الله ذلك اليوم حتى يخرج فيه فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما مُلئت جوراً وظلماً
قال الإمام الهادي : الخلف من بعدي ابني الحسن فكيف لكم بالخلف من بعد الخلف؟ فقلت : ولم جعلني الله فداك؟ فقال : لأنكم لا ترون شخصه ولا يحل لكم ذكره باسمه
قال: الإمام الحسن العسكري «كأني بكم وقد اختلفتم بعدي في الخلف منّي... أما إن لولدي غيبة يرتاب فيها الناس إلا من عصمه الله (عزّ وجل) ( الصدوق ، كمال الدين وتمام النعمة )
مدرسة ابن تيمية :
هذه المدرسة تخرج أشباه علماء يدعون العلم والتحقيق ويقلبون الحقائق ويكذبون خصومهم ، منذ أيام شيخهم ابن تيمية وإلى الان هذه المدرسة خرجت الكثير من هؤلاء أشبه العلماء وهم يفرقون صفوف المسلمين فهذا محمد بن عبدالوهاب تعاون مع السلطة في نجد في تكفير المسلمين والتعدي على بعض بلاد المسلمين .
تصدى السيد علي الميلاني بالرد على كتاب ابن تيمية " منهاج السنة " باسم دراسات في منهاج السنة لمعرفة ابن تيمية ، مدخل لشرح منهاج الكرامة ، ط 1419 هـ ، أقول رأيت كتابا مطبوعا بعنوان : الأئمة الأثنا عشر في كتاب منهاج الكرامة للعلامة الحلي ونقد كلام ابن تيمية حولهم ، تأليف السيد علي الحسيني الميلاني فهل هو نفس هذا الكتاب ؟ على أي حال ذكر السيد ردود علماء الشيعة وعلماء السنة بالدفاع عن كتاب الحلي " منهاج الكرامة " ردود الإمامية على كتاب " منهاج السنة " هذا، وقد كتب غير واحد من علماء الإمامية ردا على كتاب (منهاج السنة) ودفاعا عن (منهاج الكرامة)، من ذلك: الإنصاف والانتصاف لأهل الحق من أهل الاعتراف، لأحد قدماء الإمامية. وإكمال السنة في نقض منهاج السنة، للسيد مهدي الكيشوان. وإكمال المنة في نقض منهاج السنة، للشيخ سراج الدين الهندي. ومنهاج الشريعة في نقض منهاج السنة، للسيد مهدي القزويني. والإمامة الكبرى والخلافة العظمى، للسيد محمد حسن القزويني.
ألفت بحثا بشأن تحليل نفسية ابن تيمية قبل سنوات هو بحث لتحليل شخصيته وقد انتقد أكثر من (70) عالما لهذه الشخصية من خلال مصنفاتهم فمثلا يقول الشيخ الهرري في كتابه المقالات السنية ص318 : وعمار ما نال هذا الفضل إلا بكونه مع علي فهو وجيشه دعاة إلى الجنة ومقاتلوهم دعاة إلى النار فلو لم يكن إلا حديث البخاري ردا على قول ابن تيمية : " إن القتال مع علي ليس واجباً ولا مستحباً " ( المنهاج ج2 ص 203 ) لكفي ، مع ان بعض تلامذة ابن تيمية ردوا على النقد الموجه ضده إلا أنهم اعترفوا بعيوبه أيضا ، وتناولنا الأمراض النفسية التي يعاني منها ابن تيمية مثل الحسد والعجب وسوء الخلق والبذاء والكذب وهوى النفس و العظمة بسبب صنمية العلم والجدال بالباطل وتوجيه التهم والأباطيل إلى الخصوم ، وذكرت بعض العوامل التي أثرت وصاغة نفسية ابن تيمية ، وقمنا بدراسة ميداينة لتحليل شخصية ابن تيمية من خلال أداة قياس الشخصية وبعد إجراء المقابلات الشخصية مع بعض المهتمين بعلم النفس ودراسة النفس الإنسانية وامراضها فكانت النتائج :
انه أحادي الفكر : أنه يرى رأيه صحيحاً ورأي الآخر غير صحيح
أنه يعاني من اضطراب في الشخصية
نتيجة لعقدة النقص بدأ بالادعاء أنه عالم كبير ولا يصله إنسان آخر ، وهو ما يعبر عنه بالتضخم في الذات أو الشعور بالعظمة
انغلاق مع الذات لا يأخذ من الآخرين العلوم ، وأيضا محاولة خلق أجواء العداء مع الآخرين
النرجسية وحب الذات والتقليل من الآخرين وعدم تصديق الآخرين والشك بقولهم
أنها المراوغة والدهاء ، فهو يريد التأثير على الآخرين وتغيير أفكارهم لأنه يملك الذكاء الحاد
عدم احترام الآخرين واستخدام الالفاظ غير اللائقة وهذا دليل الغرور الناتج من تضخيم الذات
رسائل علمية تدعي عدم وجود المهدي :
الغيبة عند الشيعة "الأثنى عشرية" وأسبابها - دراسة تحليلية نقدية إعداد الدكتور: طارق بن سعيد بن عبد الله القحطاني
يقول الكاتب ( وهو على خط شيخه ابن تيمية ) في أهمية بحثه :
لم يبحث هذا البحث من قبل
رأيت أن موضوع نقد الغيبة يهدم أصول الشيعة "الأثنى عشرية"، منها: الإمامة
يوضح هذا البحث علاقة الغيبة بالعقائد الفاسدة ويبرز التناقض بينها
تناول الكاتب في بحثه :
التعريف بالغيبة ، علاقتها بالعقائد المنحرفة الأخرى ، ذكر أسباب وهمية التبريرية عند الشيعة الأثنى عشرية ونقدها
ذكر الأسباب الحقيقية للقول بالغيبة ، إبطال الغيبة عموما ،
اعتمد الكاتب على بحث : عقيدة الغيبة عند الإمامية الأثني عشرية وبيان بطلانها – دراسة نقدية وهو رسالة ماجستير بالجامعة الإسلامية تأليف عبدالخالق سعدون
وقد أشرف الكاتب على مناقشة هذه الدراسة
ذكر الكاتب للغيبة وأسبابها (11) سببا
بينما الدراسة النقدية لعبدالخالق ذكرت ( 5) أسباب
يستند الكاتب على كتاب الكافي في ان الحسن العسكري ليس له ولد ،اقول ذكر الصدر في الغيبة الصغرى أنه نقل الخبر من غيبة الطوسي : عثمان بن سعيد في هذا الزمن المتأخر نسبياً بالنهي عن التسمية .. فهو تارة يقول : أياك ان تبحث عن هذا . فإن عند القوم ان هذا النسل قد انقطع والمراد بالقوم الحكام العباسيين وبهذا النسل الأئمة عليهم السلام . ويعلله في رواية اخرى قائلاً : فإن الأمر عند السلطان ان ابا محمد الحسن العسكري (ع) مضى ولم يخلف ولداً وقسم ميراثه ، واخذه من لاحق له. وصبر على ذلك .
وعند مراجعة كتاب الكافي كتاب الحجة باب مواليد الأئمة ، فأن الكليني صاحب الكافي يأتي بذكر مولد الإمام المهدي وان علماء الشيعة الإمامية يقرون بولادته الشريفة عام 255هـ ولكن السلطة العباسية لا تعرف ولادة المهدي مع أنها تشك في هذه الولادة لذلك فهي ترسل حملات لتفتيش بيت الإمام العسكري والد الإمام المهدي بعد وفاته كما في الرواية السابقة فهل دليل الكاتب صحيح ؟ فهو يأخذ رواية واحدة بان السلطة العباسية لا تعرف عن ولادة المهدي بينما هناك روايات أخرى في باب ولادة المهدي في كتاب الكاقي .
يستند الكاتب على مصادر الشيعة ومصدر موجز دائرة معارف الغيبة عقيدة الغيبة عند الإمامية الأثني عشرية علي عبدالخالق السعدون .
يقول المؤلف في الختام : اتضح خرافة غيبة المهدي وأنه لا وجود له بدلالة الروايات عندهم التي تثبت أنه لم يولد وأنه وقع عندهم شك في أمره
أقول وهذا عين الكذب الذي اشتهر به ابن تيمية وتلامذته ، فهو اطلع على كتب ومصنفات علماء الشيعة الأثنى عشرية والذين يقرون بعقيدة المهدي وبمولده وبغيبته وسوف نتعرض لبعضها في الصفحات التالية .
قال جاء في تاريخ الطبري في حوادث سنة ٣٠٢هـأن رجلاً ادعى - في زمن الخليفة المقتدر - أنه محمد بن الحسن بن علي بن موسى بن جعفر، فأمر الخليفة بإحضار مشايخ آل أبي طالب وعلى رأسهم نقيب الطالبيين أحمد بن عبد الصمد المعروف بان طومار.
فقال له ابن طومار: لم يعقب الحسن. وقد ضج بنو هاشم من دعوى هذا المدعي وقالوا: يجب أن يشهر هذا بين الناس، ويعاقب أشد عقوبة. فحمل على جمل وشهر يوم التروية ويوم عرفة، ثم حبس في حبس المصريين بالجانب الغربي ،
أقول : ألفنا بحثا قبل سنين (2009 ) عن تحليل رسالة ماجستير بعنوان : نقد كتاب البرهان دراسة وتحقيق مهلهل الياسين ، وهو ينتقد عقيدة المهدي عن الإمامية نفلا عن كتاب " البرهان في علامات مهدي آخر الزمان "، تأليف الشيخ علي بن حسام المشهور بالمتقي الهندي المتوفي 975 هـ
وركزنا على الفصل الثالث من القسم الأول من الكتاب تحت عنوان "المهدي عند الشيعة الإمامية ، إذ أن المحقق يحاول أن يفند آراء وعقائد كثيرة للشيعة الإمامية أو الأثنى عشرية ، بينما لم نجد هذا التفنيد والنقد في بقية موضوعات كتابه إلا قليلاً خاصة عندما يربط بين فرق الباطنية والشيعة الأثنى عشرية فهو يناقض نفسه عندما يفرد لهذه الفرق عنواناً خاصاً ، ثم تجده يحشر ويدخل عقيدة الأثنى عشرية في عقائد فرق الباطنية ، لماذا ؟؟
تحت عنوان " حقيقة أخرجت باطلاً " يقول المحقق :
بعد وفاة الحسن العسكري بلا عقب كما قاله كبار المؤرخين ( جاء في هامش الصفحة : ذكر الطبري في حوادث سنة 302 هج أن رجلاً ادعى في عهد الخليفة المقتدر ( 295- 320هج ) أنه محمد بن الحسن بن علي بن موسى بن جعفر فأمر الخليفة بإحضار مشايخ آل أبي طالب على رأسهم نقيب الطالبيين أحمد بن عبدالصمد المعروف بابن طومار فقال لم يعقب الحسن
يضيف المحقق : والشاهد قول نقيب الطالبيين أن الحسن العسكري لم يعقب
الرد : قال المحقق أن كبار المؤرخين قالوا الحسن العسكري لم يعقب وهذا غير صحيح لأن هناك منهم من اعترف كما ذكرنا ، ثم ان نقابة الطالبيين منصب من قبل الخلافة العباسية لعل النقيب ابن طومار يخاف أن يقتل إذا اعترف بوجود الإمام المهدي ثم أن المهدي غاب كهوية وليس كشخص عن الناس إذا صح هذا المدعي بأنه المهدي فأنه يكذب ، ثم أن مدة غيبته لا يعلمها إلا الله سبحانه حتى يأذن بظهوره ، ويدعي هذا المحقق وغيره لماذا لم يظهر مهدي الرافضة بعد قيام دولة بني بويه ( 334هـ - 454هـ) ودولة بني حمدان ( 293هـ -392هـ ) وهذا عين الجهل والعمى فهو وغيره لا يؤمنون بمشروع إلهي مثل مشروع المهدي الذي سينفذ على الأرض كلها وهذا المشروع ليس عبارة عن دولة فئة معينة من المسلمين أو كما يدعي المحقق أنها دولة الروافض ، وحسب رواية النبي وأهل البيت فان المهدي سيملأ الأرض ( كلها ) عدلا وقسطا بعدما ملئت ظلما وجورا ، وسوف ينزل المسيح ابن مريم ويكون من أعوانه كذلك السيد الخضر الذي يعده علماء المسلمين من الأحياء منذ عهد ذي القرنين .
ذكر العسكري نجم الدين أقوال علماء السنة بولادة المهدي في كتابه : المهدي المنتظر عند علماء السنة والإمامية
هناك (51) اسما من علماء العامة ومنهم أبو الفضل الحصكفي (ت 553هـ ) الذي أنشد في مدح أئمة أهل البيت :
وسائلي عن حب أهل البيت
هل أقر إعلانا به أم أجحد
هيهات ممزوج بلحمي ودمي
حبهم هو الهدي والرشد
حيدرة والحسنان بعده
ثم علي وابنه محمد
وجعفر الصادق وابن جعفر
موسي ويتلوه علي السيد
أعني الرضي ثم ابنه محمد
ثم علي وابنه المسدد
والحسن الثاني ويتلو تلوه
محمد بن الحسن المفتقد
يقول :
فالطوسي لا يقبل الإنكار من جعفر، لأنه غير معصوم، ولكن الطوسي ومعه طائفة الاثني عشرية يقبلون دعوى عثمان بن سعيد في إثبات الولد ودعوى بابيته وهو غير معصوم، أليس هذا تناقضًا؟
الرد : ليس هذا تناقض طالما يعرف علماء الشيعة أن جعفر منحرف عن أئمة أهل البيت ولم يكن ملتزما باخلاق الإسلام وسمي بالكذاب لأنه أنكر ولادة المهدي من أجل الحصول على ميراث أخيه الإمام العسكري ، ثم أن عثمان بن سعيد كان وكيلا للإمامين علي الهادي والحسن العسكري ثم للإمام المهدي وهذا يدل على ثقة الأئمة –ع- به .
في كتاب موسوعة توقيعات الإمام المهدي –عج- لمحمد تقي أكبر نجاد ، ذكر في توقيع للإمام المهدي كتبه إلى أحمد بن اسحاق في بيان منزلة الأئمة وتكذيب عمه جعفر وردود فعل الإمام اتجاه عمه في منازعته في ميراث منزل والده وفي دفن جدته أم والده بالمنزل ، لكن في توقيع آخر له يقول الإمام " أما سبيل عمي جعفر وولده فسبيل أخوة يوسف " .
يقول :
فنسبوا للسجاد أنه قال: "كأني بجعفر الكذاب قد حمل طاغية زمانه، على تفتيش أمر ولي الله المغيب في حفظ الله جهلاً منه بولادته، وحرصًا على قتله إن ظفر به طمعًا في ميراث أبيه حتى يأخذه بغير حقه ( نقلا عن إكمال الدين وتمام النعمة )
الرد كيف نسب الشيعة للإمام السجاد وهو من أئمة أهل البيت وكتبهم طافحة بأقواله وتعاليمه وهو إمام معصوم لا يكذبون عليه كما كذب بعض الصحابة على النبي كما قال النبي : أن كذبا علي ليس ككذب على أحد ، من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ( رواه البخاري ورواه مسلم ) .
يذكر أن من ادعي بولادة المهدي إنما طمعا في المال
يقول : وقد يقال بأن أهل بيته وعمومته يتسترون عليه صيانة له، لكن التوقيع الصادر عن المنتظر المزعوم يدل على أن الإنكار حقيقي لأنه يحكم عليهم بأنهم كابن نوح في الكفر، إذ ليس بين الله وبين أحد قرابة، مع أن مذهبهم قائم على أن قرابة أئمتهم من الرسول صلى الله عليه وسلم هي التي خولتهم تلك المكانة ..
أقول : تؤمن الإمامية أن منصب الإمامة مثل منصب النبوة يختار الله سبحانه النبي أو الإمام فليراجع هذا المدعي مصنفات الشيعة وحتى الكتب التي استسقى معلومات منها لرسالته .
كتاب أصول مذهب الشيعة الإمامية الإثنى عشرية – عرض ونقد
تأليف : ناصر القفاري 1414 هـ
أصل هذا الكتاب رسالة علمية تقدم بها المؤلف لنيل درجة الدكتوراة من قسم العقيدة والمذاهب المعاصرة
الفصل الرابع : المهدية والغيبة
إن فرق المسلمين تخالف الاثني عشرية في خلق المهدي ووجوده فكيف ببلوغه، فكيف برشده، فكيف بإمامته، فكيف بعصمته، فكيف بمهديته؟! والشيعة لا يقدرون ببرهان واضح على إثبات واحدة من هذه الأمور (أبو المحاسن الواسطي/ المناظرة بين أهل السنة والرافضة، الورقة (٥٩)
فأهل السنة يقررون بمقتضى النصوص الشرعية، والحقائق التاريخية.. والدلائل العقلية أن مسألة غيبة المهدي عند الاثني عشرية لا تعدو أن تكون وهمًا من الأوهام، ( منهاج السنة 4/ 213 )
الرد هناك من علماء السنة من أقر بولادة المهدي كما سوف يمر ذلك في ثنايا البحث
وقد ذكر أهل العلم بالأنساب والتواريخ أن الحسن بن علي العسكري لم يكن له نسل ولا عقب ( منهاج السنة 2/ 164)
أقول اعتراف علماء النسابة بولادة المهدي :
هناك علماء السنة في الأنساب يعترفون بالمهدي وولادته : النَّسابةُ الشَّهيرُ أَبو نَصر سهلُ بْنِ عبدِ ٱللهِ بْنِ داوودَ بْنِ سُليمانَ البُخَارِيُّ، مِن أَعلامِ القرنِ الرَّابعِ الهِجريّ، والَّذي كان حَيَّاً سَنةَ ( 341 هـ)، وهو مِن أَشهرِ علماءِ الأَنسابِ المعاصرينَ لُغيبةِ الاِمامِ المهديِّ الصُّغرىٰ الَّتي انْتَهت سنة 329 هـ والنسابة العمري في أنساب الطالبيين والفخر الرازي الشافعي في الشجرة المباركة في أنساب الطالبية ومحمد الحسيني اليماني الصنعاني في روضة الألباب لمعرفة الأنساب ومحمد الأمين السويدي في سبائك الذهب في معرفة قبائل العرب .
يقول :
لذلك فإن شيخهم النعماني وهو من معاصري الغيبة الصغرى يقرر أن جميع الشيعة في شك من أمر الغيبة إلا قليلاً منهم
أقول : لماذا لم يعترف الباحث أن تأليف النعماني كتابه الغيبة من أجل رفع الشك عن الشيعة فليراجع كتابه .
ويقول يضيف أن إمارات الشك واضحة بيّنة لهم، حيث إن الحسن العسكري - كما يعترفون - توفي ولم ير له أثر، ولم يعرف له ولد ظاهر فاقتسم أخوه جعفر وأمه ما ظهر من ميراثه ( منهاج السنة )
أقول كلمة " كما يعترفون " كذب بحق الشيعة ويجب أن يعترف أن هذا كلام شيخه ابن تيمية الذي أخذه من منهاج السنة
.. وبعد دفنه أخذ السلطان والناس في طلب ولده وكثر التفتيش في المنازل والدور، وتوقفوا عن قسمة ميراثه، ولم يزل الذين وكلوا بحفظ الجارية التي وهم عليها الحمل ملازمين لها حتى تبين بطلان الحمل، فلما بطل الحمل عنهن قسم ميراثه بين أمه وأخيه جعفر ( نقلا عن الكافي )
يقول : وهذا الواقع - في نظري - هو الذي حدًا بشيوخ الشيعة إلى وضع روايات تجعل من لوزام منتظرهم اختفاء حمله، وولادته، والشك فيه.. كمحاولة من شيوخهم لتجاوز هذه المرحلة التي كاد أن ينكشف فيها أمر التشيع .
أقول للأسف يعتمد الكاتب على كتاب ابن تيمية ( منهاج السنة ) الذي يرد على العلامة الحلي وقد ذكر بعض علماء السنة أن ابن تيمية يفند روايات فضائل أهل البيت مع أنها صحيحة فلماذا يعتمد على ابن تيمية وهو من خصوم الشيعة ؟ كذلك الرواية التي اعتمد عليها الباحث من الكافي توجد في كتاب الحجة باب مواليد الأئمة أي خصص الكليني في كتابه الكافي روايات كثيرة عن ولادة المهدي وهناك القليل من يعرف عن هذه الولادة وإن إخفاء أمر الولادة بسبب القتل لأن كتب الحديث للمسلمين تقر بعقيدة المهدي وأنه يرفع الظلم من الأرض فكيف لا يخفى الإمام الحسن العسكري ولادة ابنه المهدي عن السلطة العباسية ؟
ثم أن روايات الإمام المهدي وغيبته ومحاولة السلطة العباسية القبض عليه بعد وفاة والده الإمام العسكري توجد في كتب السنة أيضا فكيف يختلق الشيعة هذه الروايات كما يدعي الكاتب .
مصنفات الشيعة بقضية الغيبة والحيرة وفلسفتها :
للأسف لا يتعرض الذين فندوا وانكروا قضية المهدي –ع- إلى مصنفات الشيعة الأثني عشرية في التصدي لفكرة الحيرة وقضية الغيبة وتحليلها ، وإنما يذكرون رواية وأخرى من كتب الشيعة أو مصنفاتهم كي يوهموا القراء أن علماء الشيعة يعترفون بعدم ولادة الإمام المهدي ولا يذكرون الظروف التي حالت دون أن يعرف الإمام بنفسه خاصة والسلطة العباسية التي شكت بولادته الشريفة ولكنها فشلت في القبض عليه كل ذلك وغيرها من هذه الظروف تناولها علماء ومؤرخون الشيعة منذ القدم .
هذا وقد تناول النجاشي وغيره من علماء الشيعة الإمامية مصنفات ألفت أيام الأئمة وقبل ميلاد المهدي ولكن أغلبها اختفت او أتلفت مثل كتاب الغيبة وخبر ولادة المهدي وكيفيتها لفضل بن شاذان المحدث والمتوفي قبل وفاة الإمام أبي محمد الحسن العسكري ، كما سوف نذكر مصنفات أخرى ذكرها النجاشي في رجاله .
كتاب (الإمامة والتبصرة من الحيرة) لعلي بن بابويه القمّيّ وهو والد الشيخ الصدوق ت (329هـ ) حيث يتعرض إلى وجود الحجة وان الأرض لا تخلو من الحجة منذ آدم وإلى يقول كيف خص الله عز وجل الأئمة من أهل البيت ويذكرهم واحدا بعد آخر ويفند فرق شيعية أخرى التي لا تؤمن بالإئمة الاثنى عشر كما نص النبي على عددهم ( 12 خلفة )
ويتعرض إلى مسألة الغيبة ورواية النبي والأئمة من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية .
وفي آخر هذا الكتاب تحت عنوان : المستدرك للإمامة والتبصرة من الحيرة في ما رواه الشيخ الصدوق من والده المؤلف في تمام هذا الموضوع : باب إمامة كل من الإمام الجواد والإمام الهادي والإمام حسن العسكري والإمام المهدي وحديث اللوح أن الإمام المهدي هو الإمام الثاني عشر من أئمة اهل البيت وباب ولادته وانه من ولد الحسين وأوصافه وباب في الغيبة يذكر (9) روايات وباب في آيات ظهوره وباب علامات الإمام ودلائل معرفته .
كتاب الفصول العشرة في الغيبة للشيخ المفيد ألفه عام 410هـ ( ت413هـ ) ط 1413 هـ
جاء في مقدمة المحقق ذكر أسماء علماء الشيعة الذين ذكرهم الشيخ النجاشي وهو تلميذ الشيخ المفيد في كتاب الرجال وصنفوا كتبا في الغيبة والدفاع عن المهدي ومن جمع أحاديث المهدي وأخبار النواب الأربعة ، كذلك تعرض الآغا بزرك الطهراني في كتاب الذريعة إلى مصنفات من كتب في المهدي وغيبته وعلة الغيبة وكتاب الفهرست للشيخ الطوسي عبارة عن أهم مصادر رجال الحديث عند الشيعة .
وعرف الشيخ المفيد بالدفاع عن مذهب الإمامية كغيره ممن سبقوه من علماء الشيعة ويرد على المخالفين وذكر النجاشي كتاب الشيخ المفيد في رجاله وذكر الشيخ الطبرسي توقيعين من الإمام المهدي إلى الشيخ المفيد عام 410هـ وتوقيع آخر عام 412هـ ( الاحتجاج / 495 و498 )
رد الشيخ المفيد على كون استتار المهدي خارجة عن العرف والرد من تمسك بإنكار جعفر عم المهدي والرد من تمسك بوصية الإمام الحسن العسكري لأمه دون ولده والرد من تمسك بعدم الداعي لإخفاء الإمام العسكري ولده والرد من ادعى أنه مستتر لم يره أحد منذ ولد والرد من ادعى نقض العادة بطول عمره الشريف والرد على من تمسك بأنه إذا لم يظهر لا فائدة في وجوده والرد من تمسك بأنا في غيبة صاحبنا ساوينا السبأية والكيسانية و.. والرد على من ادعى تناقض غيبة الإمام مع إيجاب الإمامة وأن فيها مصلحة للأنام والرد على من تمسك بأن الخلق كيف يعرفه إذا ظهر والمعجز مخصوص بالأنبياء .
كتاب الغيبة للنعماني ت 350هـ
ألف كتابه 342هـ ، يشتمل الكتاب على عدة موضوعات منها الإمامة والوصية وأن الأئمة عددهم ( 12 ) إماما بعد النبي ، وفي غيبة الإمام والشدة تصيب الشيعة وسيرة الإمام والعلامات قبل ظهوره .
كتاب الغيبة للطوسي ت 460هـ
جاء في المقدمة : أما بعد فإني مجيب إلى ما رسمه الشيخ الجليل، أطال الله بقاءه من إملاء كلام في غيبة صاحب الزمان، وسبب غيبته، والعلة التي لأجلها طالت غيبته، وامتداد استتاره، مع شدة الحاجة إليه وانتشار الحيل، ووقوع الهرج والمرج، وكثرة الفساد في الأرض، وظهوره في البر والبحر، ولم لم يظهر: وما المانع منه، وما المحوج إليه، والجواب عن كل ما يسأل في ذلك من شبه المخالفين، ومطاعن المعاندين ، ويتحدث عن غيبة الإمام والفرق المنقرضة التي تدعي الهدوية .
والغرض بهذا الكتاب ما يختص الغيبة دون غيرها والله الموفق لذلك بمنه والكلام في الإمامة والعصمة والعلامات قبل ظهوره ومن رأى صاحب الزمان والسفراء الأربعة .
ويرد الشيخ الطوسي على الكيسانية والناووسية والواقفة وهي الآن من الفرق المنقرضة ويرد على التشكيك في ولادة المهدي والحكمة من غيبته وعلة الغيبة وستر الولادة لها نظائر كما بالنسبة لإبراهيم وموسى .
كتب ومصنفات علماء الشيعة في العصر الحديث :
كتاب الإمام المهدي في كتب الأمم السابقة وعند المسلمين ، محمد رضا حكيمي
قراءة في كتاب الإمام المهدي عليه السلام في كتب الأمم السابقة والمسلمين لمؤلفه محمد رضا حكيمي
يتناول المؤلف مسألة ميلاد المهدي عند المسلمين بشكل عام كما يقول الشيعة الأنثي عشرية ، ويعتبر ذلك من مسلمات التاريخ وذكر صفات وشمائل المهدي وتوفر أرضية الغيبة حسب الحكمة والأمر الإلهي وكيف أن الأمم السابقة تنتظر المصلح .
كتاب غيبة الدولة ومقدمات الغيبة : دراسة تاريخية في أحوال الإمام الحسن العسكري في عصور الدولة العباسية وغيبة الإمام المهدي
تأليف : عادل عبدالرحمن البدري
خصص جل كتابه عن الحديث عن سامراء وتشخيص الإمامين الهادي والعسكري وولادة المهدي والخلفاء العباسيين الذين عاصروا الأئمة ، ويعتبر القرن الثالث الهجري عصر الفتن وهو قرن الغيبة ودور الإمام العسكري في الخفاظ على حياة ولده المهدي ، وفلسفة النيابة والتمهيد لعصر الغيبة .
ويذكر المؤلف تزايد عدد الشيعة الأثنى عشرية في زمن الإمامين الهادي والعسكري –ع- في المناطق الإسلامية وكانا يمهدان لعصر الغيبة وتأكيد على دور النواب والوكلاء بهمزة وصل بين الشيعة وأئمتهم ودور السفراء الأربعة في الغيبة الصغرى ويعتبر المؤلف عصر الغيبة الصغرى عصر خطير وحاسم فترة الانتقال من القرن الثالث إلى القرن الرابع الهجري وظهور توقيعات المهدي وتهدف حل المشكلات بين الشيعة وشفاء المرضى وطلب الدعاء من الإمام والاستئذان من السفر او الحج وتزويدهم بالكفن وتحذير السفراء من السلطة العباسية
كتاب أثر الغيبة على الإرث العلمي لعلماء الشيعة ، تأليف عمار عبودي نصار
"سعى البحث إلى التعرف على أثر الغيبة على الإرث العلمي لعلماء الشيعة الإمامية في العراق من الغيبة (260 ه) إلى نهاية العصر البويهي (447 ه). اعتمد البحث على المنهج التاريخي. انقسم البحث إلى مبحثين، تناول المبحث الأول أثر حادثة الغيبة على علماء الشيعة الإمامية. وعرض المبحث الثاني أثر حادثة الغيبة على الإرث العلمي لعلماء الشيعة الإمامية. اختتم البحث بالإشارة إلى أن شكلت غيبة الإمام عج سنة (260 ه) نقطة تحول في المنجز العلمي لعلماء الشيعة الإمامية وذلك لافتراق الشيعة إلى فرق ومذاهب عديدة، فأخذ علماء الإمامية على عاتقهم مهمة الدفاع عن مذهبهم ودفع الشبهات عنه وبيان أحقيته فكان ذلك سببا لزيادة نشاطاتهم العلمية وإنتاجاتهم الفكرية..
هذا وذكر أسماء علماء الشيعة الإمامية في عصر الغيبة الصغرى ويمتد ما بين ( 260هـ -329هـ ) تحت عنوان جهود علماء الشيعة الإمامية في التصدي لتفرق الشيعة بعد وفاة الإمام الحسن العسكري ( ت260هـ ) منهم الحسن بن موسى النوبختي (ت 310هـ ) فصنف كتاب : الرد على فرق الشيعة ما خلا الإمامية وكتاب فرق الشيعة ويتناول الكتاب الفرق الشيعية منذ الإمام علي إلى عصر غيبة الإمام المهدي –عج- ، والمتكلم الإمامي أبو الأخوص البصري المعاصر لحسن موسى النوبختي ومن أشهر كتبه في " الإمامة " ، وهناك أبوسهل النوبختي (ت 311هـ ) صنف كتبا في الإمامة وصفات الإمام والدفاع عن عقيدة الإمامة والرد على الغلاة والواقفة وأهل السنة ، وأبو يعقوب إسحاق بن إسماعيل النوبختي ( ت 322هـ ) وله مناظرة في الدفاع عن المذهب ، وكان السفير الثالث الحسين بن روح النوبختي (ت 326هـ ) وكان مقربا من البلاط العباسي وكان يدافع عن الإمامية بعد تهميش الشيعة والضغوط عليهم وجاء الشيخ الكليني ( ت 329هـ) في الدفاع عن الشيعة الإمامية ضد القرامطة وهي إحدى الفرق الإسماعيلية وكذلك رد عليهم من علماء الشيعة الإمامية الفضل بن شاذان النيسابوري ( ت 260هـ ) وعلي بن أبي سهل بن حاتم القزويني .
كذلك ذكر أسماء العلماء الشيعة في عصر الغيبة الكبرى ويبدأ عام (329هـ وما بعده مثل الشيخ المفيد ( ت413هـ) فرض وجود الفكر الإمامي في مناظراته ضد الطوائف المخالفة للشيعة الإمامية حتى المتصوفة والفرق المنقرضة مثل الجارودية وجاء بعده السيد المرتضى الذي دافع عن الفقه الإمامي في كتابه " الانتصار " ، كذلك ذكر نصار بعض علماء الشيعة الإمامية كتبوا في غيبة الإمام املهدي مثل : العباس بن هشام أبو الفضل الناشري الأسدي (ت 220هـ) والحسن بن محمد سماعة (ت 263هـ) له كتاب بالغيبة وعبدالله بن جعفر بن أبوالعباس القمي الذي قدم الكوفة سنة 290هـ وكتابه الغيبة والحيرة وللشلمغاني كتاب الغيبة وهو معاصر للحسين بن روح السفير الثالث وله كتاب الأوصياء ويذكر ولادة الإمام المهدي في أيام استقامته وتناول الشيخ الكليني ( ت 329هـ) في الكافي موضوع الغيبة وأفرد في الإمام المهدي وغيبته أبوابا خاصة
هناك بحث قيم أيضا لتحليل مسألة " الحيرة " لدى الشيعة بعد الإمام الحسن العسكري واسمه : إشكالية الحيرة في بداية عصر الغيبة (الأسباب المآلات والدلالات) للباحث : د.محمد شقير ، 2020
يتناول الباحث معنى الحيرة ومدى الحيرة أي مدى انتشارها بين الشيعة ، ويذكر كتاب (مقالات الإسلاميّين لأبي حسن الأشعري ألف كتاب 297هـ ، أن جمهور الشيعة (أي أكثرهم) هم على الاعتقاد بأنّ الحسن بن عليّ قد نصّ على إمامة ابنه محمد بن الحسن، وأنّه الغائب عندهم؛ وهو فرع وجوده وولادته. وكما ذكر ذلك المسعودي ت 346هـ في مروج الذهب ويقول ابن حزم ت 548هـ ثبت جمهورهم على أنّه ولد للحسن بن علي ولدٌ فأخفاه ....
يقول الباحث : لا بدّ من أن أذكر هنا هذه الملحوظة، وهي إنّ المقاربة العلميّة والموضوعيّة لروايات أهل البيت(عليهم السلام) في موضوع الحيرة وغيرها تدلّ على خلاف ما أراد البعض الترويج له في مسألة إنكار ولادة الإمام المهديّ(عليه السلام) وإمامته ، ويؤكد أن روايات أهل البيت تؤكد وقوع الحيرة في قضية المهدي ، ويضيف الباحث تلك الحيرة لم تشمل أولئك الخلّص والثقات من أصحاب الإمام العسكريّ(عليه السلام). بل إنّ جمهور أصحاب الإمام (عليه السلام) وثقاته (أي أكثر الأصحاب وأغلبهم)؛ كانوا يعلمون بولادة ولد للإمام العسكريّ(عليه السلام)، وهذه كانت عقيدتهم، وهذا ما كانوا يؤمنون به. وهؤلاء لم يكونوا في حيرة من أمر الحجّة والخلف بعد الإمام العسكريّ(عليه السلام)، بل هم الذين عملوا على علاج تلك الحيرة وإزالتها من نفوس الناس، بما امتلكوه من أدلّة في هذا الموضوع ويؤرخ أن الحيرة بدأت عند وفاة الإمام الحسن العسكري سنة 260هـ وانتهت سنة 373هـ
يذكر الباحث : صحّ القول بأنّ الحيرة قد انتهت إجمالًا قبل منتصف القرن الرابع الهجريّ بسنوات عديدة، وإن أمكن أن تكون بقايا حيرة قد استمرّت في بعض البلدان إلى زمان أكثر –بناءً على الانحسار التدريجيّ للحيرة-، لتنتهي أيضًا هذه البقايا قبل منتصف القرن الرابع الهجريّ
ويتناول الباحث أسباب الحيرة منها حدث غير مسبوق في تاريخ الشيعة ولظروف قاهرة خوفا من قتل الإمام فيجب التستر والتكتم كما بالنسبة لميلاد النبي موسى –ع- . وإعداد المجتمع لتقبل فكرة الغيبة من قبل الإئمة لكن الظروف القاهرة قد أعاقت بعض الشيء من هذا الإعداد ، وسوء الاستفادة من هذه الظروف جعلت جعفر الكذاب يطمع في تركة / ميراث أخيه الحسن –ع- وشن حملا ت التفتيش زاد في الحيرة وبعد وفاة الإمام الحسن خاف أصحابه الخلص من إزالة الحيرة بسرعة من نفوس الناس ، عدم العلم بجملة من آثار أهل البيت(عليهم السلام) ورواياتهم فيما يتّصل بموضوع المهديّ(عليه السلام) ومجمل القضايا ذات الصلة والسعي الحثيث والشديد من السلطان للعثور على الإمام المهديّ(عليه السلام) وكشف أمره، استوجب أكثر من إجراء لحماية الإمام والستر عليه ومواجهة مساعي السلطة آنذاك للوصول إليه وقد تكون الحيرة ساهمت في تعطيل مساعي السلطة والاختبار الإيماني أو الابتلاء للتمييز الخبيث من الطيب
نقلها ذلك الكاتب من (الكافي) للكلينيّ (توفّي329هـ.ق) عن الإمام علي(عليه السلام)، فهي تشتمل في صدرها على العبارة التالية «أما والله ليغيبنّ إمامكم سنينًا من دهركم "
كتاب الحيرة في عصر الغيبة الصغرى ، ياسين الموسوي
يتناول الكاتب في كتابه عن الحيرة ومتى كانت ودور الأئمة للغيبة وشهادة الإمام الحسن العسكري بإمامة المهدي وولادته وإخبار خواص شيعته والنواب الأربعة وكراماتهم واللقاء بالإمام
كتاب الحيرة في غصر الغيبة الكبرى ، ياسين الموسوي
يتناول معنى الحيرة في الأحاديث وامتحانات عصر الغيبة وفتن آخر الزمان وكيف الخلاص من الفتن وجور الشك في الفتن ، أدعية الحيرة ونصوص أدعية الغيبة .
كتاب النظرية المهدوية في فلسفة التاريخ ، الأسعد بن علي قيدارة
فلسفة التاريخ ، عقيدة المخلص في التراث الإنساني ، فلسفة التاريخ في المنظور الإسلامي ، أصول الوعي التاريخي من منظور مهدوي ، فلسفة الغيبة ( أبعاد الغيبة الصغرى والكبرى ) ، فلسفة الانتظار ، فلسفة الدور وتعجيل الظهور
كتاب الإمام المهدي عليه السلام والظواهر القرآنية للشيخ محمد السند ، دراسة تستعرض الحركات الإصلاحية عبر التاريخ من خلال الرؤية القرآنية وتقارنها مع حركة الإمام المهدي عليه السلام ، 1431هـ
أوجه التشابه بين الإمام المهدي زموسى –ع- وعلى غيبة موسى عن قومه وهناك غيبة ثانية لموسى وهناك سنة إليهة لظاهرة اختفاء وغيبة الأنبياء
فيستهلُّ القرآن الكريم في بدء غيبة النبيّ يوسف عن أبيه وذويه وأهله وخاصّته بذكر المؤامرة التي دُبّرت وكيدت له من قِبَل إخوته الطامعين في إبادته وتصفيته، بما سوَّلت لهم أنفسهم في المخطَّط الذي دبَّروه، وهو جعله في البئر وغيابت الجُبّ. فلا يأتي آتٍ ويقول: ما صلة الجُبّ وغيابت الجُبّ ووضع يوسف فيه والتآمر عليه وهو في الجُبّ بعقيدة الإمام المهدي عليه السلام، ويروق لهم استرخاصاً لذهنيتهم التشنيع والهَرْج بالسرداب .
إذن الغيبة في المصطلح القرآني والمفهوم القرآني وفي الحقيقة القرآنية التي تتكرّر في ظواهر القرآن المتّصلة بالعقيدة بالإمام المهدي هي أنَّ الغيبة بمعنى عدم الشعور بالغائب، لا عدم وجود الغائب،
ويوسف حصلت له الغيبة وهو في صغره، قبل أن يبلغ أشدّه، وهي كما مرَّت بنا في النبيّ موسى عليه السلام أيضاً فقد حصل له الخفاء والغيبة في صغره، وهذا ما حصل للإمام المهدي عليه السلام، وهذا تدبير الله لوليّه المصلح المنقذ الذي يريد أن يظهره الله على الدين كلّه ولو كره المشركون
كما حصل الحال كذلك في الإمام المهدي عليه السلام، فقد ذكر الذهبي في (تاريخ الإسلام) في ترجمة الإمام الحسن العسكري ولادة الإمام المهدي محمّد بن الحسن، ولكنَّه عقَّب بعد ذلك وقال: إنَّه عُدم
قال الذهبي في (تاريخ الإسلام ١٩: ١١٣) في ترجمة الإمام الحسن العسكري عليه السلام ما نصّه: (الحسن بن علي بن محمّد بن علي الرضا بن موسى بن جعفر الصادق. أبو محمّد الهاشمي الحسيني أحد أئمّة الشيعة الذين تدعي الشيعة عصمتهم. ويقال له: الحسن العسكري لكونه سكن سامراء، فإنَّها يقال لها: العسكر. وهو والد منتظر الرافضة. توفّي إلى رضوان الله بسامراء في ثامن ربيع الأوّل سنة ستّين، وله تسع وعشرون سنة. ودفن إلى جانب والده. واُمُّه أمَة. وأمَّا ابنه محمّد بن الحسن الذي يدّعوه الرافضة: القائم الخلف الحجّة، فولد سنة ثمان وخمسين، وقيل: سنة ستّ وخمسين. عاش بعد أبيه سنتين ثمّ عُدم، ولم يعلم كيف مات. واُمّه اُمّ ولد. وهم يدَّعون بقاءه في السرداب من أربعمائة وخمسين سنة، وأنَّه صاحب الزمان، وأنَّه حيّ يعلم علم الأوّلين والآخرين
يتحدث المؤلف عن الإمام المهدي والخضر
ظاهرة الخضر، والتي سنخوض فيها بشكل مفصَّل إن شاء الله والتي عنوانها: رجال الغيب، أي الرجال الذين هم أولياء لله ضمن مجموعة ومنظومة وشبكة تقوم بأدوار قطبها خليفة الله في الأرض وهو الإمام المهدي عليه السلام، هذه المجموعة تلتفّ في منظومة حول خليفة الله في الأرض كظاهرة ثالثة تقوم بأدوار وبرامج إلهية تقع في المفاصل المهمّة لمسير البشر من حيث لا يشعر البشر بأدوارهم، وهذه بيعة الخفاء الذي هم فيه، هذه الظاهرة الثالثة حالياً سنخوض فيها بشكل مفصَّل ( ظاهرة رجال الغيب )
الظاهرة الثالثة التي نتكلَّم فيها حالياً هي وجود مجموعة ومنظومة تقوم بأعمال خفيّة وفي ستار الغيب وتسمّى برجال الغيب، (فَوَجَدا عَبْداً مِنْ عِبادِنا)، إذن ليس هو عبد واحد له هذه البطاقة القرآنية الخاصّة في تعريفه، بل هو من ضمن مجموعة هويّتها القرآنية حسب ما يبيّن القرآن الكريم: (آتَيْناهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنا)، إذن لديه رحمة لدنّية من عند الله عز وجل (وَعَلَّمْناهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْماً) (الكهف: ٦٥ ) هذا وفصل الشيخ محمد السند في كتابه غيبة الإمام المهدي عليه السلام ودوره في عصر الغيبة الكبرى عن الحكومة الخفية ودورها في تدبير أمور الناس
يرد الشيخ السند عمن يتكر وجود المهدي :
كم هي سطحية وخاوية تلك الإشكالات وذلك التهريج الذي يواجه بها الخصوم مدرسة أهل البيت عليهم السلام والتي مفادها: كيف يكون الإمام مع كونه إماماً معيّناً من الله غائباً أكثر من ألف سنة؟ وفهمهم للغيبة بمعناها الخاطئ طبعاً، وهو أنَّه المبتعد عن ساحة التدبير، المنكفئ عن التصدّي لإدارة الأمن، في حين أنَّ الغيبة تعني الخفاء، وأنَّه يقوم بأدوار خفيّة مهمّة في مسير البشر من دون أن يعلم به الآخرون
ويتحدث عن أهمية العلم اللدني وكيف أن الخضر علم النبي موسى بامور لم يصبر عليها كذلك أقر المسلمون بنزول عيسى وصلاه خلف المهدي من ولد فاطمة ياتي أحدهم ويرفض ذلك وهذا جهل بسنة إلهية
وقال الشيخ السند :
أنقل هنا عبارة لخبير أمني استراتيجي فرنسي يُدعى (فرانسوا توال) كتب كتابه (الجغرافيا السياسية للشيعة) بعد سقوط الطاغية صدام ونشر في مراكز الدراسات الغربية حيث يذكر فيه أنَّ الاعتقاد بالإمام المهدي يضخّ وينبض بالأمل وبالإرادة وبالثبات وبقوّة الاستقامة وقوّة الشخصية لأتباع أهل البيت، لأنَّ وجود الأمل يجعلهم لا ينكسرون ولا ييأسون ولا يستيئسون، بل حينئذٍ يدوم ثباتهم وغايتهم وقوّتهم، وكذلك ذكر في كتابه أنَّ معنى الغيبة للإمام المهدي عليه السلام يعني فيما يعنيه الخفاء في الحركة والنشاط وحيوية الحركة في أفق واسع متّسع في الغيبة
كلام لوزير الدفاع الأمريكي كتبه في مجلة اسمها ما ترجمته (الشؤون الخارجية الأمريكية) في عددها الصادر في (٢٠٠٢م) لعدد شهر مايو الشهر الخامس والسادس الميلادي، حيث تحدَّث عن التحوّلات العسكرية في المنطقة وفي العالم، قال: (إنَّ التحدّي الذي يواجهنا في القرن الجديد تحدٍّ مختلف، علينا الدفاع عن أمّتنا ضدّ المجهول غير المعلوم غير المرئي وغير المتوقّع) هكذا يمكننا مواجهة وهزيمة الخصوم الذين لم يبرزوا بعد ليتحدّونا
وأخيرا يتحدث الشيخ السند عن الحراسة الإلهية وخفاء المهدي عن الظاهرة السادسة : الإمام المهدي وعبسيى ( غيبة المهدي وغيبة عيسى )
جمع الشيخ كريمي الجرهمي مجموعة من الروايات تحت عنوان : رعاية الإمام المهدي للمراجع والعلماء
نبذة عن الكتاب
وخلاصة الأمر أن مختلف الموضوعات المتعلقة بموضوع الإمام المهدي الموعود أخضعت لجهود متنوعة من البحث والدراسة والتقصي . إلا أننا لم نصادف حتى الآن كتاب آختص بجمع ما تواتر من الأخبار والقصص والحكايات التي تنبي عن رعاية الإمام المهدي للفقهاء والعظام والعلماء والأعلام، وتشير إلى توجهه إليهم بالخصوص وقد اتفق أن توجه أحد طلبة العلوم الدينية بسؤال حول ما يشير من تراثنا الثقافي والتاريخي إلى رعاية الإمام المهدي لخصوص المراجع والمجتهدين وعنايته بهم . وقد اكتفينا حين الإجابة بذكر حادثة الفتوى التي أفتى بها الشيخ المفيد ( رضوان الله عليه ) بخصوص المرأة المتوفاة وجنينها حي ، وبضعة أمثلة أخرى مشابهة لعدم تصدينا حينها لبحث الموضوع بشمولية ودقة . بيد أنه ونتيجة لأهمية هذا الموضوع ، ارتأينا أن نتابع دراسته وجمع شتاته ، فكانت النتيجة كتاب رعاية الإمام المهدي (عج) للمراجع والعلماء الأعلام الذي بين يدي القارىء الكريم .
أخيرا هناك مئات الكتب التي صنفها علماء الشيعة في العصر الحديث لكن اكتفينا بالعرض ما سبق
بعض مصنفات علماء الشيعة تذكر لقاءات الإمام المهدي :
لقد كتب علماء الشيعة الإمامية أن يرصدوا اللقاءات التي تمت بين الإمام المهدي –عج –وبين شييعته وغيرهم حسب المصلحة ، وتمثل هذه اللقاءات دور الإمام في الأمة وأنه حي يرزق وليس بغائب وأنه يرى الناس وتراه العيون إلا أنهم لا يعرفون هويته ، وأن الإمام يريد أن يثبت للمعاندين ووالمنكرين لإمامته انه يقوم بدوره كإمام وقائد لأمته بل ولغيرها ،
أن هذا الكم من الكتب التي تعالج هذه اللقاءات يجعل المراقب والمحلل والمحقق والباحث المنصف لا يشك في وجود الإمام
كتاب الكافي للشيخ الكليني ت328 أو 329هج ، من كتاب الحجة ذكر روايات وعددها (15) تحت باب في تسمية من رآه –ع-
كتاب الغيبة لمحمد بن إبراهيم النعماني الكاتب ت 350هج ، وهو تلميذ الشيخ الكليني عليهما الرحمة ، ويذكر فصلاً عمن رأى الإمام –عج -
وفي دلائل الإمامة لمحمد بن جرير بن رستم الطبري ت 358هج يقول في ص 269 معرفة من شاهده في حياة أبيه ، وفي ص 277 يذكر معرفة شيوخ الطائفة الذين عرفوا صاحب الزمان في مدة مقامه بسر من رأى بالدلائل والبراهين والحجج الواضحة ، وفي ص 289 يقول : معرفة من شاهد صاحب الزمان في حال الغيبة وعرفه من أصحابنا
كتاب " كمال الدين وتمام النعمة " للشيخ الصدوق ت381هج وقد كتب باب ذكر من شاهد القائم ورآه وكلمه وفي هذا الباب (26) رواية
وكتب الشيخ المفيد ت413هج في " الإرشاد " باب من رأى الإمام الثاني عشر عدد (10) روايات
كتاب الغيبة لشيخ الطائفة الطوسي ت460هج ، ذكر أخبار بعض من رأى صاحب الزمان عليه السلام وهو لا يعرفه أو عرفه فيما بعد .
يذكر الأربلي في " كشف الغمة في معرفة الأئمة " فصل ذكر أسماء الذين شاهدوا الإمام ورأوا دلايله وخرج إليهم توقيعاته وبعضهم وكلاؤه ، حوالي 50 اسماً ( ص532 ) ، وفي مورد آخر من كتابه ص 449 قال ذكر من رأى الإمام الثاني عشر وطرف عن دلائله وبيناته .
كتاب المنتقى من السلطان المفرج عن أهل الإيمان ، تأليف السيد بهاء الدين علي بن غياث الدين النيلي من ذرية زيد بن علي الشهيد ، من اساتذته العلامة الحلي ت673هج ومن أشهر تلامذته أحمد بن محمد بن فهد الحلي ت 841هج ، ولادة المؤلف قبل سنة 740 هج وكان حياً في 803 هج لأن ابن فهد الحلي ذكره في كتاب المهذب البارع وروى عنه دون أن يترحم عليه ، للمؤلف مصنفات كثيرة منها في المهدي مثل كتاب الغيبة وكتاب سرور أهل الإيمان في علائم ظهور صاحب الزمان ، وهذه الكتب من مصادر بحار الأنوار للمجلسي ، ذكر المؤلف (16 ) حكاية لمن تشرف ورأى الإمام المهدي ( ملف 2 المكتبة الاكترونية ، مركز الأبحاث الإسلامية للمهدي ، رقم 69 )
والمجلسي في البحار ج52 ذكر تحت باب " ذكر من رآه صلوات الله عليه " بعض الحكايات ( 55 حكاية ) وتحت باب من ادعى الرؤية في الغيبة الكبرى توجد قصص وحكايات ، وأيضا تحت باب نادر في ذكر من رآه قريباً من زماننا
وفي ج53 من البحار ونقلاً من كتاب جنة المأوى للشيخ الميرزا النوري ذكر المجلسي (59حكاية ) تحت باب في ذكر من فاز بلقاء الحجة في الغيبة
جاء في كتاب " جامع كرامات الأولياء "، ليوسف بن إسماعيل النبهاني ، ت1305هج ، تحقيق إبراهيم عطوة عوض ، ج2 ، دائرة المعرفة ، بيروت بدون سنة طبع ، ص 40 : نقلاً عن الشيخ الشعراني قصة التقاء حسن العراقي الذي كان يعيش في دمشق حياة لهو وطرب ، إلا أنه انتبه وندم وتاب على أفعاله فدخل ذات مرة جامع بني أمية فسمع شخصاً جالساً على كرسي يتحدث عن المهدي وكراماته فاشتاق إلى لقائه وكان يدعو الله خاصة في سجوده لكي يلتقي بالمهدي ، وفي ليلة وبعد صلاة المغرب جاءه رجل وقال لقد استجاب الله لدعائك أنا المهدي ، قال : تذهب معي إلى الدار ، قال نعم وخلى له مكاناً ، فأقام عنده سبعة أيام وعلمه ورداً وقال تصوم يوم وتفطر يوم وتصلي كل ليلة خمسمائة ركعة
وفي كتاب إلزام الناصب للشيخ علي اليزدي الحائري المتوفي 1333هج ، ج1 في ص 391 يذكر من رأى المهدي في حياة أبيه 14 نفراً ، وفي زمن الغيبة الصغرى 15 نفراً
وفي كتاب " منتهى الأمال " لعباس القمي ت 1359هج ، ج2 ، ص753 فصل من حاز شرف ملاقاة الإمام الحجة في الغيبة الصغرى ، توجد 23 حكاية
جاء في كتاب " منتخب الأثر في الإمام الثاني عشر " للطف الله الصافي بيروت 1983 ، تحت عنوان فيمن رآه في حياة أبيه 10 روايات ، وفي ذكر من تشرف برؤيته في زمن الغيبة الصغرى 23 رواية ، وفيمن رآه في الغيبة الكبرى 8 روايات ، وفي ص 386 يذكر الصافي بعض كتب ألفت فيمن رأى القائم –عج- مثل : بغية الطالب ، وكتاب تذكرة الطالب فيمن رأى الإمام الغائب ( 300 اسم ) وكتاب تبصرة الولي فيمن رأى القائم المهدي للبحراني
كتاب تاريخ مقام صاحب الزمان في الحلة ، تأليف أحمد علي مجيد الحلي ، تحقيق مؤسسة آل البيت لإحياء التراث ، النجف الأشرف 1425 هج : ذكر المؤلف (14) حكاية معظمهم من أهل الحلة ممن تشرف بلقاء الإمام المهدي
السيد حسن الأبطحي له كتاب " اللقاء مع صاحب الزمان " ذكر 66 حكاية عمن رأى الإمام المهدي –عج- طبعة بيروت 1411هج – 1991
ولأبطجي كتاب آخر وهو " الكمالات الروحية عن طريق اللقاء بالإمام صاحب الزمان " مؤسسة البلاغ طبعة بيروت 1414هج – 1994م ، وذكر 43 قصة لمن فاز بلقاء الإمام المهدي –عج-
كتاب موسوعة توقيعات الإمام المهدي لمحمد تقي أكبر نجاد ، طبعة قم سنة 1427 هج ، توجد (36 ) لقاء مع صاحب الزمان منذ بداية عصر الغيبة الصغرى وإلى أيام بناء مسجد جمكران على يد حسن بن مثلة الجمكراني
وفي كتاب تاريخ الغيبة الصغرى للسيد محمد الصدر جاء ذكر من تشرف برؤية الإمام أيام حياة أبيه الإمام الحسن –ع- وكذلك حكايات لم فاز بلقائه في عصر الغيبة الصغرى ، كذلك في كتابه تاريخ الغيبة الكبرى
ذكر السيد محمد كاظم القزويني في كتابه " الإمام المهدي من المهد إلى اللحد " اسماء بعض الكتب القديمة لعلماء الشيعة السلف مثل كتاب تبصرة الولي فيمن رأى القائم المهدي للسيد هاشم البحراني وكتاب تذكرة الطالب فيمن رأى الإمام الغائب وكتاب دار السلام فيمن فاز بسلام الإمام للشيخ محمود الميثمي العراقي وكتاب بدائع الكلام فيمن اجتمع بالإمام للسيد جمال الدين محمد بن الحسين اليزدي الطباطبائي وكتاب البهجة فيم نفاز بلقاء الحجة للميرزا محمد تقي الألماسي الأصفهاني وكتاب العبقري الحسان في تواريخ صاحب الزمان للشيخ علي أكبر النهاوندي
وذكر السيد محمد كاظم القزويني (10 ) حكايات لمن فاز في لقاء المهدي في كتابه السابق .
كتب أهل السنة والجمهورفي المهدي :
فراجع كتب أهل الجمهور مثل أربعين الحافظ أبي نعيم الأصبهانيّ، و البيان في أخبار صاحب الزّمان لأبي عبد اللّه محمّد بن يوسف الكنجيّ الشّافعيّ المتوفّى س 658، و البرهان في علامات مهديّ آخر الزّمان للعلّامة المتّقي صاحب منتخب كنز العمّال المتوفّى س 975، و العرف الورديّ في أخبار المهديّ للسيوطيّ المتوفّى س 911، و القول المختصر في علامات المهديّ المنتظر لابن حجر المتوفّى س 974، و عقد الدّرر في أخبار المنتظر للشّيخ جمال الدّين يوسف الدّمشقيّ من أعلام القرن السّابع، و التّوضيح في تواتر ما جاء في المهديّ المنتظر، و الدّجّال، و المسيح للشّوكانيّ المتوفّى 1250.
فالمسلم الذي يؤمن بحياة عيسى، بل و حياة الدجال الكافر، و خروجه في آخر الزمان، و بحياة خضر و إدريس، و يروى عن نبيه( ص) في أصح كتبه في الحديث كصحيح مسلم-- و ترمذي و سنن أبي داود، و ابن ماجه باب ذكر ابن صياد و خروج الدجال و احتمالهم كون ابن صياد هو الدجال- و يروى عن تميم الدارى ما هو صريح في أن الدجال كان حيا في عصر النبيّ صلّى اللّه عليه و آله. و أنّه يخرج في آخر الزمان،
قال الشيخ الأكبر محي الدين العربي المتوفّى 638 في الباب السادس و الستّين و ثلاثمائة-- من كتابه المعروف بالفتوحات:« و اعلموا أنّه لا بدّ من خروج المهدى عليه السلام، لكن لا يخرج حتّى تمتلئ الأرض جورا و ظلما، فيملؤها قسطا و عدلا، و لو لم يكن من الدنيا الا يوم واحد يطول اللّه تعالى ذلك اليوم حتّى يلي ذلك الخليفة، و هو من عترة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله من فاطمة- رضى اللّه عنها-، جده الحسين بن عليّ بن أبي طالب، و والده حسن العسكريّ
الأدلة التاريخية ومفسرو القرآن على إطالة العمر :
قصة الخضر ( العبد الصالح ، سورة الكهف )
هل هو حى أو ميت ، فقد اختلف فى ذلك ، فقال النووى وجمهور العلماء : إنه حى موجود بين أظهرنا الآن ، وهذا الرأى متفق عليه عند الصوفية وأهل الصلاح والمعرفة
لم يرد نص صرح فى كونه مات أو ما زال حيا حتى يقتله الدجال ، أو أن له لقاء آت مع بعض الأنبياء أو الأولياء ، أو أنه يلقى السلام على بعض الناس فيردون عليه التحية . كل ذلك ليس له دليل يعتد به . وفى الوقت نفسه لا يترتب على الجهل به عقاب ، ولا يؤثر على إيمان المؤمن ، فهو ليس من العقائد التى كلفنا بها الدين ، وأولى ألا نشغل بالبحث عنها كثيرا ، وفى كتب التفسير والتاريخ متسع لمن أراد المزيد .
ذكرت قصة الخضر مع سيدنا موسى في سورة الكهف : كما ذكر من أهل العلم أن الخضر – صلى الله عليه وسلم – من أنبياء الله تعالى، وقد ذكر الله جزء من قصته في القرآن الكريم مع سيدنا موسى وبدأت أحداث القصة أن موسى ، لكن القرآن لم يذكر ما جرى للخضر بعد لقائه بموسى
جاء في كتاب البداية والنهاية:
«وقال أبو حاتم سهل بن محمد بن عثمان السجستاني: سمعت مشيختنا منهم أبو عبيدة وغيره قالوا: إن أطول بني آدم عمرًا الخضر، واسمه خضرون بن قابيل بن آدم
قال الثّعلبيّ: هو نبيّ على جميع الأقوال معمّر محجوب عن الأبصار.» وسبب تعميره قول ابن عباس «نسيء للخضر في أجله حتّى يكذّب الدّجال
قال كعب الأحبار :
أربعة من الأنبياء أحياء أمان لأهل الأرض: اثنان في الأرض الخضر وإلياس، واثنان في السماء إدريس وعيسى
هناك من ذكر ان القرطبي والنووي وابن الصلاح أن الخضر حي
أقول : لعل قصة الخضر وعدم اتفاق بعض العلماءعلى أنه حي يرزق أو أنه مات قبل بعثة النبي (ص) تشبه قصة ابن صياد – الدجال – لأن ما يسمى " رجال الغيب " مع لهم من دور وتأثير في الكون وفأن الأدلة على وجودهم واضحة لكن هناك عوامل تمنع على على وجودهم لأنهم لا يعرفون الناس بهويتهم وإنما كأناس " عاديين " كما بالننسبة للعبد الصالح أو الخضر فقد حكى قرآن قصته ولم يعلم به كهوية إلا النبي موسى وصاحبه أو وصيه ، كذلك هذا ينطبق على النبي عيسى -ع- أنه لم يمت بل رفعه الله ولم يكشف القرآن عن دوره بعد الرفع بينما ذكرت روايات العامة والخاصة وانه سينزل في آخر الزمان ويصلي خلف إمام المسلمين وهو المهدي –عج- .
ابن صياد / الدجال
أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- فيما يروي الإمام البخاريُّ في صحيحه من طريق أنس -رضي الله عنه-: "ما بُعث نبيٌّ إلا أنذَر أُمّته الأعورَ الكذَّاب، ألا إنَّه أعوْرُ، وإنَّ ربَّكُم ليسَ بأعور، وإن بين عينيه مكتوبٌ: كافرٌ
فقال عمر رضي الله عنه: دعني يا رسول الله أضرب عنقه. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن يكُنْه فلن تُسلَّطَ عليه، وإن لم يكنه فلا خير لك في قتله"، كما يرويه البخاري ومسلم في صحيحهما صحيح البخاري حديث رقم (7131 صحيح مسلم خديث 2937 .
أن أبا ذر -رضي الله عنه- من خلال تتبعه لخطوات الفتى ابن صيّاد أو ابن صائد وأخباره رأى فيه أمورا غريبة تخالف طبائع الناس وعاداتهم، فكان يقول لمَن يسألونه: "لأن أحلفَ عشر مرات أن ابن صائد هو الدجال أحبُّ إلي مِن أن أحلف مرة واحدة أنه ليس به .
كان رغم ذلك ظل مُريبا لأهل المدينة وعلى رأسهم كبار الصحابة والتابعين حتى اختلفوا في وفاته، فمنهم مَن يقول إنه مات وصلّى عليه الناس، ومنهم من يقول إنه فُقد في معركة الحرَّة الشهيرة التي واجه فيها أهل المدينة جيوش يزيد بن معاوية سنة 63هـ، فكان ابن صائد أو الدجال غريبا في حياته وغريبا في مماته!
علاقة سورة الكهف بالعصمة من المسيح الدجال :
جاء في صحيح مسلم وغيره قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَمَنْ أَدْرَكَهُ مِنْكُمْ فَلْيَقْرَأْ عَلَيْهِ فَوَاتِحَ سُورَةِ الْكَهْفِ» . وَفِي رِوَايَةٍ «فَلْيَقْرَأْ عَلَيْهِ بِفَوَاتِحِ سُورَةِ الْكَهْفِ فَإِنَّهَا جوارُكم من فتنته.
وَعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ حَفِظَ عشر آيَات من أول سُورَة الْكَهْف عصم من فتْنَة الدَّجَّال» . رَوَاهُ مُسلم
قصة إخفاء ميلاد إبراهيم عن نمرود
تفسير البغوي: قال أهل التفسير: ولد إبراهيم -عليه السلام- في زمن نمرود بن كنعان، وكان نمرود أول من وضع التاج على رأسه، ودعا الناس إلى عبادته، وكان له كهان ومنجمون، فقالوا له: إنه يولد في بلدك هذه السنة غلام يغيّر دين أهل الأرض، ويكون هلاكك، وزوال ملكك على يديه، يقال: إنهم وجدوا ذلك في كتب الأنبياء -عليهم السلام-
وقال محمد بن إسحاق: بعث نمرود إلى كل امرأة حبلى بقرية، فحبسها عنده، إلا ما كان من أم إبراهيم -عليه السلام-، فإنه لم يعلم بحبلها؛ لأنها كانت جارية حديثة السن، لم يعرف الحبل في بطنها.
وقال ابن عباس-رضي الله عنهما-: لما حملت أم إبراهيم، قال الكهان لنمرود: إن الغلام الذي أخبرناك به قد حملته أمّه الليلة، فأمر نمرود بذبح الغلمان، فلما دنت ولادة أم إبراهيم -عليه السلام-، وأخذها المخاض، خرجت هاربة؛ مخافة أن يطلع عليها فيقتل ولدها، فوضعته في نهر يابس، ثم لفته في خرقة، ووضعته في حلفاء، فرجعت، فأخبرت زوجها بأنها ولدت، وأن الولد في موضع كذا وكذا، فانطلق أبوه، فأخذه من ذلك المكان، وحفر له سربًا عند نهر، فواراه فيه، وسدّ عليه بابه بصخرة مخافة السباع، وكانت أمّه تختلف إليه فترضعه .
قصة إخفاء ميلاد موسى عن فرعون
هناك سور قرآنية عن ميلاد موسى –ع- وكيف لم يعلم فرعون بميلاد وتربى في قصر فرعون مثل سورة القصص / 7 و8 و9
بعد النبي يوسف حكم مصر ملك جبار كان المصريون يعبدونه. ورأى هذا الملك بني إسرائيل يتكاثرون ويزيدون ويملكون. وسمعهم يتحدثون عن نبوءة تقول إن واحدا من أبناء إسرائيل سيسقط فرعون مصر عن عرشه. فأصدر الفرعون أمره ألا يلد أحد من بني إسرائيل، أي أن يقتل أي وليد ذكر .
كتاب قصة موسى عليه السلام مع فرعون بين القرآن والتوراة ، نضال عباس جبر دويكات 2006 جامعة النجاح الوطنية
دراسة مقارنة ( مع موسى من الميلاد إلى البعثة في كتاب الله ، ص32 ، )
أقدم فرعون خلال تلك الفترة على ذبح جميع الأطفال في بني إسرائيل وعمل على استحياء النساء، وخلال تلك الفترة جاء المخاض إلى أم موسى وقد كتمت أمر ولادة الصبى خوفا عليه من أن يذبح مثل ما فعل فرعون مع باقي الأطفال وقد ألهمها الله عز وجل أن تضع الصبى الصغير في صندوق وتضعه في النهر لكى يقع في أيدي أمينة بعيدا عن فرعون وبطشة، وقد أنتهي الأمر بالصندوق أمام قصر فرعون..
في الختام :
لقد حاول النواصب الذين يكرهون ويحقدون على أهل البيت –ع- وعلى شيعتهم أن يخمدوا نور الله ورسوله ووليه في بيان الحق على مر التاريخ إلا أنهم قد فشلوا ، كتبنا قبل سنين : بحث " كسر الصنم وتوحيد الأمم " ويتناول : طلب الحق من الله تعالى ، وأسباب عدم الإذعان للحق وكسر الصنم ، حيث أن النواصب لم يكسروا صنمية الباطل في نفوسهم وبالتالي لا يؤمنون بأحقية أهل البيت في قيادة الأمة ويتمسكون بمن تلطخ يده بدماء الصحابة والتابعين لأنه حكم المسلمين بالسيف والقوة ، وهناك من استبصر واتبع مذهب أهل البيت –ع- بسبب كذب رموز أهل السنة من امثال ابن تيمية وغيره (كتاب الزلزال ، هشام آل قطيط ، ص11 ، دار المحجة البيضاء بيروت 2005 ) ، وحاول علماء الشيعة الإمامية أن يقربوا بين مذاهب الإسلام ولكن تلامذة ابن عبدالوهاب رفضوا ذلك ، وإن تلامذة ابن تيمية وتلامذة ابن عبدالوهاب لا يتبعون الحق ويتمسكون بالأحاديث المجهولة والضعيفة من أجل عبادة صنم بني أمية مثل تأييد الوليد الفاسق على حساب العقيدة الصحيحة ، ووضع معاوية سيد النواصب أحاديث كثيرة في فضائل الصحابة وعدم روايات فضائل أهل البيت وأقول أن عدم الإذعان للحق بسبب : الحسد وتلبس الحق بالباطل وتقليد الآباء والأجداد والنصب والعناد والإيحاء الشيطاني وصنمية الصحابي ، وتعرضت أخيرا إلى كسر صنم من خلال كسعيد أيوب وأبي الأعلى المودودي والحنف بن قيس وأبي أيوب الأنصاري والمستبصرون .
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق