السبت، 26 أكتوبر 2013

دراسة : أثر الإنفاق على الدروس الخصوصية على ميزانية الأسرة الكويتية _1



دراسة : أثر الإنفاق على الدروس الخصوصية على ميزانية الأسرة الكويتية
الباحثان : سلمان الشطي ، عباس سبتي
سبتمبر 2012م

مقدمة :
     تؤرق الدروس الخصوصية بال مسئولي التعليم في الدول العربية  وغيرها، وقد تصدى هؤلاء بكل الطرق والسبل من أجل الحد أو القضاء على الدروس الخصوصية لما لها من آثار سلبية على الطلبة وعلى تحصيلهم الدراسي وعلى وأولياء أمورهم وعلى سمعة المعلمين وعلى الإدارة المدرسية والتوجيه الفني ... .
     لقد تناولت الدراسات التربوية ظاهرة الدروس الخصوصية مع التركيز على أسبابها وطرق علاجها إلا أن المسئولين في التربية والتعليم لم يكتب لها النجاح في  الحد من هذه الظاهرة ، حتى وصل الأمر إلى تأييد أولياء الأمور بالتحاق أبنائهم بالدروس الخصوصية كما أشارت أحدث دراسة بنسبة 86% ( الصالحي وملك والكندري ، الكويت 2011 ) ، فهل وصل الأمر أن ينفق أولياء الأمور من ميزانية الأسرة من أجل شراء نجاح وتفوق أبنائهم ؟ علماً بأن هناك أصواتاً تصرخ بتفشي ظاهرة الدروس الخصوصية وأنها تشكل أعباء مالية على كاهل رب الأسرة .
     كذلك بذلت وزارة التربية جهوداً من أجل الحد من الدروس الخصوصية إلا  لم يحقق لا ذلك حيث أن دروس التقوية بأسعارها الرمزية لم تثني أولياء الأمور من التحاق أبنائهم بالدروس الخصوصية وقد يعني ذلك فقد الثقة بالمدارس ، خاصة لمن يريد أن ينجح ابنه في بعض المواد أو أن يتفوق في مادة ما أو أن يحافظ على تفوقه في المواد ، ولعل هناك أسباباً كثيرة وراء تردي المستوى التحصيلي للطلبة ، مما يعني أن لا يثق الأولياء بطريقة التدريس والتعليم لأبنائهم في المدارس الحكومية ، ولذا توجد شريحة كبيرة من أولياء الأمور تلحق أبنائها بالمدارس الخاصة لأن التعليم فيها أفضل من التعليم في مدارس الحكومة .
     ورغبة من بعض الدول وسعياً لها للقضاء او كحد ادنى للحد من الدروس الخصوصية فقد  وظهر تعاون بين بعض الدول للتصدي لظاهرة الدروس الخصوصية فقد اتفقت الكويت وكوريا الجنوبية لعام 2007 على ذلك (موقع جريدة الدار الاكتروني  ) فهل يعني ذلك انتشار ظاهرة الدروس الخصوصية في  كثير من الدول العربية وغير العربية ؟

ملخص الدراسة
     تعد هذه الدراسة الاولى من نوعها تجرى بدولة الكويت بشأن " أثر الإنفاق على الدروس الخصوصية على ميزانية الأسرة الكويتية " وتهدف إلى :

-       تنبيه أولياء أمور الطلبة بسلبيات الدروس الخصوصية .
-       إدراك أولياء الأمور بخطورة الإنفاق  على الدروس الخصوصية وأثرها السلبي .
-        إدراك أولياء الأمور أن الإنفاق على الدروس الخصوصية لا تحل مشكلة ضعف الأبناء .

     وقد اتفق معظم أفراد العينة على أسباب الحاق الأبناء بالدروس الخصوصية وهي نفس الأسباب التي ذكرت بالدراسات السابقة مع التركيز على تقاعس وإهمال المعلم وتردي أحوال التعليم ، مع ان نسبة مستوى الأبناء الدراسي ( المتوسط والممتاز ) أكثر ممن التحقوا بالدروس الخصوصية وأن معدل الأبناء الملتحقين قد بلغ (2) لكل أسرة ، ولا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بخصوص متغيرات الدراسة ، وان أكثر المواد الدراسية إقبالاً بالدروس الخصوصية على الترتيب وهي: الرياضيات واللغة العربية واللغة الانجليزية والإحياء .
     ويتبين من استجابات أفراد العينة ان أبناءهم يلتحقون كل سنة دراسية بالدروس الخصوصية بلغت نسبتهم (97،1%) ممن قال ( نعم وأحياناً ) وهذا يعني ان الدروس الخصوصية لم تحسن مستوى الأبناء وتحصيلهم الدراسي .
     وأثر الانفاق على الدروس الخصوصية كان واضحاً أن هذا الانفاق يشكل ضغطاً على الراتب  حيث بلغ عدد الأولياء من قال نعم بلغ ( 123 ) ولي أمر أو أحياناً بلغ ( 70) ولي أمر كذلك يتبين أن من قال نعم ( 32) ولي أمر ومن قال أحياناً ( 45) ولي أمر يستقرضون لإلحاق أبنائهم بالدروس الخصوصية .
     واختلفت استجابات الأولياء بشان ثمن الساعة على المادة الدراسية ما بين ( 10 ) ديناراً بنسبة 66،3% و( 15) ديناراً بنسبة 18% و ( 20) ديناراً بنسبة 15،7% ، واتفق أكثر الأولياء على ان الأبناء يحتاجون ساعتين للمادة الواحدة حيث بلغت نسبتهم ( 57،1%  ) .

     وأشارت الدراسة  ان ما ينفقه ولي أمر الطالب :
1,139,400 ÷ 210 = 5,426 دينار خلال سنة دراسة واحدة
     ان ما تنفقه كل الأسر الكويتية وعددها 240,000 أسرة حسب احصاء في 31/12/2011
     240000 x 5,426 دينار = 1,302,240,000 ديناراً على الدروس الخصوصية خلال سنة دراسية واحدة .

     توجد توصيات إجرائية من اجل التغلب على ظاهرة الدروس الخصوصية ومنع الهدر المالي الذي ينفق على هذه الدروس

الجانب النظري

المفاهيم :
     الدروس الخصوصية :
     هي كل جهد تعليمي مكرر يحصل عليه الطالب منفرداً أو في مجموعة نظير مقابل مادي يدفع للقائم به ، أو هي عملية تعليمية تتم بين الطالب والمعلم يتم بموجبه تدريس الطالب أو مجموعة من الطلبة مادة دراسية أو أكثر بأجر يتفق عليه بين الطرفين ، أو هي تعليم غير نظامي بين المعلم والطالب يتم بموجبه تدريس الطالب مادة دراسية مقابل أجر مادي .

     ميزانية الأسرة :
     يقصد بها  المدخول الشهري للأسرة سواء من راتب الزوج  أو راتبي الزوجين معا أو من أي مصادر أخرى .


الدراسات السابقة :
     دراسة ( صالحي وملك والكندري 2011) بشأن «الدروس الخصوصية في المرحلة الثانوية بدولة الكويت.. الواقع والأسباب والعلاج " وأوضحت الدراسة أن الدروس الخصوصية منتشرة انتشارا واسعا بين طلاب التعليم الثانوي في البلاد، حيث أكد 68.79% من الطلاب عينة الدراسة، أنهم يلجأون إلى  الدروس الخصوصية  وقد ترجع هذه النتيجة إلى رغبة الطلاب في الحصول على المعدل التراكمي المناسب الذي يتيح لهم الفرص للالتحاق بإحدى كليات جامعة الكويت الحكومية أو الأهلية أو الجامعات الخارجية .

     دراسة وزارة التربية ( الكويت ) عن أسباب ظاهرة الدروس الخصوصية في البلاد, حيث كشفت النقاب عن 76 سببا تؤكد أنه لا تعليم حقيقي في الكويت .
     وأكدت الدراسة, التي شملت 2018 من الطلبة وأولياء الأمور في المحافظات الست, أن الطلبة لم يتم تعويدهم على الاعتماد على النفس منذ الصغر, الأمر الذي جعلهم يعتادون على الدروس الخصوصية 
( جريدة السياسة الكويتية 18/6/2011)

     دراسة سمر فرح ( 2011 ) من كلية دبي للإدارة الحكومية نشرتها   صحيفة البيان الإماراتية و أشارت الدراسة أن  65 % من طلاب الثانوية يتلقون دروساً خصوصية ، وتوضح الدراسة أن 52.5%  من المعلمين الذكور الذين يعطون الدروس الخصوصية هم نفس المعلمين الذين يقومون بتدريس طلابهم داخل الفصول ، بينما   نسبة المعلمات هي % 7  ، ويطلق على هذا التعليم ( الدروس الخصوصية ) التعليم في الظل نظراً لطبيعته غير الرسمية وتنمو بشكل كبير في كثير من الدول وتمثل 3% من الناتج المحلي الإجمالي لبعض الدول .

     دراسة أعدتها وزارة التربية بدولة الإمارات ( أغسطس 2010) أشارت : تنفق 27٪ من العائلات الإماراتية التي لديها أبناء في مدارس، 1436 درهماً شهرياً على الدروس الخصوصية لأولادها، أي ما يعادل 4.8٪ من إجمالي الإنفاق المنزلي .

     وبحسب الدراسات المنشورة، قارب الإنفاق على الدروس الخصوصية في اليونان نحو 1.7 مليار يورو في عام .2007 وفي ألمانيا، بلغت قيمة هذا الإنفاق 1.5 مليار يورو في ،2009 بينما وصل حجم الإنفاق على الدروس الخصوصية في كوريا الجنوبية إلى 24 مليار دولار أميركي في ،2006 أي ما يعادل 2.8٪ من الناتج المحلي .
( موقع الإمارات اليوم الاكتروني 11/12/2011)

     دراسة المستشار عدلي حسين ( 2010)  أشارت أن الدروس الخصوصية تكلف الأسرة المصرية 16،5مليار جنيه .

     بينما يقول تقرير لجنة الشئون المالية والاقتصادية بمجلس الشورى المصري نشرته مجلة الأهرام الاقتصادي في عددها 22سبتمبر 2003 أن الإنفاق العائلي على الدروس الخصوصية يقدر بنحو 15 مليار جنيه مصري  .

     دراسة جريدة الوطن السعودية ( 2009) : "الوطن" التقت عددا من طلاب مدارس المنارات الأهلية بالمدينة المنورة الذين تولى أغلبهم اختيار معلمه الذي لم يفلح طيلة الفصل الدراسي في إيصال المعلومة لهم وقالوا إن المعلمين اشترطوا مبلغ 4 آلاف ريال لكامل منهج الفصل الدراسي الثاني مقابل ساعة ونصف .

     جريدة الرياض ( 24/ 1/2006) من خلال استطلاع أجرته شمل طلاباً ومعلمين وخبراء تعليم اتضحت صورة الدروس الخصوصية والتي تقاسم فيها المعلم والطالب المسؤولية بينما الضحية الوحيدة في هذا الحديث هو ولي الأمر والذي يدفع دم قلبه من أجل ابنه يقول ولي أمر أن لديه ابناً يدرس في الصف الثالث الثانوي وآخر في الصف الأول الثانوي أدفع لهم وخلال الشهر الذي يسبق وتبدأ فيه الاختبارات مبالغ تصل إلى «2500» ريال على حصص يأخذونها في مواد علمية وأدبية .

     دراسة ناهد رمزي (2010) مستشارة علم النفس بمركز البحوث الاجتماعية والجنائية  أشارت إلى أن 66%من سكان مصر يتلقى أبناؤهم الدروس الخصوصية وأن هذه الدروس تهدد دخل الأسر فقد قالت 39% من أفراد العينة أن ينفقون نصف دخلهم بينما قال 22،6% منهم ينفقون ثلثي دخلهم وقال 18،1% منهم ينفقون ربع دخلهم على الدروس الخصوصية .
( موقع منتدى التصميم التعليمي للتعليم الاكتروني )

     وفق تقرير التنمية البشرية في مصر (2005)، فإن 58 في المائة من الأسر التي تم مسحها أشارت إلى أن أبنائها يأخذون دروساً خصوصية. ويوضح المسح الذي قام به الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء أن الأسر المعيشية تنفق في المتوسط 61 في المائة من إجمالي نفقات التعليم على الدروس الخصوصية .

تاريخ الدروس الخصوصية :
     التعليم بدأ مع بداية الإنسان حيث أن الله عز وجل علم الإنسان ما لم يعلم من خلال تزويده بوسائل يتلقى منها العلم وما يجهله أو يسبب له التحدي فيقبل الإنسان على العلم والتعلم ، ونتيجة لتعقد مناحي الحياة والحاجة إلى بعض الوظائف الخاصة فأن الإنسان يتعلم ويتدرب عليها كي يوفر لنفسه لقمة العيش .
     ويقال أن سقراط الفيلسوف اليوناني هو أول من مارس الدروس الخصوصية وكان يعلم أفلاطون الفيلسوف المشهور ، ثم أصبح أفلاطون معلم أرسطو وهذا لأخير أصبح معلم الاسكندر المقدوني ، وأصبح المعلم الخصوصي معروفاً لدى كبار رجالات الدولة قبل وبعد الإسلام ، وعرف هذا المعلم ب " المؤدب " ، وهناك المطوع أو الملا أو المعلم مسميات معروفة في مجتمعات العصور الوسطى وما بعدها في ظل نظام الكتاب أو الكتاتيب .

المواد التي يقبل عليها الطلبة بالدروس الخصوصية :
     في المرحلة الابتدائية تكون معظم المواد الدراسية التي يدرسها الطالب خاصة لاعتقاد ولي الأمر أن هذه المرحلة مرحلة تأسيس لا بد من يكون الابن قوياً  وقد يساعد المعلم الخصوصي الطالب على كتابة الواجبات .
     في المرحلة المتوسطة تكون المواد الأساسية مثل اللغة العربية واللغة الانجليزية والرياضيات وأحياناً العلوم من المواد التي يتلقى فيها الطلاب الدروس الخصوصية .
     في المرحلة الثانوية أيضا تكون المواد العلمية والأدبية مثل اللغة الانجليزية واللغة العربية  والرياضيات والعلوم بفروعها الفيزياء والكيمياء .

أسباب الدروس الخصوصية :
     توجد أسباب عديدة مثل :

أسباب أسرية :
     تفاخر الأسرة بتلقي الابن الدروس الخصوصية .
     أغلب الطلبة الذين يتلقون الدروس الخصوصية هم من أسر ذات الدخل المحدود .
     تعويد الولد منذ الصغر على تلقي الدروس الخصوصية .
     انشغال الوالدين عن الابن في متابعته دراسياً .
     عدم تربية الابن على الاعتماد على نفسه .
     المشكلات الاجتماعية بين الأبوين وإهمال الأبناء .
     رغبة ولي الأمر حصول الابن على أعلى الدرجات دون مراعاة لتفاوت القدرات بين الأبناء .

أسباب ترجع إلى الابن :
     عزوف عن الدراسة والانشغال بالألعاب الاكترونية .
     رسوب الابن في بعض المواد .
     عدم فهم ووعى الطلبة بطريقة المذاكرة الصحيحة وكيفية تنظيم الوقت .
     كثرة الغياب بعذر وبدون عذر .
     الاتكالية وعدم الاعتماد على النفس .
     تقليد الزملاء بتلقي الدروس .
     بناء على نصيحة المعلم .
     عدم فهم الطالب ما يقوله المعلم في الفصل .
     الخوف من الامتحان ومن الرسوب .

أسباب ترجع إلى المعلم :
     ضعف في المادة العلمية وفي الشخصية .
     كثرة نصاب المعلم من الحصص .
     استغلال بعض المعلمين لظاهرة الدروس الخصوصية كنوع التجارة والربح السريع .
     كثرة غياب المعلم بسبب المرض وغيره .
     تشجيع المعلم الطالب لتلقي الدروس الخصوصية .
     استيراد ثقافة الدروس الخصوصية من قبل 80% من المعلمين الذين مروا بهذه التجربة ونقلوها إلى الدول الأخرى التي يعملون بها واعتماد المجتمع على المعلم الوافد الذي يسعى جهده لتأمين معيشته .

أسباب تتعلق بالمدرسة :
     عدم توفر المناخ المناسب للطالب والمعلم لأداء الواجب على أكمل وجه .
     عدم توفر البيئة التعليمية الجاذبة للطالب .
     التسيب وعدم متابعة الحضور والغياب للطلبة .
     عدم مكافأة المادة العلمية مع زمن الحصة الدراسية مما يؤدي بالمعلم لإلقاء المادة على الطلبة وليس شرحها شرحاً وافياً .

أسباب تتعلق بوزارة التربية  :
     صعوبة المنهج على الطلبة .
     لا تكفي الحصة على شرح المعلم وفهمه لطلبته .
     تشترط الجامعات والكليات القبول بالمجموع العالي .
     كثرة عدد الطلاب في الفصل الواحد .
     تطوير بعض المواد الدراسية المعاصرة وعدم قدرة الوالدين بمساعدة ومتابعة الأبناء إلا بالتحاق ابنهما بالدروس الخصوصية .
     نظام الامتحان الذي يجعل الطالب يعتمد على الحفظ فقط .
     تسهم المدارس الخاصة والأهلية على انتشار الدروس الخصوصية بسبب تدني رواتب مدرسيها وأن هذه الدروس توفر لهم أموالاً طائلة أسوة بمعلمي مدارس الحكومة .
 
سلبيات الدروس الخصوصية :
     توجد سلبيات  عديدة وراء الدروس الخصوصية .
     تجعل الطالب اتكالياً لا يستطيع الاعتماد على نفسه في تلقي العلوم .
     اهدار وقت الطالب فبدلاً من صرف وقته بالمراجعة وكتابة الواجبات المنزلية فأنه يقضيه بتلقي الدروس الخصوصية .
     ارهاق الطالب وقلة النوم خاصة عندما تكون ساعات تلقي هذه الدروس ليلاً وبعد منتصف الليل نتيجة انشغال المعلم بهذه الدروس ، وبالتالي ينام الطالب بعد منتصف الليل وفي الصباح يكون خاملاً  ولا يستفيد من شرح معلم الفصل .
     استهتار بعض الطلاب بالمدرسة وإثارة الفوضى وإخلال نظام الفصل لقناعتهم عدم جدوى الدروس في المدرسة طالما يتلقون الدروس الخصوصية .
     كثرة الأعباء المالية على ولي الأسرة الذي يخصص بعض المبالغ الدروس الخصوصية .
     تراجع مكانة المدرسة كمؤسسة تعليمية في نظر أولياء الأمور وأبنائهم لاعتقادهم أن التعليم الأفضل يكون من خلال الدروس الخصوصية .
     تقاعس بعض المعلمين في أداء عملهم التدريس والاعتماد على الدروس الخصوصية .
     تسريب أسئلة الامتحان وبيعها للطلبة قبل الاختبار .
     التحرش أو الاغتصاب الجنسي يتعرض له الطالب أو الطالبة من قبل المعلم الخصوصي .
     فقدان الثقة بمكانة المدرسة ودورها التعليمي والإرشادي .

 أثر الدروس الخصوصية على ارهاق ميزانية الأسرة :
     جاء في مجلة التجارة ، الرياض في عددها 406 شهر صفر 1417هـ  تحت عنوان تأثير الدروس الخصوصية على ميزانية الأسرة أن بعض الأمهات يضعن مبلغاً من المصروف الشهري للدروس الخصوصية خاصة عند اقتراب الامتحانات  ويتركن الترفيه وشراء الملابس وهناك من تستقرض لتوفير المبلغ المطلوب لهذه الدروس وبعضهن تبيع بعض مجوهراتها  ، وبعض الأسر تلغي السفر في العطلة الصيفية .
     أوردت مجلة اليمامة في عددها 779 بتاريخ 26/2/1404هـ  أنه تم ضبط مدرس خصوصي يجمع 32000ريال شهرياً .
     وحجم الإنفاق على الدروس الخصوصية في دولة الإمارات يقدر بحوالي 205 ملايين درهم ، وصرح أحد أولياء أمور الطلبة أنه انفق  10 آلاف درهم خلال السنة الدراسية على الدروس الخصوصية وان ابنه لم ينجح في بعض المواد .
( موقع منتدى مون الإلكتروني بالإمارات )
     إن ولي الأمر له دور كبير في المشكلة فمع حبه الشديد لابنه ورغبته في ألا يقصر معه في أي شيء يحاول أن يوفر له جميع السبل للنجاح والتفوق و هو ممن يتحمل فاتورتها التي فاقت كل التصورات فأولياء الأمور انتهوا من أعباء وميزانية كل شهر  وبدأت مصروفات بدء العام الدراسي ودخلوا في ميزانية جديدة تستمر معهم طوال العام الدراسي وهي ميزانية الدروس الخصوصية وقد تضاعفت الميزانية هذا العام وبلغت ذروتها نتيجة مبالغة المعلمين في أسعارهم.
وتختلف أسعار الدروس الخصوصية بحسب كل مرحلة تعليمية فالمرحلة الابتدائية أقلهم حيث وصلت الأسعار في المادة الواحدة إلي 800 ريال سعودي  في الشهر بمعدل 3 حصص في الأسبوع، أما المرحلة الإعدادية فتزيد عنها قليلا ليتراوح سعر المادة ما بين 1200 وال 1500 ثم تصل الأسعار إلي ذروتها في المرحلة الثانوية وخاصة الثانوية العامة لتتراوح من 2000 إلى 2500 ريال في الشهر وتختلف المواد الأدبية في المرحلة الثانوية أسعارها عن المواد العلمية .
( صحيفة الوسط البحرينية العدد3137  الأحد 10أبريل 2011 )

     ونتيجة لارتفاع الأسعار فقد ارتفعت أسعار الدروس الخصوصية في السعودية حيث أشارت بعض الإحصائيات أن الأسر السعودية تنفق 70 مليون ريال سعودي على الدروس الخصوصية .
( أحد المواقع الاكترونية ، مارس 2009)

تقرير جريدة الشرق الأوسط ( مايو 2011) عن اقتحام المعلمين والمعلمات السعوديين تجربة الدروس الخصوصية مع وجود مجاميع التقوية في المدارس ومن أسباب إقبال الطلبة على هذه الدروس رفع المعدل لدخول كليات الطب والصيدلة والهندسة والإقبال يكون شديداً على اللغة الانجليزية والمواد العلمية ، ومن الأسباب كثرة الفصول بالطلبة .
( جريدة الشرق الأوسط 31مايو 2011 العدد 11872) 

     وأشارت دراسات وتقارير رسمية في مصر أن الإنفاق العائلي على الدروس الخصوصية قد بلغ 15 مليار جنيه مصري .
( تقرير مجلس الشورى المصري الذي مر ذكره )

     وظهرت دراسات في مصر تبين أن التعليم في طريقه إلى أن يصبح سلعة تجارية تحتاج إلى دعاية وإدارة جيدة ، فقد ذكرت إحدى الدراسات أن الدروس الخصوصية تأخذ 25% من دخل الأسرة وهناك شكوى بتدني التعليم الحكومي مما دفع أولياء الأمور إلى الاعتماد على الدروس الخصوصية ، وأن الجودة التعليمية يجدها صاحب القدرة المالية .
( مجلة المعلم ،جمعية المعلمين ، التعليم التجاري ، سبتي ، 13/12/2009م )

     في دراسة الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر أشارت إلى أن وطأت الدروس الخصوصية تثقل كاهل رب الأسرة المصرية لعامي 2008 و2009 .
( صحيفة الوطن العربي ، العدد 45، الخميس 8/12/ 2011 )

     صرحت إحدى المعلمات السعوديات أن الحصة الواحدة تكلف الطالب 70 ريالاً بينما تدريس الكتاب الواحد يكلف الطالب 1500 ريال في الدروس الخصوصية .
( موقع منتدى طريق السهم السعودي ، أغسطس 2007)

جهود الكويت في مكافحة الدروس الخصوصية :

     أعلنت وزارة التربية أنها نسقت  مع وزارة الداخلية لمداهمة الأماكن التي تقدم دروساً خصوصية وإنهاء خدمات أي مدرس ، كما دعت وزيرة التربية مجلس وكلاء التربية إلى إعداد خطة متكاملة للحد من ظاهرة الدروس الخصوصية (  موقع مدرستي الكويتية : حملة للقضاء على الدروس الخصوصية  ، مايو 2008 ) والآن ونحن نقترب من نهاية سنة 2012 م أي أربع سنوات من تاريخ هذا التنسيق فأن الواقع التعليمي يشهد بازدياد الدروس الخصوصية وبكثرة معاهد ومراكز التي تعلن عن فتح أبوابها لطلبة المدارس في الانخراط بالدروس الخصوصية .

الدراسة الميدانية

مشكلة الدراسة :
     عدم إدراك كثير من أولياء أمور الطلبة خطورة الإنفاق الباهظ على الدروس الخصوصية على الرغم من عدم ضمان الأولياء من نجاح وتفوق الأبناء في الدراسة مع تزايد ارتفاع السلع الاستهلاكية وغيرها والتي تشكل إلى جانب الإنفاق الباهظ لتعليم الأبناء على يد معلمين خصوصيين الأعباء المالية على كاهل هؤلاء الأولياء  ،  بل ماذا بالنسبة للإنفاق الحكومي على الطالب فأين تذهب هذه الأموال لماذا يشتكي أولياء الأمور بتردي التعليم ؟ 
( تكلفة الطالب 3700 دينار كل سنة دراسية عام 2010 )
( موقع مركز الشفافية للمعلومات  الاكتروني)

وسوف تحدد مشكلة الدراسة من خلال الأسئلة التالية :
     هل يشعر الآباء بثقل الأعباء المالية التي تنفق على الدروس الخصوصية ؟
     هل يستقرض الآباء مبالغ أحياناً ليلتحق الأبناء بالدروس الخصوصية ؟
     هل يلتحق الابن أو الابنة بالدروس الخصوصية كل سنة دراسية ؟
     هل يشعر الآباء بتحسن التحصيل الدراسي للأبناء بعد الالتحاق بالدروس الخصوصية ؟

أهداف الدراسة :
     تنبيه أولياء أمور الطلبة بسلبيات الدروس الخصوصية .
     إدراك أولياء الأمور بخطورة الإنفاق  على الدروس الخصوصية .
     إدراك أولياء الأمور أن الإنفاق على الدروس الخصوصية لا تحل مشكلة ضعف الأبناء .

أهمية الدراسة :
     تعد هذه الدراسة من الدراسات النادرة التي تبين أثر الدروس الخصوصية على ميزانية الأسرة وازدياد الأعباء المالية على أولياء أمور الطلبة ، خاصة في المجتمع الكويتي ، وتسهم الدراسة في الحد من ظاهرة الدروس الخصوصية .

فروض الدراسة :
     يدرك ولي أمر الطالب بخطورة الإنفاق على إلحاق ابنه بالدروس الخصوصية ؟
     لا توجد فروق إحصائية بشأن استجابات أولياء الأمور تبعاً للمنطقة التعليمية .
     لا توجد فروق إحصائية بشأن استجابات أولياء الأمور تبعاً للمؤهل التعليمي .
     لا توجد فروق إحصائية بشأن استجابات أولياء الأمور تبعاً لوظيفة الأب والأم .
     لا توجد فروق إحصائية بشأن استجابات أولياء الأمور تبعاً للراتب الشهري للوالدين .
     لا توجد فروق إحصائية بشأن استجابات أولياء الأمور تبعاً لعدد الأبناء في الأسرة .
     لا توجد فروق إحصائية بشأن استجابات أولياء الأمور تبعاً لمستوى الأبناء الملتحقين بالدروس الخصوصية .

حدود الدراسة :
     تركز الدراسة على استطلاع آراء أولياء أمور الطلبة في بعض المدارس التابعة للمناطق التعليمية في المراحل التعليمية الثلاث بواقع مدرسة بنين ومدرسة بنات لكل مرحلة تعليمية .

                               
خطوات الدراسة وإجراءاتها

عينة الدراسة :
     اشتملت عينة الدراسة على بعض أولياء أمور الطلبة البالغ عددهم (210) من جميع المناطق التعليمية الست بدولة الكويت ، أي ما يمثل (1%) من مجموع أولياء الأمور البالغ (240) ألف حسب آخر إحصاء في 31/12/2011 الصادر من الهيئة العامة للمعلومات المدنية ، وتم اختيار أفراد العينة بطريقة عشوائية .

     والبيانات التالية توضح توزيع أفراد العينة :


(1) توزيع أفراد العينة حسب المناطق التعليمية
14.2%   / عدد أولياء الأمور : 30     / منطقة العاصمة التعليمية
25.7%     / عدد أولياء الأمور : 54     /     منطقة حولي التعليمية
15.1%     /      عدد أولياء الأمور : 32      / منطقة الفروانية التعليمية
22.6%     /      عدد أولياء الأمور : 48     /     منطقة مبارك الكبير التعليمية
9.7%     / عدد أولياء الأمور : 19      /    منطقة الأحمدي التعليمية
12.7%     /     عدد أولياء الأمور : 27     /     منطقة الجهراء التعلمية
-----------------------------------------
100%     /     عدد أولياء الأمور : 210     /     المجموع
-----------------------------------------


(2) توزيع أفراد العينة حسب المؤهل التعليمي :
     توزيع أفراد العينة حسب المؤهل التعليمي فقد تبين أن حملة شهادة دبلوم والجامعة والماجستير والدكتوراه قد بلغت نسبتهم (76،8% )  ويمثلون معظم أفراد عينة الدراسة :
6.6%     /     عدد أولياء الأمور : 14     /     المؤهل التعليمي : متوسط
17.1%     /     عدد أولياء الأمور : 36     /     المؤهل التعليمي : ثانوي
15.7%     /     عدد أولياء الأمور : 33     /     المؤهل التعليمي : دبلوم
56.1%     /     عدد أولياء الأمور : 118     /     المؤهل التعليمي : جامعي
2.8%     /     عدد أولياء الأمور : 6     /     المؤهل التعليمي : ماجستير
1,4%     /     عدد أولياء الأمور : 3     / المؤهل التعليمي : دكتوراه
-----------------------------------------
100%     /     عدد أولياء الأمور : 210     /     المجموع
-----------------------------------------


(3) توزيع أفراد العينة حسب وظيفة الأب .
النسبة          التكرار           نوع وظيفة الأب
1%               2               موجه فني
1%               2               مدير مدرسة
0.5%               1               وكيل مدرسة
2.3%               5               رئيس قسم علمي
11.9%               25               معلم
1%               2               أمين مكتبة
1.4%               3               طبيب
8.5%               18               مهندس
0.5%               1               محامي
15.7%               33               موظف
1.4%               3               سكرتير
3.9%               8               أعمال حرة
11.4%               24               عسكري
15.7%               33                متقاعد
23.8%               50               مهن أخرى
------------------------------
100%               210               المجموع
------------------------------


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق