الاثنين، 11 أغسطس 2014

استخدام أسلوب الاستعلام الأبوي لوالد ذكي وليس لوالد شديد





استخدام أسلوب الاستعلام الأبوي لوالد ذكي وليس لوالد شديد
الباحث / عباس سبتي
3/2/2014

     يحدث ذلك في  حياة كل أب وأم عندما يدرك أو تدرك  أنه قد كبر ، أنها لحظة واقعية عندما يتحدث أحدهما عن نفسه قائلاً :  "في أيامي صغري " أو "  عندما مراهقاً  " أنه بدأ رحلة عمره الطويلة يفكر كيف أن جيل الآباء أفضل من جيل الأبناء .

     لا أن الاستعلام والفطنة الأبوية ليست ضربة صدفة ، وقد يرى الآباء العالم من حولهم من خلال  الذكريات ، وتكون الأشياء مخيفة ومربكة اليوم وأيام جيل الأجداد ، و جيل الآباء الشباب اليوم الجيل العاشر وهم على أعتاب الألفية الثالثة  ، فعندما كان الأب طفلاً  كان يشارك غيره جهاز الكمبيوتر في الفصل الدراسي ، و تجربته تتلخص أن يرى والده يستخدم الشريط المرن أو الفلوبي "  floppy disks " في حفظ بعض المقالات .

     مع تطور التكنولوجيا  نظرة الأطفال إلى العالم الخارجي قد توسعت ، ولهذه النظرة مستويات منها التعرف على التلفاز ثم الانترنت ثم الهواتف الذكية ، تويتر ، انستغرام ..ألخ وهذا يعني  أن أصدقاء الابن والابنة أصبحوا أصدقاء عالميين ، بينما أصدقاء الأب لم يتجاوزوا جدران المدرسة .

     هذه المعلومات الكثيرة للآباء وللأبناء تدخل عقولهم خصوصاً عن حوادث التسلط والجنس وتهديد الغرباء والمحتالين عبر الانترنت ، قد يكون الأب أكثر اجتهاداً وأكثر دفاعاً خاصة عندما يتعرض طفله إلى مكروه ، وسهولة الوصول إلى المعلومات التي لا تشترط النضج من الناحية العقلية والنفسية هي ببساطة  من خلال نقرة أصبع على شاشة الآيفون  .

     المثل القديم يقول:" العمل يحتاج إلى الذكاء لكنه ليس صعباً " وهذا ينطبق على أسلوب الأبوة فكما كان الآباء يجاهدون في مسايرة الاتجاهات المحيطة بهم عندما كانوا شباباً ، ويتذكرون أيام الطفولة،  كانوا أيضا يتدخلون بشئون أبنائهم ، الوقت قد تغير  وهذا يعني على الآباء التكيف والتطور مع عالم الأبناء ، حيث أن المعلومات التي قد جمعوها عن تغير الأمور الحياتية  قد تكون طبيعية لكن لا يعني أن لها حدود وتنتهي .

     هناك أشياء كثيرة وجيدة عن ماضي الآباء وعن فترة نموهم ، ولكن الذاكرة ليست معيار ذهب مما كانت عليها أيام طفولة آبائهم ، ومعرفة الأمور وتغيراتها هي مفتاح الحل ، فالأطفال اليوم أكثر شعوراً بالمسئولية وأكثر دهاء عندما يتعلق الأمر بالاتصال مع الناس خارج المنزل وخارج الجيرة ( الجوار ) وقد يكونون أكثر  جيلاً يتواصل مع شعوب العالم وبسبب تعاملهم واستخدامهم مواقع التواصل الاجتماعي ، وقد  تخطوا مدارج الجهل والأمية ، ولديهم المعلومات الهائلة وهذا  الأمر متروك للأب لمساعدة الأبناء على اتخاذ القرارات الصائبة  ، والتواصل معهم  هو الحل المناسب والمهم .

     إذا شعر الأب أنه مختلف الآن عما كان في طفولته فكيف يتوقع أن يكون عالم اليوم ؟ لقد تغير كل شيء ومع ذلك فكل جيل يواجه تحديات مختلفة ، فالمشكلات التي قد حلت على  يد أناس قبلهم فأن المشكلات الجديدة تحتاج إلى طرق جديدة ومبتكرة ، فليتذكر الآباء القادرون والأذكياء أن هناك الأساليب  والأدوات اللازمة لمواجهة التحديات التي تواجههم .

     أصبحت تربية الأطفال بنحو متزايد أكثر تعقيداً في عصر الهواتف  واللوحات الذكية ( الآيباد ) يمكن الاطلاع على الكتاب الالكتروني : الدليل الأساسي لتربية الأطفال الرقميين :  "   The Essential Guide to Raising Connected Kids "

أقول :
     هذا تنبيه هام لأولياء الأمور أن يهتموا ويراقبوا أنشطة أطفالهم وشبابهم خاصة بعد ظهور تحديات جديدة واجهت الأسر في عدم السيطرة على سلوكيات الأبناء في عصر التكنولوجيا ، وأيضا هذا يعني ألا يشتري الأب جهاز التكنولوجيا لابنه ويتركه مع هذا الجهاز دون رقابة وتوجيه  ثم يقول لقد تغيرت سلوكيات ومفاهيم أبنائنا ، لا بأس بالاطلاع على دراستنا : صعوبة السيطرة على سلوكيات الأبناء في عصر التكنولوجيا بموقعنا : المسار للبحوث التربوية والاجتماعية .

المصدر :


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق