الأحد، 17 مايو 2015

وداعاً للبراءة ، الشباب الأفريقي والعنف في القرن الحادي والعشرين





وداعاً للبراءة ، الشباب الأفريقي والعنف في القرن الحادي والعشرين
A Farewell to Innocence? African Youth and Violence in
the Twenty-First Century

تأليف :
Charles Ugochukwu Ukeje 
قسم العلاقات الدولية  ، جامعة " Obafemi Awolowo " ، مدينة " Ile-Ife ، نيجيريا .
Akin Iwilade 
قسم العلاقات الدولية ، جامعة " Obafemi Awolowo " ، مدينة " Ile-Ife ، نيجيريا .

ترجمة الباحث/ عباس سبتي
مايو 2015

     هذه دراسة واسعة النطاق لقضية عنف الشباب في أفريقيا في القرن الحادي والعشرين ، والنظر في ثقافة الشباب للعنف قد تطورت ومحاولة فهم الخطابات التي تؤكد على الهيمنة والقوة التي تحركها ، تركز المقالة على عنف الشباب باعتباره استجابة لسياسة ديناميات الدول : التمكين ، الإقصاء والأزمة الاقتصادية ، والصراعات في ليبيريا وسيراليون ونيجيريا لشرح ليس فقط التحدي الشامل لعنف الشباب وأيضا طبيعة استجابات التي قد انتزعت من مؤسسات الدولة ، عنف الشباب في نواحي كثيرة عبارة عن تعبير وكالة للشباب في سياق النظام الاجتماعي والاقتصادي التي توفر لهم فرص قليلة  .

     يقول المثل : عندما يحط الطائر على حبل طويل فلا الطائر ولا الحبل يستقران .

1- مقدمة : الشباب والوكالة في أفريقيا :
 Introduction: Youth and Agency in the African Public Space
     في معظم أرجاء أفريقيا الحديثة العلاقة بين الشباب والمجتمع يمكن أن توصف من قبيل " الطائر والحبل " ، يمثل الحبل المجتمع الأفريقي حيث يواجه تزايد أعداد الشباب ( الطائر ) الذي يعبر عن " كيانه " وقد يؤدي ذلك إلى عدم استقرار المجتمع . العديد من المجتمعات في أفريقيا المعاصرة تحاول فهم المخاوف التي يعاني منها الشباب وتأثير المخاوف سيزعزع العلاقات الاجتماعية ويمكن استبدال العرق والدين باعتبارهما أكبر إطار قوي لشرح ديناميات التغيير الاجتماعي في القارة .

     هذه المخاوف ليس لها أساس من الصحة ، ليس فقط أن ثلثي سكان القارة هم تحت السن (35) مما يجعلها " قارة الشباب " " Richards 2002 " ، ولكن الأهم من ذلك هو أن العديد من تعهدات ( ارتباطات ) الشباب  لها تأثيرات كبيرة إيجاباً وسلباً في كثير من المجتمعات ، لذا بدلاً من التركيز حول كيف يشكل المجتمع خبرات الشباب  ، وفهم ديناميات أو نشاط تغير المجتمع في أفريقيا يتطلب ما  أشار "  De Boeck and Honwanna ,2005  "  إلى أنها " طريقة الشباب في أفريقيا إعادة تكوين مناطق جغرافية للإقصاء والإدماج " وهذا يعني كيف ينتقلون من نسيج معقد من الإقصاء في دولة ما بعد الاستعمار ليس فقط مع فرصة قليلة من الخروج من مرحلة البلوغ ولكن أيضا يجعل الباقين على قيد الحياة بين مواجهة الصعوبات ومنح الحوافز .

     استخدام " الشباب الأفريقي " باعتباره مقولة تحليلية كما نستخدمها في هذه الورقة ، وليس المقصود الإشارة إلى أن الشباب يمكن أن يعني الشيء نفسه عبر هذه القارة المتنوعة " أفريقيا" ، نحن نعترف أن التجارب المادية والتاريخية المتنوعة بالمجتمعات الأفريقية المختلفة وكيف أن هذا يشكل طريقة تفكير الشباب وأدوارهم الاجتماعية ، وعلى الرغم من هذا التنوع مع ذلك هناك تطابق الذي يشير إلى أن بعض التعميم محدود ، ويقع هذا التطابق في عصر التاريخ الحديث  بأفريقيا خصوصاً ما يتعلق إلى الضغوط الاجتماعية الناتجة عن الصراع العنيف ، الأزمة الاقتصادية و التحديات البيئية . هذه الضغوط تشكل الاستجابات الاجتماعية بطرق مشابهة في أرجاء القارة والشباب لا يستثنون من ذلك .  

     وضع الشباب في المكان الصحيح بمشاركتهم في الأماكن العامة بأفريقيا من المهم أن نجده في التطابق التحليلي وأيضا توسيع مفهوم  الشباب بشكل أدق ليعكس  واقع أفريقيا في القرن الحادي والعشرين ،هناك فكرة أكثر دقة للشباب تستوعب أربع وجهات نظر ، أولاً : عرض الشباب كفئة اجتماعية ضمن شرائح المجتمع . ثانياً : وضع هذه الشرائح داخل الخطاب : السلطة . ثالثاً : يجب ملاحظة تحويل طبيعة العلاقات المتأصلة في السلطة وكيف يؤثر ذلك المفهوم الاجتماعي على الشباب ، أخيراً عرض الشباب أنهم تجربة واقعية معاشة أكثر من كونهم تصور فرد واحد .     

     فيما يتعلق بوجهات النظر الأربع يصبح واضحاً كما بين ذلك " Bayart (1993  " أن الأجيال مثل مراحل  الطفولة والمراهقة والشباب  ليست محايدة أو طبيعية وإنما هي  " جزء من الصراع على النفوذ والسلطة داخل كل مجتمع تقريباً " ، "  Utas, and Vigh 2006, 11   Christiantine " وفيما يتعلق بهذا الصراع نمو اعتمادات الشباب ممكنة من خلال تمكينهم على استخدام التقنية الحديثة ، ونتيجة لذلك أصبح الشباب فئة ناشئة حرجة من خلال ما يجوز فهمه من ديناميات السلطة ، النفوذ والسيطرة  بقارة أفريقيا ، وكما هو مهم بمشاركة الشباب في بلدانهم فان الآثار المترتبة في التعبئة الاجتماعية وإعادة الأعمار كما يتبين من حركات الشباب في شمال أفريقيا ربما تكون أكثر أهمية .

     لذلك يجب الاعتراف أن وكالة الشباب ليست قادرة على تحرير الشباب من الهيمنة من قبل نظام الأبوة ولكنها قادرة على إعادة تكوين طبيعة السلطة داخل المجتمع ، وتجدر الإشارة إلى أن مخاوف الدول والشركات والمؤسسات التقليدية من وكالة الشباب هي جزء لا يتجزأ من الدلالة السياسية ، وأي قراءة دقيقة عن الشباب في أفريقيا يجب أن تأخذ علماً بهذه التداعيات السياسية ورما الاستفادة منها كإطار للتحليل .

     تأخذ هذه الورقة علماً على النحو الواجب لهذه التداعيات السياسية وتولي اهتماماً  كيف أن العناصر الأربعة للمفاهيم عن الشباب التي طرحت سابقاً تساعدنا على فهم التحديات المتعددة التي تواجه الشباب الأفريقي وكيف تغير وتعيد تحديد نطاق ومضمون تعاقداتهم داخل المجتمعات عبر القارة . وهذا يحدث خلال سياق معين لتجارب الشباب في العنف وعدم تمكينهم خصوصاً في مجتمعات الصراع : نيجيريا ، ليبيريا وسيراليون ، وهذا أمر مهم لأنه يظهر التقاطع " intersection " الذي يميز بين هذه التجارب والقضايا الأوسع : الهوية ، الأزمة الاقتصادية وحقوق الإنسان في أفريقيا .

     تنقسم هذه الورقة إلى خمسة أقسام مترابطة ، وبعد هذه المقدمة سنلقي نظرة أوسع في السياق الذي يبني الشباب بأفريقيا ، ثم ننتقل إلى المقطع التالي لنجيب عن الأسئلة " لماذا " و " كيف " فيما يتعلق بالشباب والعنف في مجتمعات الصراع بأفريقيا ، وننظر أيضا إلى الخصائص الاجتماعية التي تشكل أحياناً السلوك الذي يؤدي بالشباب إلى العنف ، والآثار العامة التي تؤدي إلى مشاركة الشباب في الحياة العامة ، وفي القسم الرابع ننظر إلى الطرق المختلفة لاستجابات الدول الأفريقية لهذا العنف ودراسة عمليات التغيير الاجتماعي والسياسي في أفريقيا ، وفي القسم الخير ملخص عن المناقشات العامة والاهتمام إلى أهمية الدروس التي يمكن تعلمها ، وتشتمل هذه الدروس على الحاجة إلى إعادة اكوين المفاهيم الاجتماعية لانخراط الشباب بالعنف عبر السياق العام للأزمة وتطويرها بدلاً من التركيز فقط على عنف الشباب كتعبير عن الإجرام .      

2- الشباب والأزمة الإفريقية :
 Youth and the African Crisis
     بينما الشاب يواجه المخاطر في معظم المجتمعات حول العالم ، فان السياق الأفريقي مرتبط بالحرمان الاجتماعي حيث يكبر الشباب بأفريقيا وتصبح تجربتهم فيها إشكالية ، لذلك عندما نلقي نظرة على الأوضاع الهيكلية التي تشكل هذه التجربة  وتعطي الشباب الحوافز للحصول على الخيارات الشديدة في طريقة التأكيد على " الذات " فأن الأمر بالغ الأهمية لإحداث حوار شامل حول مشكلة الشباب ، وبعبارة أخرى وراء دخول الشباب في المناقشات الشعبية وتزعج المواطنين على سبيل المثال شباب البلدة في ذروة الفصل العنصري في جنوب أفريقيا فان فتيان الأحياء اليهودية في " فريتاون ،Freetown " وفتيان " egbesu " في " oil delta " في نيجيريا ، وفتيان " area " في  " لاغوس ، Lagos " ، وفتيان " bakassi "في جنوبي شرق نيجيريا الظروف قد دفعتهم نحو هوامش المجتمع يجب أن يكونوا أيضا مميزين في الخطاب الاجتماعي "     Ukiwo 2002  ، 1997  Rashid  " ، من المهم فهم الخطاب عن الشباب في أفريقيا لا يمكن ولا ينبغي يهيمن عليه  حكايات العنف التي تميل في معظم الأحيان على التركيز بشكل ضيق على الشباب مثل التهديدات بينما يتجاهلون المعاني الاجتماعية الكامنة بالعنف على سبيل المثال فيما يتعلق بالمطالبات المشروعة ضد الدولة الاستبدادية والدولة غير القادرة .

     بالنسبة لأفريقيا الظروف الاجتماعية حيث يسود طغيان الدولة  وسخافة التطوير التي تنتج استجابة الشباب كلها معروفة ، وهذه العوامل تبدو كإجماع في الأدبيات  أن أفريقيا تواجه أزمة عميقة من التنمية ، الاستعمار واستمرار بروزه وهامشية أفريقيا في النظام العالمي وعجز الحكومات فيها كلها تفسيرات لهذه الأزمة "  Amin 2001; Bigsten and Dureval 2008"  .

     ومع ذلك فأن الإحصائيات الاقتصادية تبدو منخفضة هناك تفاؤل متزايد بخروج أفريقيا من ماضيها نحو التنمية ، وفي الواقع ظهر ما يعرف بالأدب المنتصر " triumphalist literature " معلن عن تأسيس قوة سياسية في أفريقيا " Posner and Young 2007 " تعزيز المجتمع المدني وظهور الديمقراطية ونمو اقتصادها .

     في حين أن هناك مناخاً من الأزمة الاجتماعية والاقتصادية فان هناك فرصاً للتقدم تبدو واضحة ، وقضية الشباب تبدو  وقد شكلها تقاطع الأزمة والفرصة .

     ولإعطاء وضوح لفكرة الشباب النامي في سياق والأزمة والفرصة ، يمكن للمرء النظر للعمل المثير للجدل " 1999, Patrick Chabal and Jean-Pascal Daloz   " ، في أفريقيا الاضطراب كأداة سياسية  لتطوير فرضية  أن أفريقيا مكاناً للفوضى  وهذه التشكيلات الاجتماعية لا تعلمنا فقط  التعامل مع الأزمة لكن نرصد خطاباتها وأنماط نهوضها الذاتي .

     في هذا السياق أن الشباب في أفريقيا قادر على تعريف أنفسهم من خلال إيجاد مساحات اجتماعية بديلة للتعبير عن الذات داخل نظام الحكم المقيد ، الأزمة ( مظهرها غير الرسمي ، سيادة القانون العاجز وضعف نظام القيم التدريجي ) تخلق فرصاً للغش والعنف التي انتهزها الشباب  وأنتجت مزيداً من الأزمات  ، وهذا مصور بسبب الوضع في منطقة دلتا النيجر في نيجيريا حيث عجزت الإدارة في مجال تكرير النفط للسماح بظهور اقتصاد الظل لمصافي غير شرعية ( بداية الصنع وبدائية التكنولوجيا ) ويسيطر على هذا الاقتصاد عصابات الشباب المسلحين الذين يسرقون النفط الخام من خطوط الأنابيب  وتحسنها وتكريرها وتصديرها على طول ساحل غرب أفريقيا .

     انتهز الشباب هذه الفرصة التي أنتجتها أوجه القصور في الحكم لجمع رأس المال ونسبة كبيرة تمول التشدد والإجرام في المنطقة  ، يرسم "   Durham (2000, 113   " صورة مماثلة بما يسمى " الاقتصاديات الغامضة , occult economies " حيث أن قوة وإمكانية الشباب هي المستخرجة للحفاظ على قوة السلطة بينما يشعر الشباب أنهم غير قادرين لتحقيق وعود الاقتصاد الجديد ، ويشعر الشباب أنهم يمتلك الصلاحيات لتشكيل المجتمع  وإن كان ذلك في الأشكال التي تمليها النخبة التي تصبح عاجزة عن فعل أي شيء لحياتهم الخاصة ، ويعرفون أنهم يعملون مع نظام فاسد .

     فشل الحكم في أفريقيا خلق مجتمعات في أزمة دائمة  من خلالها تصبح الفرص القانونية للحراك الاجتماعي ضئيلة ، وهذه حال جميع المجتمعات ولكن التعبير عنها هي أخطر للفئات الاجتماعية المهمشة   مثل الأطفال ، النساء والشباب .

     الآثار المترتبة على تهميش الشباب يمكن بسهولة تمييزها من بين الأمور الأخرى ، في السلوك العدواني " Cruise OBrien 1996; Utas 2005  " وهذا الأمر يزيد الشباب توتراً وينتهي غالباً إلى مزيد من الاستبعاد للشباب مما يخلق حلقة مفرغة من الإقصاء والمقاومة .

     الأدلة القولية يمكنها أن تسلط الضوء على المخاوف الشعبية بشان الشباب في أفريقيا وما سوف يؤدي ذلك إلى الاستبعاد الاجتماعي . في ديسمبر عام 2003 الأكاديمي من سيراليون الذي عاش وعمل في نيجيريا منذ عام 1978 قد اجتمع في "  Baaluwe "  مع أحد الزعماء المحليين في جنوب غرب نيجيريا ،  تعهد علناً للحاكم التقليدي بألا يتآمر أو يدعم الشباب تحت أي ظروف كانت ، مع هذا العهد ألزم نفسه بالولاء للحاكم التقليدي في الوقت المؤسسة تحتقر بإزدراء على المفارقة التاريخية في سياسة نيجيريا المعاصرة ، كما أنه ارتكب خطأ في الدفاع عن هذا الحكم ليس فقط أن الشباب يواجه المتاعب لكنه يرى أنه من الضروري   استبعاد الشباب من الحكم .   

     في هذه الظروف حيث أن التراكم الاقتصادي صعب للغاية والاستبعاد السياسي والانحلال الاجتماعي منتشر وهياكل الدولة ضعيفة وغير مهتمة بحل النزاعات ، فأنه ليس من الصعب رؤية البوتقة الاجتماعية تؤيد العنف لدى الشباب ، وكما بينا  سابقاً حتى القنوات غير الرسمية التي تطلب الإنصاف والتعبير عن الرأي أصبحت مغلقة في وجه الشباب وبالتالي أصبح العنف سائداً .

     للأسف قليل من المجتمعات تخضع نفسها لأنواع التأمل الحاسم التي تؤدي صدق وشكر ومسئولية وإذا لم يقبلها الشباب سقطوا ، وبدلاً من التأمل النقدي كثير من المجتمعات تحتوي على مجرد صور متضاربة متصارعة للشباب وأول مثل ينتهجونه هو الأمل في المستقبل وآخر درس قاسي هو المضايقات من النظام الحاكم "  2002  ، Waal " ، ولعل العزاء الوحيد هو انه لا يهم مصطلح المجتمع يستخدم  لتأهيل شبابه ، هناك قليل من الجدل في بداية الألفية الحالية أن يصبح الشباب مركز اهتمام لصنع النظام الاجتماعي في القارة كما في تجارب ليبيريا ، سيراليون ، ساحل العاج ، تونس ، ليبيا ، جمهورية الكونغو الديمقراطية ، أوغندا ، رواندا ، بوروندي ، موزامبيق والسودان  "  Utas 2003 " في الواقع هناك قلق من أن المجتمعات الأفريقية تحمي نفسها ضد الوضع الأسوأ والقلق بشان تحول الشباب إلى  نبوءة تحقق ذاتها .

3- الشباب والصراع في أفريقيا: العنف ، الحياة والضحية :
Youth and Conflict in Africa: Violence, Survival and Victimhood
     بعد أن قدمت رؤية واضحة لما يعني أن يكون الشباب في أفريقيا ، يمكننا أن نذهب إلى دراسة قضية العنف لدى الشباب ، هناك نوعين من العنف يمكن تمييزهما : عنف يهدف لأهداف سياسية وعنف يهدف الإجرام . يجب  التركيز أكثر على العنف بالمعنى السياسي ، وقد يطمس الخط الفاصل بين العنفين أحياناً كما في دلتا النيجر وسيراليون وليبيريا  " Kandeh 1999; Ukeje 2001  " .

     منذ منتصف التسعينيات على الأقل واحدة من السمات المميزة لخطاب الشباب في أفريقيا عبارة عن محاولة لفهم الواجهة بين الشباب والصراعات العنيفة كما في إشراك الشباب الحروب الأهلية  وصراعات أقل كثافة التي اندلعت في كل من ليبيريا وسيراليون ونيجيريا . طبعاً الشباب دائما متورطين في الصراع العنيف ، ومع تشكيل الشباب الجزء الأكبر من القوات المسلحة  في معظم المجتمعات ، وفي الوقت الحاضر يأخذ الشباب بشكل متزايد دور المحرضين وقادة العنف بدلاً من مجرد أتباع ( الحركات الاجتماعية التي يقودها الشباب مثل حركة تحرير دلتا النيجر أو ما يسمى "  MEND " وهي سيئة السمعة لصراعها مع الدولة وشركات النفط متعددة الجنسيات ، من الممكن إنشاء علاقة سببية بين دور الشباب الناشئ في العنف والأسئلة بشان أزمة التحلل الاجتماعي والاقتصادي ، والنقد المحلي والعالمي لهم "  
(El-Kenk 1996; Macdonald 1997; Comarroff and Comarroff 2005; Aluiagba 2009)

     تفكيك مشاركة الشباب في العنف في أفريقيا غير مكتملة دون الارتباط مع الظاهرة المهمة : ليس فقط أنها لا تظهر الأزمة العميقة  التي تواجه العديد من المجتمعات ولكن توفر الرؤى في طريق الشباب للانتقال بين الطرق الوعرة والأسلحة أو الأدوات التي يستخدمونها .

     طبيعة معظم هذه الصراعات خاصة الرابط غير المناسب لإدارة الموارد وتوزيع الثروة قد يكون انعكاساً لجذب تراكم الشباب الذين طالما استبعدوا عن المشاركة المنتجة في الاقتصاديات الرسمية ، ولكن ينبغي للمرء أن يعترف  في المقام الأول أن هناك تصوراً للعنف الذي يأخذ ملاحظة عن التجارب المتعلقة بالجنس وطرق التنقل الخطرة التي أوجدها العنف ، وفي المقام الأول يجب القول أن الجنس في كثير من الأحيان هو دمج النساء والبنات ، وكما  كتب " Amani El Jack (2003  الجنس ببساطة " يشير إلى تصورات السلوك المناسب ، المظهر والموقف للنساء والرجال الناشئة من التوقعات الاجتماعية والثقافية " ونتيجة لذلك تصورات الشباب عن العنف تؤخذ من السياق المحلي وتفاهمات الجنسين لكن فيما يتعلق بالعنف فأنه حصر بالذكور فقط . وهذا ليس له علاقة بترسيم الأدوار في المجتمعات المتصارعة التي تعتبر هوية الأنثى في الصراع  ضحية ، وهذا يفترض وجود الضحية لكن نتجاهل الدور الحاسم بما تلعبه المرأة في الإدارة وحل الصراعات ، وكما لاحظ " Iwilade (2011 " المرأة في حالات الصراع تكون بسهولة ضحية " ، لكن هناك أمثلة جيدة من ليبيريا وسيراليون للشابات شاركن في الحروب الأهلية " Utas 2005 " .

     على الرغم من التشديد غير المناسب للشباب والرجال في خطاب العنف فأن هناك قيمة تحليلية لدراسة عنف الشباب في المجتمعات ، إذ أن التجارب أثبتت أن عدم تمكين الشباب قبل الصراع توفر معلومات مهمة عن كيفية استجابة الشباب للعنف ، ذكر كل من "  Sprecht (2004  Brett and " الفتيات الشابات غالباً يشاركن في العنف المسلح للهروب من العنف المنزلي ، سوء المعاملة والفقر  أكثر من دفاعهن عن الدين والعرق ، وهذا يشير إلى ان عدم تمكين النساء وتهميشهن من قبل النظام الأبوي هو السبب الرئيس لمشاركة النساء في السلوك العام للعنف ، لكن هذا لا يفسر لنا تفسيراً كافياً لطرق التنقل إلى مناطق العنف .

     في تفكيك مشاركة الشباب في  أعمال  العنف فمن المفيد الإجابة عن أسئلة " لماذا " و" كيف " ، " لماذا " تساعدنا فهم العوامل المحددة التي تساعد الشباب على رسم سلوك العنف بينما " كيف " تفسر لنا التكتيكات والأدوات التي يستخدمونها في التنقل بطرق العنف الوعرة ، وكل الإجابتين تعطينا رؤية لمشاركة الشباب في العنف والآثار المترتبة للتغييرات الاجتماعية في أفريقيا .

     لمعالجة سؤال " لماذا " يمكننا أن نطبق أربعة نماذج لمشاركة الشباب في العنف لـ "  2003،  Murphy " ،   وإيجاد أوجه الشبه في داخل أفريقيا المعاصرة ، أولاً  " نموذج الشباب بالإكراه ، coerced youth model " الذي يظهر الشباب إجبارهم بالالتحاق بالجيش كضحايا الاضطرابات الاجتماعية ، وهذا النموذج يعطينا بعض التفسير لظاهرة  " الطفل الجندي "  كما في سيراليون وليبيريا " Richards 1994, 1997  " ،  ثانياً " نموذج الشباب الثوري ، revolutionary youth model " ينظر إلى الشباب ثائرين ضد التهميش السياسي والاقتصادي ، استخدم هذا النموذج لتعزيز مشاركة الشباب في الحركات الاجتماعية في مواجهة عنيفة مع الدولة / مع شركات النفط متعددة الجنسيات في دلتا النيجر في نيجيريا " Ifeka 2006 "، والنموذجان يختلفان فيما اختاره الشباب للتأكيد بالمشاركة في أعمال العنف .

     في النموذج الأول رفض الشباب وكالة الشباب  كما هم ضحايا غير راغبين من جهاز وحشي وقسري للعنف ، بينما النموذج الثاني يعترف بوكالة الشباب الذي يشير إلى الرفض المتعمد  للتهميش الاجتماعي واستجاباتهم الخلاقة للعنف الاجتماعي .

     ثالثاً " نموذج الشباب الجانح ،  delinquent youth model "  ، ينظر إلى الشباب المشاركين في الصراعات العنيفة ليس كنموذج ثوري ولكن " نفور وحرمان اقتصادي للانتهازيين " " Murphy 2003 " في هذه الحالة الشباب انخرطوا بأعمال العنف للدفاع عن مثالية عليا لكنها مغامرة مسكرة  للعنف نفسه " شباب الجانب الغربي ، ليبيريا ، " Abdullah 1998  " أو من أجل فوائد إجرامية يمكن استخراجها من الصراع ( بعض عناصر حركات التمرد في دلتا النيجر ).

     هذا النموذج هو انعكاس للمفاهيم التقليدية لدى الشباب : فترة الهم ، التمرد ، الازدراء على السلطة ، ويترتب على ذلك اتخاذ طريق غير النموذجين السابقين حيث ينظر إلى الدولة أنها تفتقر إلى القدرات لاتخاذ القرارات من دون توجيه الآخرين  في الوقت يجب الاعتراف أن مشاركة الشباب لأعمال العنف هي الخيار الطبيعي لهم .

     رابعاً " نموذج محسوبية الشباب ، youth clientelism model " الذي يؤكد كيف أن الشباب يديرون وكالتهم واستقلاليتهم ضمن " هيكل مؤسسي قمعي الذي يعتمد عليه البالغون وهو خليط من الوحشية والقسوة والإحسان والمعاملة بالمثل " Murphy 2003 " ، هذا النموذج يختلف عن النماذج الثلاثة السابقة لأنه يركز على عامل غريب لشرح وكالة الشباب في العنف: المؤسسات التي بنيت من خلال علاقات العميل ، هذا النموذج مناسب بشكل خاص لتحليل العلاقات بين المقاتلين الشباب والقادة الذين يجندونهم ويدربونهم لينضموا في صفوف حركات المتمردين ، والحروب الأهلية في ليبيريا وسيراليون تجند الأطفال لهذا السبب .

     السؤال الآخر هو " كيف " له علاقة في المقام الأول بالطرق والأدوات للملاحة في المناطق الجغرافية المعقدة للصراع في أفريقيا ، ومن المهم أن نفهم أن التكتيكات التي يستخدمها الشباب أو الانخراط في حوادث العنف لا يمكن تفسيرها مع الثقافة الواحدة أو العدسة المتحجرة ، وفي كثير من الأحيان تنطوي على سلسلة من التعديلات على هذه التكتيكات التي وضعت رداً على القيود والحوافز  ، وعلى الطرف الآخر من العواقب الفورية للصراع .

     واحدة من السمات الرئيسة لعنف الشباب في أفريقيا تحليل " Caroline Ifeka (2006 " في دراسة تقاطع بين الدين والعنف  ، في هذه الدراسة وضعت الباحثة إطاراً لتحليل ثقافة المقاومة والعنف  للشباب في سياق معتاد لأديان العالم من حيث تصبح الآلهة الجديدة والقديمة مصادر المقاومة الأيديولوجية " Ifeka 2006" . في هذا السياق تستند الباحثة على " نموذج ثورية الشباب " لوصف الهوية الدينية لتكون وسيلة للانتقال إلى طرق العنف والمقاومة ، لأداء الطقوس الدينية والبلاغة ، استفاد الشباب من العنف واكتسبوا الشرعية لنموذج اجتماعي شاذ ، ومن خلال اسم الدين أو مؤسسة الدين مارس الشباب العنف وحصلوا على الدعم العام أو على الأقل الإذعان  للمقاومة العنيفة للنظام  الموروث المعاد .

     هذه الطريقة لكسب الشرعية لعنف الشباب هي واضحة بسهولة في حركات الصحوة الإسلامية " slamic revivalist " في شمالي نيجيريا وبين  محاربين " egbesu " من مجتمعات النفط في  دلتا النيجر ، وتجدر الإشارة إلى أن هذا الأسلوب معقد ومرتبط بالأسئلة عن الثقافة ، البيئة والاقتصاد خاصة في حالة المقاومة العنيفة في المجتمعات الغنية بالموارد مثل دلتا النيجر .

     في سياق الصراعات المسلحة الكبرى مثل الحروب الأهلية ، العنف هو في حد ذاته عبارة عن وسيلة للتنقل في تضاريس العنف التي أوجدتها الحرب ، وفي هذا الصدد كثير من الشباب ينضمون إلى العصابات المسلحة كوسيلة لكسب بعض الحماية من الجيوش التي لا ترحم  ، أنها هكذا حالة من " إذا لم تتمكن من التغلب عليهم انضم إليهم " ، وهذا تكتيك للعنف المتنقل تمت معالجته في الأدب ، أعمال كل من "   MacMullin and Loughry  ،  Utas " غنية خاصة المتعلقة بليبيريا وسيراليون ، بينما " Ukeje (2001) and Obi (2006 " جعلوا نقطة مماثلة بشان دلتا النيجر ، وكما ذكر كل من " MacMullin and   Loughry, 2004 " حالة الشابات وتعرضهن للعنف والاعتداء في النزاع المسلح وهي إحدى الدوافع الرئيسة إلى التطوع في العصابات المسلحة .

     كذلك ذكر كل من  "    2004،  McKay and Mazurana " أن خلال الحرب الأهلية (1976-1992) في  موزمبيق انضمت العديد من الفتيات " FRELIMO " ابتعدن عن المناطق الريفية من أجل تحسين مستقبلهن التعليمي أو الوظيفي وتوسيع أدوار النساء ( وهي من القضايا التي أصبحت أكثر صعوبة كنتيجة مباشرة للصراع والعنف ) وما تظهرها هذه الحالات هو أن العنف بحد ذاته أحياناً عبارة عن تكتيك لتجنب العنف أو تبعاته .

     في حين أن  أثنين من التكتيكات التي ذكرت لا يعني أنها شاملة أنها تعطي وصفاً كافياً لنطاق واسع ودهاء الشباب يصادف مع الصراع العنيف ، الآثار المترتبة لتنامي العنف المنظم وغير المنظم على نفسية الشباب ودائماً على المجتمع هي وخيمة ، وهذا العنف يتم مناقشته بين الأجيال كما في حركة " Mungiki " في كينيا ، كذلك يزيد تفاقم المخاوف حول مستقبل المفاهيم التقليدية للشباب ومرحلة الرجولة ، وأثار تساؤلات حرجة عن كيفية إيجاد توازن صحيح بين هذه المفاهيم وأشكال جديدة للعلاقات الاجتماعية التي فرضتها الرأسمالية العالمية المتغيرة ، وبعض هذه الأشكال تشمل التغيرات في تراكم الاقتصاد السياسي كنتيجة لنمو التأكيد على المهارات التي يمتلكها الشباب الآن ( هندسة البرمجيات ومواقع الشبكات الاجتماعية ) ومع هذا العنف المتزايد الذي انفجر نتيجة عدم رضا الشباب لفرصهم نحو التقدم بدلاً من الخلافات في الآراء في هياكل النخبة التقليدية ( ليبيا ، مصر وإلى حد أقل نيجيريا ، " بوكو حرام ، Boko Haram " في شمال دلتا النيجر من الأمثلة الحية ) ،  وخلق منفذ البناء لصالح وكالة الشباب أصبح مصدر قلق للأمن القومي في جميع أفريقيا .

     في حين أن الثورات المستوحاة من الشباب تنفجر في شمال أفريقيا لا شك أنها تحدث خلال السياقات الاجتماعية المعينة وهذا يمكن بطريقة وأخرى يمكن تكرارها في كثير من البلدان الأفريقية ، لذا من الشائع أن نرى الحدث حول الحركات الاحتجاجية في أماكن متفرقة في جنوب الصحراء الكبرى من نيجيريا وإلى موزمبيق  وكينيا وغانا مع أخذ جدلية  من ومقارنة مع احتجاجات الربيع العربي في تونس والجزائر وليبيا ومصر ، وهذا مؤشر أن حركات العنف التي يقودها الشباب دخلت في أدمغة الشباب عبر أفريقيا ، وهذا الخيال مع ذلك لا يقل أهمية عن تزايد إدراك الشباب وتغذيها بلا شك النجاحات في شمال أفريقيا  ، مثل هذه الحركات يمكن أن تحدث تغييرات كبيرة في المجتمع وفي عالم السياسة في العديد من البلدان ، وهذا أكثر شؤماً  لبناء نماذج للسلطة والسيطرة في القارة ، وبدلاً من العمل لتوسيع الفرص للشباب يبدو أن خوف الشباب من " براءتهم " أصبح الآن الحديث حول النظم الاجتماعية الأبوية في أفريقيا يبني التفاعل مع مشكلة الشباب .

4- وداعاً للبراءة :  استجابة لعنف الشباب في أفريقيا :
Farewell to Innocence: Responses to Youth Violence in Africa  
     بما أن التعابير الأكثر شعبية تتعلق بشباب أفريقيا المعاصرة  فأنها تصفهم أنهم " مثيري الشغب " وتركز التداخلات السياسية العامة على الشباب على أنهم مجموعة من الأشرار ولهم عواقب سلبية ، وعلى المستوى الأكبر النتيجة العامة فان استمرار هيمنة لغة الجمهور في الأحكام المجتمعية على الشباب وقضاياهم ، وبشكل أكثر تحديداً أن  مثل هذه التعابير السائدة تقلل من مشاريع وصمود الشباب في الفترات الحرجة لبناء المجتمع والدولة ، وعلى سبيل المثال فأن إسهامات الشباب لإنهاء الاستعمار في الستينات (1960) وأدوارهم الشعبية في بناء المشاريع في مختلف البلدان قد بدأت مع بداية التسعينيات (1990) .

     للأسف الخطاب العام يتجه نحو القمع ، التجاهل والتقليل من قيمة الإسهامات التي قام بها الشباب في مجال التنمية الاجتماعية والسياسية في البلدان الأفريقية ، في كثير من الأحيان المستفيدون في هذه التغييرات ينأون بأنفسهم عن العمل أو ضد تطلعات واحتياجات الشباب ، وكان هذا الوضع بعد مدة قصيرة من لعب الشباب دوراً متقدماً في إنهاء عهد الاستعمار ، وبعد خطف مشروع ما بعد الاستقلال من قبل النخبة الحاكمة في كثير  من البلدان الأفريقية من أجل التفخيم الشخصي والاجتماعي ، وهذه الحالة ما زالت قائمة بعد أن قاد الشباب الثورات السياسية والاجتماعية التي أدت إلى انهيار الأنظمة المدنية والعسكرية وتعزيز عمليات الديمقراطية .

     بعض المتفائلين تمت مقابلاتهم أثناء العمل الميداني في " Monrovia " بليبيريا  ، في 2001 استولى سخط وغضب متعلق ب سياسة  " استخدام وتفريغ ، use and dump " من قبل نظام تشارلز تايلور ، باعتباره أحد الأنظمة القائلة "  لا يمكنك استخدام الشاحنة لبناء المنزل ولا يسمح لها أن تمر بعد الانتهاء " ، وهذا يعني أن بعد كل هذه التضحيات التي قدمها الشباب خلال السنوات الماضية من القتال في الأدغال ، فأنهم يرفضون هذا الإهمال من قبل نظام تشارلز تايلور ، هذه الرواية بالتأكيد تلعب دوراً في ظهور جماعة متمردة ، قامت مؤسسة الإنشاء والتعمير في ليبيريا في حشد الساخطين المقاتلين في قتال هذا النظام وإسقاطه ونفي تشارلز تايلور .              

     في الوقت الحاضر هناك الإهمال وخيبة الأمل يؤديان إلى عودة العصابات والعنف في المنطقة النفطية من نيجيريا خصوصاً في ميناء " Port Harcourt " ، وبدأت العصابات ترويع المدنيين كعنف سياسي لمساعدة الفصائل المختلفة على تحقيق النصر الانتخابي أثناء الانتخابات الرئاسية عام 2003 ، ولكن العصابات تهدد النظام العام والاستقرار .

     ويفهم ما ذكر سابقاً أن الشباب يقدرهم المجتمع ولكن يخدمون مصالح النخبة السياسية والاجتماعية الضيقة ، وهذا الموقف من الشباب تغذيه الخطابات من الجيل التي تشكل استجابة الدولة لعنف الشباب .

     يمكن تصنيف هذه الاستجابة إلى ثلاث مناطق واسعة : المشاركة في الاختيار والإقصاء والقمع ، وقد استجابات الدول الأفريقية إلى ضغوط الشباب من خلال توظيف جميع الاستراتيجيات بدرجات متفاوتة وضمن سياق معين ، واعتماداً مجمل الديمقراطية فقد أظهرت طبيعة إدارة الحكم في الدولة المعنية الاستعداد لتضييق الخناق على الشباب المحتجين لتشكيل خطابات الشباب في الطرق تأطيرهم في أفضل الأحوال .  

     صفقة العفو عام 2009 للمقاتلين في دلتا النيجر عبارة عن سياسة تظهر الاستخدام المتعمد لثلاث استراتيجيات استجابة لحالات عنف الشباب والمقاومة ، وتجدر الإشارة إلى أن المقاومة في المنطقة المنتجة للنفط في دلتا النيجر لها جذور تاريخية في  حرف وأنشطة لرأس المال الأجنبي الأوربي والحكم الاستعماري على مدى عدة قرون .

     هذا هو الحال إذا ما أخذنا في الاعتبار الخيط الذي يربط المراحل المختلفة من الاضطرابات الاجتماعية  في المنطقة منذ لا يقل عن القرن السادس عشر "  2011; Ukeje, 2011a, 2011b ،  Okwechime     "  ، منذ اكتشاف النفط الخام بكميات تجارية في "  Oloibiri " عام 1958 ، أصبحت دلتا النيجر قلب الاقتصاد النيجيري ، وساهمت حوالي (80%) من العائدات الفيدرالية ( الاتحادية ) ، وهذه مركزية للنفط للاقتصاد النيجيري وربما الأهم من ذلك أن الإيرادات التي تعود إلى الدولة فد أدت إلى التشنجات الاجتماعية في المنطقة يمكن تفسيرها بأنها تهديدات مباشرة للأمن القومي وحتى لبقاء الدولة ، كما تنتج الثورات الاجتماعية والمقاومة العنيفة من جانب مجتمعات النفط التي تعتبر الأموال الضئيلة لها من عائدات استغلال النفط فيها جور وغير مقبولة  ، في قلب المقاومة للدولة في دلتا النيجر أصبح الشباب يتحدون شركة النفط المتحدة المملوكة للدولة ومطالبين حصة أكبر من الموارد الناتجة من التنقيب عن النفط  ، أن الأجيال يشكلون مزيداً من تعقيد الأزمة ولكن في هذه الحالة فأن الأنماط التقليدية للسلطة تريد إعادة التفاوض إلى النقطة التي تظهر الشباب أنهم فقدوا الثقة في قدرة الكبار لتمثيلهم والدفاع عن مصالحهم .

     في التصدي على نطاق واسع لعنف الشباب الذي ضعف صناعة النفط ، فقد فرضت الحكومة برنامج العفو الذي كان من المفترض تسريح ونزح السلاح وإعادة تأهيل المتشددين في المنطقة ، والتقييم النقدي من العمل الفعلي للسياسة يكشف المؤشرات الرئيسة من استراتيجيات الاستجابات الثلاث المذكورة سابقاً : القمع ، شارك في الخيار والإقصاء .  

     في المقام الأول فأن الخطابات التي بلغت ذروتها في سياسة العفو شكلت من قبل بنية النخبة التي استبعدت الشباب  ، وأشار  كل من " Obi and Rustad (2011, 204  " أن برنامج العفو لم يكن نتيجة المفاوضات المفتوحة أو اتفاق سلام رسمي بين الحكومة والمسلحين ، وإنما وقعت من قبل أعلى مستوى في الدولة وشارك فيها أعضاء من دلتا النيجر النخبة / الشيوخ وكبار المسئولين الذين فاوضوا قادة الميليشيات ، وهذا يعني أنه من البداية أن العفو أداة للاستبعاد بدلاً من الاحتواء  .

     يمكننا أن نبين بسهولة السياسة الثانية لناصري الخيار من ميلهم إلى نخبة الدولة مما أثار استياء العديد من زملائهم المقاتلين ، وكما قال كل من "   and Nyiyiana (2010  Davidheisser   " : أن قادة الميليشيات السابقين يتمتعون برعاية الدولة ، بل وأصبحوا يدافعون عن الدولة ورموزها ، بينما اشتكى جنودهم في فرقة " المشاة "  سوء أحوالهم في المخيمات وانعدام مرافق التدريب وتأخر الرواتب  ، وتوجد مؤشرات عديدة أن هذه الميليشيات السابقين يوفرون الأمن والخدمات للشركات النفطية ويدافعون عنها ضد الجانحين .

     العنصر الثالث القمع ، وهو واضح في برنامج العفو وربما يوضح استمرار حركة " العسكرة " في المنطقة ، وجود فرقة العمل المشترك وقوات الأمن المسلحة المكلفة على الحفاظ على نظام الحكم هو تذكير دائم ليس فقط  للمتشددين بل وتحييدهم واستبعاد نظرائهم وتحقيق مصالح الدولة ، وأنه ليس بمستغرب أنه منذ انطلاق برنامج منظمة العفو الدولية في عام 2009 هناك تقارير عن عمليات القتل والإساءة إلى الشباب ، والأمثلة المشابهة يمكن مشاهدتها في مشاريع " DDR  " في ليبيريا وسيراليون " MacMullin and Loughry 2004; Utas 2003 " ومحاولات حل  تمرد " بوكو حرام " في شمال النيجيريا " Adesoji 2009 " .

     مع  أن هذه التحديات بعيدة عن الشباب بلا شك فان فرص النجاح والتقدم تتلاشى ، ويذكرنا  "  2002 ،  Argenti  " أن الأوامر التقليدية المحلية تصبح متشابكة مع الأوامر السياسية التي فقدت كل الشرعية فان الشباب يواجهون صعوبة يمن يمثلهم  ، وأثنان من أشكال التمثيل البديلة التنشئة الاجتماعية المتنامية من الشباب في القطاع الخاص وجذب الشباب إلى الدين "  Spinks: 2002 " ، ليس فقط إنتاج التنشئة الاجتماعية المميزة بل عدم الاستقرار في أفريقيا .

     هذه العمليات غير الرسمية أضعفت العلاقات بين الشباب وبين الشباب والأسرة والشباب والمجتمع والحكومة ، ومع تقلص الوصول إلى الفرص الاجتماعية  والاقتصادية المدعومة فأن صمود الأسرة باعتبارها وحدة أساسية لخلق القيم الأخلاقية وحماية الفرد أصبحت مهددة وأصبح الفرد ضعيف الأداء  ، وهذا الأمر يزيد سوءاً بسبب النتائج القاسية للنظام الاقتصادي الليبرالي لا سيما المرتبط بالعولمة " Meagher 2003 " وهناك عامل آخر هو ما وصفه  "   1988  Ly " : كسوف تلك الأشكال التقليدية للتضامن مع جماعات القرابة التي ظهرت منذ عقود  " ، وكما أن الكثير من الشباب يصل إلى سن البلوغ فأنهم يواجهون " حقيقة الحياة " وهي أنهم لا يمتلكون المال الكافي ليعيشوا  على الأقل ليس بشكل مستقل مما يتشجعون على تبني ثقافة العنف والإفلات من عقوبة القانون .   

5- الخاتمة : Conclusion :
     ما قمنا به سابقاً هو إلقاء نظرة عامة بشان عنف الشباب الذي  تنامى في أفريقيا ، وفهم هذا العنف يعود إلى فشل الحكومة وإستراتيجية البقاء  ، وأربعة نماذج مشاركة الشباب في العنف يمكن تمييزها بسهولة في أفريقيا وهي تشمل نموذج  " الشباب بالإكراه "  الذي يرفض وكالة الشباب من خلال التركيز على العوامل التي تجبر الشباب على العنف ، ونموذج " الشباب الثوري " الذي يقر بوكالة الشباب لكنه يؤمن بالعنف من أجل اضمحلال الدولة ، ونموذج الشباب الجانحين " وينظر إلى الشباب على أنهم انتهازيون ومحرمون اقتصادياً ويستغل الاضطرابات الاجتماعية ، ونموذج " الشباب المحسوبين " يركزون كيف أن الهياكل العميلة ترعى الشباب للتعامل مع العنف ، ونرى أن مشاركة الشباب بالعنف في كثير من الأحيان عبارة عن سلسلة من تعديل تكتيكات باستمرار استجابة للقيود والحوافز التي خلقها السياق الاجتماعي الاقتصادي العدائي ، إلى جانب تحديد الخطاب الديني كمعيار رئيس استغله الشباب لترشيد العنف ونيابة عن " الإيمان  " وتبين أن العنف  غالباً في حد ذاته هو تكتيك للهروب من آثار النزاع المسلح ، وعلينا أن نبرهن أن استخدام " الخيار المشارك  والإقصاء والقمع من قبل الدولة  في الاستجابة لمقاومة الشباب والعنف .

     مشكلة الشباب تأتي بسبب الأزمات الاجتماعية الواسعة من قبل الدولة بأفريقيا ، لذا يكمن التحدي أساساً حول كيفية إعادة بناء المجتمع ( والدولة ) بطرق معالجة أزمة الشباب باعتبارها مشكلة متفاقمة ، في ليبيريا هناك كلمة " Creole " من الحكمة :" الشجيرة الفاسدة سوف ترمي ثمرة فاسدة " ، وهذا يعني حرفياً أنه لا توجد شجيرة فاسدة لترمي نبتتها ، وهذا يعني ببساطة لا يمكن لأحد  حل مشكلة من خلال التمني فقط ، وفي سياق مناقشتنا يعني أن أفريقيا لا يمكن تتحمل توديع براءة الشباب ولكنها تحتاج إلى الاعتراف ، الاستيعاب وتأتي وتقدم التحديات  إلى الشباب ثم إلى المجتمع ككل ، والنقطة الرئيسة في هذه الورقة هي أن مشكلة الشباب هي أعراض للتحديات الصعبة التي تواجه  مجتمعات أفريقيا ، ويجب علاجها من المنطلق الشمولي ، ومن المهم أن الأعراض تبقى منفصلة عن الأسباب كما هو الميل السائد يجب إزالتهما بسبب أنها سببت قلقاً عاماً خاصة في قارة أفريقيا  نتيجة تحديات العولمة "   Hedley 2001 " .

     يمكن حل مشكلة الشباب بعدم الهجرة إلى المدن أو ارتكاب أنشطة اجتماعية خطيرة إذا توفرت لهم فرص التعليم وغير ذلك ، هذا وقامت منظمة الأغذية والزراعة " FAO " بين 2000-2005 بتقديم أنشطة   من خلال برامج " شباب الريف والأمن الغذائي " ، وقدمت المنظمة برامج تدريب وتعليم للجنسين في مجال القيادة والاتصالات وبرامج التعبئة والتغليف والقارة كبيرة المساحة تحتاج إلى طاقة الشباب لتعميرها خلال القرن الحادي والعشرين .


المراجع :
References
Abdullah, Ibrahim, and Patrick Muana. 1998. The Revolutionary United Front of
Sierra Leone: A Revolt of the Lumpen Proletariat. In African Guerrillas, ed.
Christopher Clapham, 173–93. Oxford: James Currey.
Abdullah, Ibrahim. 1998. Bush Path to Destruction: The Origin of the Revolutionary
United Front/Sierra Leone. Journal of Modern African Studies
36:203–35.
Abdullah, Ibrahim. 1999. The Role of Youths in Conflicts. In The Role of Youth in
Conflict Prevention in Southern Africa, ed. Anne Palme, 3–29. Kauhava, Finland:
KATU.
Adesoji, Abimbola. 2010. The Boko Haram Uprising and Islamic Revivalism in
Nigeria. Africa Spectrum 45 (2): 95–108.
Agarwal, Anil. 1998. Globalisation, Civil Society, and Governance: The Challenges
for the 21st Century. Lecture delivered at NORAD’s Environment Day held in
Oslo on December 15.
Aina, Tade. 1996. Globalization and Social Policy in Africa: Issues and Research Directions,
CODESRIA Working Paper 6/96. Dakar: CODESRIA.
Aluaigba, Moses. 2009. Circumventing or Superimposing Poverty on the African
Child? The Almajiri Syndrome in Northern Nigeria. Childhood in Africa 1
(1): 19–24.
Amin, Samir . 2001. Africa: Living on the Fringe? Africa Insight 31 (2): 3–7.
Argenti, Nicholas. 2002. Youth in Africa: A Major Resource for Change. In Young
Africa: Realising the Rights of Children and Youth, ed. Alex de Waal and Nicholas
Argenti, 123–53. Trenton, NJ: Africa World Press.
Bigsten, Arne, and Dick Dureval. 2008. The African Economy and Its Role in the
World Economy, Current African Issues 40. Uppsala: Nordic Africa Institute.
Chabal, Patrick, and Jean-Pascal Daloz. 1999. Africa Works: Disorder as Political
Instrument. Oxford: James Currey.
Christiansen, Catrine, Mats Utas, and Henrik Vigh. 2006. Navigating Youth, Generating
Adulthood. In Navigating Youth, Generating Adulthood: Social Becoming
in an African Context, ed. Catrine Christiansen, Mats Utas, and Henrik
Vigh, 9–28. Uppsala: Nordic Africa Institute.
Comaroff, Jean, and John Comaroff. 2006. Reflections on Youth, from the Past to
the Postcolony. In Frontiers of Capital: Ethnographic Reflections on the New
Economy, ed. Melissa Fisher and Greg Downey. 267–81. Durham: Duke University
Press.
Coulter, Chris, Mariam Persson, and Mats Utas. 2008. Young Female Fighters in
African Wars: Conflict and its Consequences, NAI Policy Dialogue 3. Uppsala:
Nordic Africa Institute.
Cruise O’Brien, Donald. 1996. A Lost Generation? Youth Identity and State
Decay in West Africa. In Postcolonial Identities in Africa, ed. Richard Werbner
and Terrence Ranger, 55–74. London: Zed.
Davidheisser. Mark, and Kialee Nyiayaana. 2010. Demobilization or Remobilization?
The Amnesty Programme and the Search for Peace in the Niger Delta.
Paper presented at the Second International Conference on Natural Resource,
Security and Development in the Niger Delta, held at the Niger Delta
Wetlands Center, Yenagoa, Bayelsa State, Nigeria, 8–11 March.
de Boeck, Filip, and Alcinda Honwana. 2005. Children and Youth in Africa: Agency,
Identity and Place. In Makers and Breakers, Made and Broken: Children
and Youth as Emerging Categories in Postcolonial Africa, ed. Fillip de Boeck
and Alcinda Honwana, 1–14. Oxford: James Currey.
de Waal, Alex. 2002. Realising Child Rights in Africa: Children, Young People and
Leadership. In Young Africa: Realising the Rights of Children and Youth, ed.
Alex de Waal and Nicholas Argenti, 1–28. Trenton, NJ: Africa World Press.
Durham, Deborah. 2000. Youth and the Social Imagination in Africa: Introductions
to Parts 1 and 2. Anthropological Quarterly 73 (3): 113–20.
El Jack Amani. 2003. Gender and Armed Conflict: Overview Report. http://www.
bridge.ids.ac.uk/reports/CEP-Conflict-Report.pdf.
El-Kenz, Ali. 1996. Youth and Violence. In Africa Now: People, Policies and Institutions,
ed. Sylvester Ellis, 42–57. The Hague, London, and Portsmouth: DGIS,
Currey, and Heinemann.
Everatt, David. 1995. School Reject or Eject? Contextualizing “Out-of-School
Youth” in the New South Africa. Prospects 25 (3): 451–68
Fukuyama, Francis. 2004. State-Building: Governance and World Order in the
Twenty-First Century. London: Profile.
Halperin, Morton, Joseph Siegle, and Michael Weinstein. 2010. The Democracy
Advantage: How Democracies Promote Prosperity and Peace. New York: Routledge.
Hedley, Jeremy. 2001. Globalization and Its Impact on Youth. Journal of Future
Studies 6 (1): 89–106.
Ifeka, Caroline. 2006. Youth Cultures and the Fetishization of Violence in Nigeria.
Review of African Political Economy 110:721–36.
Iwilade, Akin. 2011. Women and Peace Talks in Africa. Journal of International
Women’s Studies 12 (1): 22–37.
Kagwanja, Peter. 2005. Power to Uhuru: Youth Identity and Generational Politics
in Kenya’s 2002 Elections. African Affairs 105 (418): 51–75.
Kandeh, Jimmy. 1999. Ransoming the State: Elite Origins of Subaltern Terror in
Sierra Leone. Review of Africa Political Economy 81:362–64.
Kaplan, Louise. 1984. Adolescence, the Farewell to Childhood. New York: Simon
and Schuster.
Kenny, Charles. 2003. The Internet and Economic Growth in Less-developed
Countries: A Case of Managing Expectations. Oxford Development Studies 31
(1): 99–113.
Ly, Boubacar. 1988. The Present Situation of Youth in Africa. In Perspectives on
Contemporary Youth, ed. Januscz. Kuczynski, Shmuel Eistendadt, Boubacar
Ly, and Lotikar Sarkar, 3–19. Tokyo: United Nations University.
Macdonald, Robert. 1997. Youth, Social Exclusion and the Millennium. In Youth,
the “Underclass” and Social Exclusion, ed. Robert MacDonald, 167–97. London:
Routledge.
MacMullin, Collin, and Maryanne Loughry. 2004. Investigating Psychosocial Adjustment
of Former Child Soldiers in Sierra Leone and Uganda. Journal of
Refugee Studies 17 (4): 460–72.
Mamdani, Mahmood. 1996. Citizen and Subject: Contemporary Africa and the
Legacy of Late Colonialism. Princeton: Princeton University Press.
Maxted, Julia. 2003. Children and Armed Conflict in Africa. Social Identities 9
(1): 51–72.
McKay, Susan, and Dyan Mazurana. 2004. Where are the Girls? Girls in Fighting
Forces in Northern Uganda, Sierra Leone and Mozambique: Their Lives During
and After War. Quebec: Rights and Democracy.
Meagher, Kate. 2003. A Back Door to Globalisation? Structural Adjustment, Globalisation
and Transborder Trade in West Africa. Review of African Political
Economy 30 (95): 57–76.
Mische, Ann. 1995. Citizenship Across Youth Networks in Brazil. International
Review of Social History 40 (3): 131–58.
Murphy, William. 1980. Secret Knowledge as Property and Power in Kpelle Society:
Elders Versus Youth. Africa. 50:193–207.
Murphy, William. 2003. Military Patrimonialism and Child Soldier Clientalism
in the Liberian and Sierra Leonean Civil Wars. African Studies Review 46 (2):
61–87.
Obi, Cyril, and Siri Rustad. 2011. Conclusion: Amnesty and Post Amnesty Peace,
Is the Window of Opportunity Closing for the Niger Delta? In Oil and Insurgency
in the Niger Delta: Managing the Complex Politics of Petro-Violence, ed.
Cyril Obi and Siri Rustad– 200–210. London Zed.
Obi, Cyril. 2006. Youth and Generational Dimensions to the Struggle for Resource
Control in the Niger Delta: Prospects for the Nation-State Project in Nigeria,
CODESRIA Monograph Series. Dakar: CODESRIA.
Okwechime, Iwebunor. 2011. The International Dimensions of the Crises in the
Niger Delta, 1956–2006. Ph.D. thesis, Department of International Relations,
Obafemi Awolowo University, Ile-Ife, Nigeria.
Posner, Daniel, and Daniel Young. 2007. The Institutionalization of Political
Power in Africa. Journal of Democracy 18 (3): 126–40.
Rashid, Ishmail. 1997. Subaltern Reactions: Lumpens, Students and the Left. African
Development 23 (3–4): 13–28.
Richards, Paul. 1994. Rebellion in Liberia and Sierra Leone: A Crisis of Youth? In
Conflict in Africa, ed. Oliver Furley, 134–70. London: Taurus Academic.
Richards, Paul. 1997. Fighting for the Rain Forest: War, Youth and Resources in
Sierra Leone. Oxford and Portsmouth: James Currey and Heinemann.
Richards, Paul. 2002. Youth, Food and Peace: A Reflection on Some African Security
Issues at the Millennium. In Africa in Crisis: New Challenges and Possibilities,
ed. Tunde Zack-William, Diane Frost, and Alex Thomson, 179–95.
London: Pluto.
Soludo, Charles. 2005. The Political Economy of Sustainable Democracy in Nigeria,
paper presented at the 2005 Democracy Day Lecture, Abuja, Nigeria.
Spinks, Charlotte. 2002. Pentecostal Christianity and Young Africans. In Young
Africa: Realising the Rights of Children and Youth, ed. Alex de Waal and Nicholas
Argenti, 193–206. Trenton, NJ: Africa World Press.
Ukeje, Charles. 2001. Youth, Violence and the Collapse of Public Order in the
Niger Delta of Nigeria. Africa Development 26 (1–2): 337–66.
Ukeje, Charles. 2011a. From Oil Rivers to the Niger Delta: The Paradoxes of
Domination and Resistance in Colonial Nigeria. In Environment and Economics
in Nigeria, ed. Toyin Falola and Adam Paddock, 183–205. New York
and London: Routledge,
Ukeje, Charles. 2011b. Changing the Paradigm of Pacification? Oil and Militarization
in Nigeria’s Delta Region. In Oil and Insurgency in the Niger Delta:
Managing the Complex Politics of Petroviolence, ed. Cyril Obi and Siri Aas
Rustad, 83–98. London: Zed.
Utas, Mats. 2003. Sweet Battlefields: Youth and the Liberian Civil War. Uppsala:
Uppsala University Dissertations in Cultural Anthropology.
Utas, Mats. 2005. Victimcy, Girlfriending, Soldiering: Tactic Agency in a Young
Woman’s Navigation of the Liberian War Zone. Anthropological Quarterly 78
(2): 403–30.
Villalon, Leonardo. 1995. Islamic Society and State Power in Senegal: Disciples and
Citizens in Fatick. Cambridge: Cambridge University Press.
Weber, Max. 1978. Economy and Society. Berkeley: University of California Press.
World Bank. 1981. World Development Report 1981. Washington, D.C.
World Bank. 2000. World Development Report 2000. Washington, D.C.
Wyn, Johanna, and Rob White. 1997. Rethinking Youth. London: Sage.
Zegeye, Abebe. 2003. Amulets and Dreams: War Youth and Change in Africa. Social

Identities 9 (1): 37–50.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق