السبت، 12 ديسمبر 2015

مساعدة الأطفال للتعامل مع القلق




مساعدة الأطفال للتعامل مع القلق

Helping Kids Handle Worry
بقلم / D'Arcy Lyness, PhD
يوليو 2012

ترجمة وتعليق الباحث/ عباس سبتي
نوفمبر 2015

     الأطفال لا يدفعون فواتير المشتريات ولا يطبخون الطعام .. مثال الكبار ، وللأطفال المطالب اليومية التي قد لا تتحقق بسلاسة ، لكن مع تراكم الإحباطات وخيبة الأمل فأن الأطفال يشعرون بالضغوط النفسية مثل  التوتر والقلق .

     إنه من الطبيعي أن يقلق الأطفال في بعض الأحيان ، وذلك مع اختلاف في الشخصية والمزاج يقلق بعضهم أكثر من الآخر ، ولحسن الحظ يساعد الوالدان على تعلم كيف يتعامل الطفل مع التوتر ومعالجة المشكلات اليومية بكل سهولة هؤلاء الأطفال يستطيعون تنمية شعور الثقة والتفاؤل في نفوسهم ويساعدهم على مواجهة تحديات الحياة الصعبة صغيرها وكبيرها  .

على ماذا يقلق الأطفال :  What Do Kids Worry About?
     إن ما يقلق الأطفال يرتبط في الغالب في السن والمرحلة التي يمرون بها ، فالأطفال ومن منهم في بداية مرحلة المراهقة في العادة يقلقون عن أشياء مثل الدرجات والاختبارات وبداية تغيير في أجسامهم  والتوافق والانسجام مع الأصدقاء والهزيمة في كرة القدم ، يشعرون بالقلق عندما يمرون بمشكلات اجتماعية ضغوط الزملاء أو عندما يتعرضون إلى الإساءة ( التسلط ) والسخرية والإهمال .

     بسبب أن الأطفال يشعرون بما حولهم من الأشياء هؤلاء المراهقون يقلقون حول حوادث وقضايا يسمعونها في المدرسة وفي نشرات الأخبار مثل الإرهاب " terrorism " ، الحرب ، التلوث " pollution " ، الاحتباس الحراري " global warming " ، الحيوانات المهددة بالانقراض " endangered animals "  والكوارث الطبيعية وهي مصادر قلق الناس .

مساعدة الأطفال على التغلب على القلق :
 Helping Kids Conquer Worry
     لمساعدة الأطفال بما يقلقهم يجب معرفة ما يدور في خلدهم وعقولهم معرفة ما حدث بالمدرسة ، بالفريق الرياضي  وبأصدقائهم ،  اغتنم الفرص لتسأل ما حدث أو تستمع إلى الحوادث اليومية وتسألهم  عما يفكرون ويشعرون به .

     عندما يبدو على طفلك القلق بسبب شيء ما اسأل عن ذلك الشيء وشجعه على أن يعبر عما يضايقه بكلمات واسأل عن التفاصيل وأنصت له وفي بعض الأحيان عندما تشاطر الطفل قلقه فأن ذلك يخفف عنه آلامه النفسية .

أظهر الاهتمام في مخاوف طفلك واجعله يفهم أنك تهتم به وبمشكلاته
     توجيه الأطفال إلى اقتراح الحلول ، يمكنك كأب مساعدة طفلك في تقليل مخاوفه من خلال  تعلم التعامل البناء مع المواقف الصعبة ، فعندما يخبرك طفلك عن مشكلة  قدم له مساعدة كي يفكر في الحل ، وإذا كان الطفل قلق على اختبار الرياضيات القادم انصحه أن يراجع جيداً ، وفي كثير من الحالات قاوم الرغبة في حل مشكلته ، المهم حل المشكلة مع الطفل بدلاً تقديم الحل له ، ومن خلال اتخاذ الدور الفعال يتعلم الطفل كيف يتعامل مع المشكلة بشكل مستقل .

     اجعل الأشياء في مكانها ، دون التقليل من مشاعر الطفل مع القول أن معظم المشكلات مؤقتة وقابلة للحل ، وستكون هناك أيام أفضل وفرص أخرى لمحاولة الحل ، وتعليم الطفل عدم إعطاء حجم أكبر للمشكلة من أجل تخفيف قلقه وتنمية تفاؤله وأنه مهما حدث فأن الأمور ستتحسن .

     على سبيل المثال إذا قلق الطفل أنه قد لا يؤدي دوره جيداً في المسرحية بالمدرسة قل له هناك مسرحيات أخرى فأن فرص النجاح والتفوق تنتظره .

     يقلق الأطفال من القضايا الكبيرة مثل الإرهاب ، الحرب أو ظاهرة الاحتباس الحراري التي يسمعها في المدرسة وفي نشرات الأخبار ، يستطيع الوالدان مناقشة هذه القضايا وتقديم المعلومات الصحيحة وتصحيح سوء الفهم لدى الأطفال ، ومحاولة طمأنة الأطفال من خلال كيف يتعامل الكبار مع هذه القضايا والتغلب عليها .

     ليعلم الوالدان أن أية ردة فعل تظهر عليهما حيال هذه القضايا تؤثر في الأطفال ، فإذا أظهرا الغضب والتوتر بشان أحداث العالم فأن الأطفال يتوترون أيضا ، لكن إذا أعربا عن قلقهما بإتباع نهج استباقي فان الأطفال يشعرون بالتفاؤل ويفعلون نفس الشيء .       

     يحاول الأب أن يختار أشياء تجعل الطفل يشعر بتغيير إيجابي ، فالأب مثلاً لا يستطيع وقف الحرب لكنه يستطيع أن يسهم ويؤيد المنظمات التي تدعو إلى السلام أو مساعدة أطفال البلدان التي مزقتها الحرب أو يمكن أن يقوم  الأب  بخدمة المجتمع ليتعرف الأطفال على العمل التطوعي .

     تعلم الشعور بالا طمأنينة والراحة ، في بعض الأحيان عندما يقلق الأطفال فأن ما يحتاجونه طمأنة وراحة الوالدين لهم من خلال معانقتهم وبكلمات قلبية وقضاء  وقت معهم  وما يحدث لهم من سوء فلا بد من شعور الوالدين بجوارهم .

     يحتاج الأطفال أن يشرح الوالدان لهم كيفية إزالة القلق عنهم بدلاً من الخوض فيه ، من خلال تحديد الوقت للحديث عن القلق وأخذ بيدهم كي يتخلصوا منه ، مع التركيز على خلق التفاؤل والمزاج الطبيعي في نفوسهم .

     التركيز على الإيجابية من خلال كيف يتمتعون بيومهم والاستماع إليهم بحنان وهم يذكرون ما يعانون منه أو ما يسرهم وأن يقولوا بما يفكرون أو يشعرون به عن إنجازاتهم وخبراتهم الإيجابية وكيف يحولون الحالة النفسية إلى حالة إيجابية .

     مهما يكن لعدم وجود وقت لا بد أن يقوم الأطفال بأشياء جيدة لكي يشعروا بالسعادة والفرح من خلال جرعات يومية من العواطف والتجارب الإيجابية مثل التمتع والامتنان والحب واللهو لإزالة التوتر عنهم .

     القدوة الجيدة ، أهم الدروس المستفادة هنا هو ما يتعلمه عندما يرون سلوك الوالدين عندما يتوتران أو يغضبان وكيف يتعلم الأطفال كيفية التعامل مع هذا التوتر كل يوم ، فإذا غضب أحد الوالدين عند تعامله مع التوتر فأن الأطفال يتأثرون به .

التعليق: 
     الأطفال مثل الكبار يشعرون بمشاعر إيجابية وسلبية لكن الكثير من الوالدين لا يستطيعون التمييز بينها أو لماذا تأتي هذه المشاعر وأثرها على الأطفال بل وعليهم ، وكيف يتعاملون معها وكيف يعلمون الأطفال كيفية القضاء على مشاعر القلق والإحباط والخوف و... .

     لعل من أسباب الجهل بهذه المشاعر أنها لا توجد في الأطفال كما يظن الكبار  وأن عالمهم عالم يخلو من المشاعر السلبية وأن عالمهم عالم البراءة واللعب والمرح والسعادة ، كذلك عدم تخصيص وقت لملاحظة المشاعر السلبية لدى الأطفال عندما يمرون بتجربة سلبية في المدرسة وفي المنزل وفي أي مكان أو  عندما يتوتر الأب أو الأم أو يغضبا لأي أمر يظنان عدم تأثر الأطفال بما يشعر به الوالدان من القلق والتوتر  ، وعدم تنمية شعور الأطفال أن خطأهم يؤثر على الحالة النفسية للوالدين أو أن يعلموا أن الوالدان يغضبان ويتوتران بالظروف المختلفة لكنهما يحاولان القضاء على هذا التوتر    .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق