تعليم طفلك التسامح
Teaching
Your Child Tolerance
بقلم : D'Arcy
Lyness, PhD
مارس 2014
ترجمة وتعليق: عباس سبتي
ديسمبر 2015
تعد أمريكا بوتقة الانصهار الكبيرة وهي مزيج
من الثقافات والتقاليد في بلدان العالم ، كثير من الأسر الأمريكية تتبع تاريخ
أجدادها المهاجرين الذين قطعوا مسافات طويلة تحملوا المخاطر والصعوبات كي يعيشوا
في وطنهم أحراراً ، وقد حرموا من هذه
الحرية التي يتنعم بها أبناؤهم الآن .
قام المجتمع الأمريكي على التحرر من
الاضطهاد الديني وعلى التسامح " tolerance "
نتيجة الاختلافات في العقيدة والتراث الثقافي ، الاختلاف أو التنوع بين
الناس يثري الثقافة ويولد الأفكار الجديدة والتجديد .
اليوم وأكثر من أي وقت الأطفال يتفاعلون مع
الناس من مختلف الأعراق والأديان والثقافات ، تجد التنوع في الفصول الدراسية التي
تعكس المجتمعات التي تعيش بها الأسر وتعمل .
العالم
المختلف :
بعض الآباء يرحبون بفكرة أنا نعيش في مجتمع
متنوع الأعراق والثقافات لكن بعض آخر قد يتردد في قبول هذه الفكرة ، خاصة الذين لم
يعيشوا مع أناس يختلفون معهم في العرق والثقافة ، وكثير من الأطفال يتبعون طريقة
آبائهم بشأن تعرضهم إلى الاختلافات الثقافية نتيجة تعاملهم مع الأطفال يختلفون
معهم في المدرسة والحي والفريق الرياضي .
وعلى الآباء أن يساعدوا أبناءهم كي يعيشوا
ويتعلموا في المجتمعات متنوعة العرق والثقافة ، لذا تعلم " التسامح "
ليس مهم لأنه من التراث الأمريكي فقط لكن الطالب الذي يتعلم يجب أن يكون متفتحاً
على الآخرين في التعليم والعمل ، و نجاح الطالب يعتمد على ذلك ، ونجاح القادة
اليوم والغد يعتمد على القدرة على فهم الآخرين والعمل معهم .
التسامح
:
التسامح عبارة عن انفتاح واحترام الاختلافات
الموجودة بين الناس ، وعلى الرغم من أن المفهوم يستخدم للإشارة إلى الاختلافات
العرقية والدينية فأن مفاهيم التنوع والتسامح تطبق أيضا على الجنس وعلى الناس ذي
الإعاقات الجسدية والفكرية وغيرها من الاختلافات بين البشر .
التسامح تعني الاحترام والتعلم من الآخرين
وتقدير الاختلافات وسد الفجوات الثقافية ورفض القوالب النمطية غير المنصفة واكتشاف الأرضية المشتركة وخلق الروابط الجديدة
، فالتسامح في نواحي عديدة هي عكس التحيز .
لكن هل التسامح تعني جميع السلوكيات
المقبولة لدى الناس ؟ بالطبع لا ، فسلوكيات الإزدراء أو إيذاء الناس المسيئة أو التسلط " bullying
" أو السلوكيات التي تكسر القواعد الاجتماعية مثل الكذب والسرقة لا
ينبغي السكوت عنها ، لذا التسامح هو قبول الناس على من هم وليس قبول السلوك الرديء ، وتعني الكلمة
أيضا معاملة الناس على الطريقة التي تود أن يعاملك بها الناس .
كيف
ندرس مفهوم التسامح ؟
مثل
جميع المواقف يتم تدريس التسامح بطريقة خفية ، حتى قبل أن يتمكن الأطفال النطق
فأنهم يشاهدون عن كثب ويقلدون والديهم ، والأطفال بجميع الفئات العمرية يطوروا
قيمهم من خلال تقليد القيم والمواقف للناس الذين يرعونهم .
كثير من الوالدين يعيشون ويعملون في
المجتمعات المتنوعة ولهم أصدقاء يختلفون
معهم بطريقة وأخرى ، مواقف الوالدين في احترام الناس قد تكون جزء لا يتجزأ منهم
لكن نادراً ما يفكرون بها ويعلمون هذه المواقف لأنها منهم تصدر ويعيشونها كل يوم ،
والآباء الذين يظهرون التسامح في حياتهم اليومية فأنهم يرسلون رسالة قوية وكنتيجة
لذلك فأن أبناءهم يتعلمون منهم كيف يقدرون الاختلافات بين الناس .
بطبيعة الحال لا يعني احترام الاختلافات بين
الناس عن التخلي عن التراث الخاص بالإنسان ، فقد تكون للأسرة تقاليد عريقة ثقافية
ودينية التي تفتخر بها ، مع ذلك يمكن للأسر أن تحترم الاختلافات بين الناس مع
المحافظة على قيمها وتراثها الخاصة بها .
كيف
يعلم الوالدان التسامح ؟
يمكن تعليم التسامح عن طريق المثال وغيره ،
عن طريق الحديث معاً حول التسامح والاحترام فأنه يساعد الأطفال على تعلم القيم
التي يتحلى بها الوالدان ، ومنح الأطفال فرص اللعب والعمل مع الآخرين
مهم أيضا وهذا يتيح للأطفال التعلم المباشر بأن كل شخص لديه شيء يساهم به وله
تجربة الاختلاف والتشابه مع غيره .
الأشياء
التي يتمكن الوالدين القيام بها لتعليم الأطفال التسامح :
-
لاحظ المواقف الخاصة بك : فالآباء الذين يعلمون أطفالهم
القيم المتنوعة قد يكونوا حساسين إلى الصور النمطية الثقافية التي يعلمونها مع بذل
الجهد لتصحيحها ، وإظهار موقف احترام الآخرين .
- تذكر
أن الأطفال دائماً ينصتون : كن على وعي عندما تتحدث من أناس يختلفون عنك ، فلا
تصدر النكت التي تعزز الصور النمطية وعلى الرغم من أن بعض النكت تكون غير مؤذية
إلا أنها لا تعزز مواقف التسامح والاحترام .
- اختر
الكتب ، الدمى والألعاب وأشرطة الفيديو بدقة : تذكر تأثير وسائل الأعلام والثقافية
الشعبية القوي على تشكيل مواقف واتجاهات
الناس .
-
وضح الصور النمطية غير المنصفة التي تظهر في
وسائل الأعلام .
- الإجابة
عن أسئلة الأطفال حول الاختلافات بصراحة واحترام فيتعلموا قبول هذه الاختلافات عبر
المناقشة وتبادل الآراء .
- الإقرار
والاحترام بشأن الاختلافات في داخل الأسرة ، مع إظهار قبول الأطفال لاختلاف
قدراتهم ، اهتماماتهم وأساليبهم مع تقدير ما يمتاز به كل فرد من أفراد الأسرة .
- تذكر
أن التسامح لا يعني التغاضي السلوك غير المقبول وإنما تعني أن كل فرد يستحق أن
يعامل باحترام ويجب عليه أن يعامل غيره بالمثل .
- ساعد
الأطفال أن يشعرون بالرضا عن أنفسهم ، فالأطفال الذين يشعرون بعدم الرضا عن أنفسهم
فأنهم يعاملون غيرهم بالإساءة وبالعكس الأطفال الذين يقدرون أنفسهم فأنهم يحترمون
غيرهم لذا اجعل الأطفال يشعرون بالقبول والاحترام والتقدير لأنفسهم ولغيرهم .
- أتح
الفرص للأطفال اللعب والعمل مع الآخرين
الذين يختلفون معهم دعهم يشاركون في الأنشطة في المدرسة وفي المعسكرات الكشفية
والصيفية .
-
تعليم الأطفال المناسبات الدينية والثقافية
لغيرهم كي يحترموا تقاليد وقيم أصدقائهم .
-
تكريم تقاليد الأسرة وتعليمها للأبناء ، أو
شخص من خارج الأسرة الذي يريد تعلم قيم الأسرة .
عندما يشجع الوالدان موقف التسامح لدى الأولاد
ويحدثانهم عن قيمهم ونموذج السلوك الذي يودون رأيته من خلال معاملة الآخرين
بالحسنى فأن ذلك يغرس في نفوسهم .
تعليق:
لا يخلو مجتمع أو دولة من الأقليات العرقية
والدينية والثقافية وبالتالي حاولت الدول غرس التسامح بين شعوبها وإلا فأن الحروب الأهلية
تمزق الدول وتضعفها ، وعلى الرغم من أن معظم الدول تطبق الأحكام الوضعية وهي من
صنع البشر فأن الأديان السموية نادت بهذا
التسامح قبل سن هذه القوانين والأحكام البشرية لأن البشر ينحدرون من أب وأم ، كذلك
خلق رب العباد الناس وهم مختلفون في الألوان واللغات والطبائع وغيرها وبالتالي
هناك حكمة للاختلاف بين البشر من هذه الحكمة عدم التنازع والاختلاف واستخدام
الحكمة والعقل في حل النزاعات وحاجة الإنسان إلى غيره من أجل التعاون لذا لو استخدم بني البشر كيف
يتعايشون فيما بينهم بسلام لما قامت الحروب والفتن بينهم ، لكن للأسف ضياع حكمة
الاختلاف بين الناس جعل القوي يظلم الضعيف والدول القوية تبسط سلطانها على الدول
الضعيفة علماً أن هيئة الأمم المتحدة قامت على أساس التعاون ورفض العنف وسيادة
السلام بدلاً من الحروب بين الدول ، فحري بنا أن نعلم طلاب المدارس التسامح
واحترام رأي الآخرين وقد وصل العرب والمسلمون إلى أضعف مرحلة من تاريخ أمة الإسلام
نتيجة الفتن الطائفية التي تؤججها قوى خفية كي لا تقام للإسلام قائمة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق