نموذج " ABC" لبناء قدرة الصمود ضد التسلط

نموذج " ABC " لبناء قدرة الصمود ضد التسلط

The ABC Model to Build Resilience Against Cyberbullying

بقلم/ Sameer Hiduja

16/3/2017

ترجمة وتعليق : الباحث / عباس سبتي

يونيو 2017

كلمة المترجم :

Albert Ellis  هو ملهم مفهوم العلاج المعرفي السلوكي ومؤسس هذه النظرية " REBT " ، حيث اكتشف أن معتقدات الناس تؤثر بشدة على مشاعرهم بالخصوص بعض المشاعر السلبية التي تجعل الناس يشعرون بالاكتئاب والقلق والغضب وبالتالي إلى الإحباط وهزيمة النفس .

عندما قدم  " Ellis "  نظريته في منتصف عام 1950 (Ellis, 1962  ) فأن دور المعرفة والإدراك في الاضطراب العاطفي لم يتم تناوله بشكل كامل في مجال علم النفس ، وضع "  Ellis "  نظرية "  REB "  والعلاج في ردة فعل على ما رأى بأن الخطط والتقنيات غير كافية في مجال التحليل النفسي والسلوكيات ، وعزا النقص في التقنيات إلى تصوره للشخصية والاضطراب العاطفي. شعر "  Ellis "  أنه بتجاهل دور المعرفة  الذي لعب في الاضطراب العاطفي فقد فشلت نظرية التحليل النفسي والسلوكي في شرح كيف يصبح الناس يعانون من الاضطراب .  

كلمة "الاعتقاد" تعني الاقتناع في الحقيقة أو صحة الشيء ،  لذلك الاعتقاد هو الفكر مع عنصر عاطفي (قناعة) وعنصر واقعي (الحقيقة والفعلية أو الصحة). ويمكن أن تكون المعتقدات إما إيجابية أو سلبية،  ووجود اعتقاد سلبي ليس بالضرورة شيئا سيئا ، ومع ذلك فعندما يعتقد المرء في شيء كاذب ، فإن الاعتقاد السلبي يصبح مثلما قال "  Ellis " الاعتقاد "غير عقلاني" ،  المعتقدات غير عقلانية ليست ودية  تجلب  السعادة والرضا، وهي بالتأكيد غير مفيدة للحصول على الرغبات الأساسية للحب والموافقة والراحة والإنجاز أو النجاح الحقيقي .

الاعتقاد غير مرن وحازم ومفرط كما يشار إليه بكلمات " يجب أن يكون " ، " يجب ان أقوم بشيء ما " ، وأعتقد " Ellis " أن الناس هم الذين وضعوا الاعتقاد غير عقلاني رداً على الأهداف المفضلة التي حجبوها ووضع نموذج " ABCDE " (Ellis and Dryden, 1987 ):

A يشير إلى " Adversity " أي المحنة والشدة  وهي عبارة عن حدث أو مجرد حقيقة

B  يشير إلى الاعتقاد غير العقلاني حول الحدث ، وهذا الاعتقاد يقود إلى "  C " أي العواقب السلوكية العاطفية .

D يشير إلى النزعات والحجج ضد الاعتقاد غير العقلاني .

 E يشير إلى التأثير الجديد أو المشاعر والسلوكيات التي تنتج عن التفكير أكثر عقلانية حول الحدث الأصلي. 

مقدمة :

بناء القدرة على الصمود /  المقاومة عبر الانترنت هو نفسه خارج الانترنت ، ويجب أن نوفر الفرص لطلبة المدارس لمواجهة المشكلات الاجتماعية / العلائقية حيث نعترف بقوتهم للتغلب على هذه المشكلات خاصة في بيئة تتوفر فيها موارد الدعم .

في العام الماضي ناقشت في منظمة مكافحة التسلط الدولية نموذج "  ABC " الذي اشتق من :

  " Albert Ellis’s Rational Emotive Behavior Therapy " أي العلاج السلوكي العاطفي ل " Albert Ellis " ، هذا  النموذج يواجه الشدائد ، العقائد والعواقب ، وعند النظر إلى المراهقين النموذجيين يتعاملون مع القرين بنشر البيانات المسيئة المتكررة عنهم في مواقع التواصل الاجتماعي ، حرف "   B " من كلمة " Beliefs " يدخل في المعادلة ويشتق من كلمة " المحنة ، adversity " وهذه العقائد هي ما يمكن للطالب أن يتفق معها وتفسر بعيداً المحنة والشدة وأخيراً حرف " C " من كلمة " Consequences " ويأتي في اللعب ونتيجة مباشرة ل " B  ، العقائد أو القيم " التي يتبناها الطالب .

التعامل مع الشدائد بطرق إيجابية وبناءة أو طرق سلبية وغير صحية تتوقف على المعتقدات التي يتبناها الطالب، والحوار الداخلي الذي يظهر في داخله (في الأساس، كيف يفسر ما يحدث في نفسه). لنفترض أن المراهق يتعامل مع تعليقات سلبية على حسابه في وسائل التواصل الاجتماعي، وأن هناك من يزعجه ، ربما افتراضيا، وقد ينهار المراهق بسبب التسلط عبر الإنترنت، وفي البداية تخبره أنك " خاسر " ، الذي تم اختياره وأن هذا التسلط هو نصيبه في الحياة كما يظن الناس .

ولكن في هذا المثال ما الذي نأمله في هذا المراهق المقدام ؟ ونحن نريد منه أن يفكر بما حدث، وأن يصلحه بطريقة إيجابية، قد يقول المراهق أن الفتاة التي تتسلط عليه عبر الإنترنت على سبيل المثال، تعاني  مع انعدام الأمن النفسي بداخلها ومن المشكلات النفسية ربما تكره نفسها، ولا يمكن أن تشعر بتحسن أفضل عن حياتها إلا من خلال الإساءة إلى  الآخرين وعدم الاهتمام بمشاعرهم .

إذا كان هذا هو نصيبه  وأنه هو الخاسر وأن الجميع يكرهه، فإنه من المرجح أن يصاب بالعجز والتكيف الخاطئ في شكل الغضب والاكتئاب أو إيذاء النفس ، وإذا لم يعمل شيئاً خطأ  وإنما هذه  الفتاة هي التي سببت له الحزن وهي تعاني من المشكلات ، قد يكون هذا هو التفسير المنطقي بما حدث له لعلاج حالته .

وإذا كان بوسعنا مساعدة الطلبة من خلال على التركيز بشكل أكبر الانتقال من " B " إلى "  C " ، فإنه يمكن أن يؤدي إلى زيادة الوعي الذاتي له وتعزيز ردود فعل مرنة بداخله للمحن،  على سبيل المثال - وكما أشار الدكتور " Karen Reivich  " و "  Andrew Shatté" فأنه من الأهمية بمكان أن ندرك أن نتيجة الغضب (أو استجابة غاضبة) تنبع عادة من الاعتقاد بأن حقوق الإنسان قد انتهكت وبالمثل فإن نتيجة الحزن والاكتئاب (وما يصاحبه من مظاهر) عادة ما ينتج عن الاعتقاد بأن قيمة الذات قد شلت أو تضررت .

والقلق والخوف (والردود التي تطرح) ينبعان من الاعتقاد بأن المرء سيواجه تهديدا ذا مغزى في المستقبل. إن الشعور بالذنب ونتائجه قد تنجم عن الاعتقاد بأن حقوق شخص آخر قد انتهكت (من جانبنا)، وأخيرا  ينبع الإرباك والحيرة  من الاعتقاد بأن المرء قد فقد سمعته بين الناس ،  فبدلا من مجرد أن يكون تحت رحمة مشاعرهم (والتي من المؤكد أنها مؤثرة و قوية بشكل لا يصدق)، فمن الأهمية بمكان أن نساعد المراهقين على التفكير من خلال كيفية تفسير أفضل المحن التي يواجهونها ، من الناحية المثالية يمكننا تدريبهم على رؤية أي مشقة تنشأ مستقبلاً (  البلطجة، التسلط عبر الإنترنت  وغير ذلك ) بطريقة سليمة بدلاً من الإحباط والهزيمة الداخلية .

وحيث أن الطلبة يهتمون ويضعون في الاعتبار وجهات نظر زملائهم فأنه من السهل أن تضيع السحابة الممطرة "  المشاعر الثقيلة " ، وتفقد قدرتها على التفكير العقلاني بسبب كل المشاعر القوية التي تنتابهم في أذهانهم ، ويستغرق وقتا طويلا لفهم مشاعرهم السلبية عندما نكون قادرين على مساعدتهم على تحديد المعتقدات التي تفتقر إلى الاهتمام عندما ننظر بنظرة موضوعية ، نضيف المزيد من الأدوات إلى مجموعة الأدوات الخاصة بهم من المهارات وغيرها ،  ويمكنهم بعد ذلك أن يشعروا بمشاعر إيجابية ، ثم تترجم إلى مواقف وخيارات إيجابية في المستقبل .