الاثنين، 24 يوليو 2017

تنمية العلاقات الاجتماعية بعد التقاعد






تنمية العلاقات الاجتماعية بعد التقاعد
Social Ties
بقلم / Melissa Galea Holmes
24/4/2015
ترجمة وتعليق الباحث/ عباس سبتي
يونيو 2017

كلمة المترجم :
مع بداية تقاعدنا عن العمل بوزارة التربية بدأنا في تنفيذ بعض المشاريع التربوية والاجتماعية من أجل استمرار النشاط ومواصلة العطاء في مجال التدريب وإجراء البحوث وكتابة المقالات في المجلات العلمية والصحافة المحلية والاستفادة من خبرات المتقاعدين ورعاية كبار السن ، واستفدنا من مواقع التواصل الاجتماعي في إنشاء موقع الكتروني خاص لنا بعنوان : المسار للبحوث التربوية والاجتماعية يهتم بالقضايا التربوية والاجتماعية كذلك كتابة تغريدات في تويتر وإلقاء المحاضرات في فيسبوك واليوتيوب ، بالتالي هذه الأنشطة تفيد المتقاعدين ويتشجعون في نقل تجاربهم إلى الآخرين وبالذات جيل الشباب ، وتجعلهم يستفيدون من مجالات الحياة العامة والخاصة ويشعرون أنهم ما زالوا يواصلون العطاء ..

مقدمة :
قد يواجه الراشدين وقتا أكثر صعوبة في خلق الروابط الاجتماعية والبقاء نشطين ،  بغض النظر عن كم  سن  الإنسان ، فمن الممكن لبناء علاقات اجتماعية جديدة في أية مرحلة عمرية .
الروابط الاجتماعية مهمة للشباب والكبار على حد سواء ،  ويستفيد الكبار من التفاعلات مع الناس ، ولكن بما أن العلاقات تتغير من الوقت  لأخر ، فإن التمتع بحياة اجتماعية نشطة  بالنسبة للكبار يمكن أن يشكل تحديا ، إن التعرف على الفرص للقاء الآخرين يمكن أن يساعد على التغلب على هذه العقبة، وتعزيز الصحة والسعادة لديهم .

 فوائد الروابط الاجتماعية :
عبر حياتنا نحن نعبر مسارات الحياة مع الآخرين، من خلال إضافة فروع  ( أولاد ، أحفاد ) إلى شجرة العائلة لدينا ونطور الصداقات أينما نكون ، وتشكل هذه التفاعلات والصدقات شبكتنا الاجتماعية - وهي شبكة تتكون من الأشخاص الذين نثق بهم ويمكن أن نقدم لهم  الدعم أو المحادثة أو مجرد عنصر ووصفة مفقودة عندما نحتاج إلى ذلك  ، فالشبكات الاجتماعية بمثابة روابط هامة يمكن أن تؤثر على  حياة الناس سلبا وإيجاباً
مع تقدمنا في السن، فإن الأعضاء الرئيسيين في شبكتنا الاجتماعية يتشكلون عموما من أفراد الأسرة والأقارب المقربين والأصدقاء والجيران والمشاركين معنا في العمل أو الهوايات وفي الأزمات وفي تقديم النصح والإرشاد  ، وتشير الدراسات إلى أن كبار السن الذين لهم مجموعة أكثر تنوعا وأوسع من الروابط الاجتماعية  يميلون إلى أن يكونوا أكثر سعادة .
ولكن الدعم الاجتماعي يؤدي إلى أكثر من مجرد  علاقة ودية ، فالروابط الاجتماعية ذات مغزى لها تأثير إيجابي على الصحة - سواء العقلية والبدنية  ، قد تشمل هذه الفوائد  مواساة مرضى السرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية، والمساعدة على تنفيذ المهام الجسدية اليومية ، وقد ربطت البحوث الحديثة بين الحياة الاجتماعية أكثر نشاطاً وفاعلية وبين إطالة عمر الإنسان .

الوحدة هي طريق طويل :
كثير منا من يشعر بالوحدة من وقت لآخر ، ولكن العزلة لفترات طويلة يمكن أن تكون مدمرة جسديا وعاطفيا للإنسان  وقد ارتبطت العزلة الاجتماعية سوء التغذية ( المرض العضال  ) ضعف المناعة ( الحصانة )  والتعب  والقلق والاكتئاب والنسيان المعرفي .
الوحدة  لا تعني قلة الأصدقاء أو عدم وجودهم في حياتنا او قلة عدد أفراد العائلة الكبيرة ( الأجيال ) ولكن الوحدة عبارة عن أنها تفسر نفسها بنفسها ، خاصة عند عدم تلبية احتياجاتنا الاجتماعية المطلوبة من خلال شبكتنا الاجتماعية القائمة فقد يشعر بعض الأفراد الوفاء بها من قبل عدد قليل من الروابط القوية في حين أن بعض الآخر يحتاج إلى شبكة أوسع من العائلة والأصدقاء .
الناس الذين لديهم شبكة اجتماعية متنوعة من المرجح أن يكونوا أقل قلقا وأكثر سعادة بكثير من الذين لهم علاقات تقتصر على مجموعة أصغر من العائلة والأصدقاء، لذلك "كلما كان الفرد أكثر مرحاً  وجابية كان له أكثر أصدقاء "  ، فحاول أن تتجنب طريق الوحدة  من خلال استكشاف الفرص لتوسيع الشبكة الاجتماعية الخاصة بك أو بناء على العلاقات الجديدة القائمة .

المشاركة :
توسع العلاقات الاجتماعية الهادفة هو عملية مستمرة، ولكن البداية لم تكن سهلة ، فمثلاً مع تزايد عدد السكان الأستراليين  تزايدت الفرص المتاحة لكبار السن لكي يصبحوا أعضاء نشطين ومشاركين في مجتمعاتهم المحلية ، لذا تعتبر المكتبات ونوادي المواطنين الكبار والمراكز المجتمعية وغيرها هي نقطة انطلاق مفيدة لمعرفة الأحداث الجارية وممارسة الأنشطة المتنوعة ، . إن  المشاركة في  النشاط الجماعي ال منتظم، مثل ناد للكتب ( مكتبة ) أو انتماء إلى مجموعة فنانين أو ممارسة الرياضة مع الأصدقاء  هي وسيلة رائعة للقاء الآخرين الذين لديهم اهتمامات مماثلة .

إن حظائر أو رابطة الرجال وهي عبارة أسلوب مبتكر بأستراليا ونجد لها مثيل في جميع أنحاء العالم وتهدف إلى عقد الصداقة وإنجاز مشاريع للعمل لكثير من كبار السن ، وذلك من خلال  العمل في الهواء الطلق أو الانضمام إلى السياحة البيئية أو إنتماء إلى مجموعة برامج  الرحلات  من أجل اكتشاف عالم من الفرص و لتكوين الصداقات الهادفة .
العديد من كبار السن في جميع أنحاء أستراليا يفضلون العمل التطوعي ، . يمكن أن يكون ذلك تمضية الوقت وتنمية المهارات عبارة تجربة شخصية وتعزيز الشبكات الاجتماعية وتحسين شعور الفرد بالانتماء إلى المجتمع ، فالعمل التطوعي يكسر الحواجز العمرية - وغالبا ما يندمج الشباب وكبار السن ، فتتقوى العلاقات بين الأجيال المختلفة ويساعد  ذلك على تخفيف القوالب النمطية المتعلقة بالعمر وبالإضافة إلى ذلك فأن الناس الذين يتطوعون بالعمل التطوعي يميلون أن يكونوا أكثر سعادة وأكثر صحة والشعور بالارتياح والرضا في الحياة .    
إذا كنت تبحث عن المزيد من الترابط الاجتماعي غير الرسمي مثلاً ، ابذل جهدك للحفاظ على أو لتعزيز العلاقات القائمة ، من خلال  التقاط الهاتف وتقول مرحبا.... ، تكون ضيفاً لحضور مأدبة غذاء ( مجاني ) أو تمضية الوقت بمجالسة الأطفال خلال وقت فراغك

عصر الإنترنت :
قد نعتقد أن الشبكات الاجتماعية القائمة على الإنترنت هي للأطفال، ولكن كبار السن هم السكان الديموغرافية الأسرع نموا من مستخدمي الإنترنت في أستراليا. ويوفر الإنترنت فرصا جديدة للاتصال التي قد تساعد على منع العزلة الاجتماعية وتخفيف حدة الشعور بالوحدة والاكتئاب ، وإذا كان كبير السن لم يكن ملماً بالإنترنت توجد  فرص متاحة للتدريب على اكتساب المهارات الالكترونية .
 الإنترنت قد لا يرغب بها بعض الناس ولكن قد يكون من المفيد أن يرتبط الناس بهذه الشبكة العنكبوتية  لعقد الصداقات، أو كمورد للعثور على الأنشطة في المجتمع أو الإنتماء بالمجموعات التي  ترغب في المشاركة معها .

التقاعد:
ليس من السهل المشاركة في مجموعات النشاط الاجتماعي الرسمي بعد السن ال " 60 " ، لذا التقاعد هو التحدي الكبير يواجه كبار السن في الأنشطة الاجتماعية ، إلا أن بعض المتقاعدين يشارك في المنظمات والأنشطة المجتمعية من أجل تحسين التكيف بعد التقاعد وتحسين نوعية الحياة. لذلك إذا كنت تخطط لترك  العمل القوى فكر بما تملكه من الهوايات والمهارات مع بداية سن التقاعد لجعل الانتقال من حياة قبل وبعد التقاعد أسهل من خلال الاتصال مع الاصحاب العمل القديم وتطبيق المهارات الخاصة بك والتدريب لمشاريع أخرى أو الانخراط بالعمل التطوعي .

الشيخوخة الناجحة : 
فالفكرة القائلة بأن الشيخوخة مرتبطة بفترة رتيبة وخاملة طويلة  هنا تأتي أهمية "الشيخوخة الناجحة" هو  كهدف لحياة ناجحة حيث استمرار الرفاهية الجسدية والعاطفية الحفاظ على بقية سنين العمر، لذا  يتم تشجيع كبار السن على المشاركة الفعالة مع مرافق الحياة وتقوية الشبكة الاجتماعية ، ووضع استراتيجيات فعالة للتعامل مع التغيير، ليشعر إحساس بأهمية قيمة الذات وتحقيق الأهداف المستقبلية.

النصائح العامة لفترة الشيخوخة :
في حالة الشعور بالخجل دعوة صديق أو أحد أفراد العائلة للانضمام إلى مجموعة جديدة معك لتعزيزعلاقتك الحالية.
بناء الثقة بالنفس من خلال التسجيل مؤسسات عامة وخاصة  لتطوير قدرات جديدة أو تحسين مجموعة المهارات الموجودة لديك.
إذا كان لديك حديقة اهتم بها واشغل أوقاتك في الحرث والزرع  والسقي .
أبحث عن مجموعات تهتم بنفس ميولك وانضم لها وتبادل معها الخبرات والاهتمامات .

البحث عن فرص العمل التطوعي وانضم إلى الفرقة التي تناسب قدراتك وميولك . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق