الأربعاء، 26 يوليو 2017

نصائح لرعاية الأطفال الانطوائيين






نصائح لرعاية الأطفال الانطوائيين
Tips for nurturing introverted children
بقلم / Colleen Grant
20/1/2017
ترجمة وتعليق الباحث / عباس سبتي
يونيو 2017

كلمة المترجم :
كثيرا ما نسمع أن على المعلم أن يراعي الفروق الفردية لطلبته أثناء تواجده في الفصل الدراسي ولكن لا يطالب بخطة مدروسة للحالات الفريدة والحالات التي تحتاج إلى متابعة المختصين مثل حالات الخجل الشديد والانطواء والتوحد ، لذا نجد أن عدم وجود  مثل هذه الخطة أضاعت سنين من عمر بعض الطلبة الذين يعانون من هذه الحالات النفسية بل ولم يهتدي المعالج النفسي إلى التعرف عليهم ووضعهم في الفصول الخاصة وبعضهم أصبح خارج السلم التعليمي وجرب حظه في سلك العمل منذ الصغر  ، على اي حال تحاول الكاتبة أن تناقش حالة الانطواء لدى بعض الأطفال وهذه الحالة قد لا تكون مرضية ولا تحتاج إلى التخصص الدقيق وإنما هناك طرق واساليب يمكن أن تساعد هؤلاء المنطويين على علاج مشكلتهم ويرجعون أسوياء وعاديين إلى المجتمع وتنبيه أولياء الأمور لمن عنده من هؤلاء الأطفال ألا يخافوا  .

مقدمة :
حالة الانطواء قد تكون طبيعية وغير مرضية لدى الأطفال ، سنعرض بعض الطرق للتعامل مع الأطفال الانطوائيين .
خجول ، متردد ، منطوي  وغالبا ما تستخدم هذه المصطلحات لوصف الأطفال الهادئين مع التحذير أنهم يكبرون دون أن يحملوا هذه الصفات ، ولكن تشير الدراسات الحديثة إلى أن سرعة الكلام ونعومته قد تؤثر على الصحة النفسية للأطفال الانطوائيين . 

دعنا نتحدث عن حالة الانطواء :
الشكر للكاتبة " Susan Cain " حيث أصبحت حالة الانطواء قضية عصرية تقول أن الانطواء فكرة مثالية ، وتقول "  Christine Fonseca " في كتابها " الأطفال الهادئون " ساعد طفلك المنطوي ينجح في العالم المتفتح ، وذهب فرويد أبعد من ذلك أن الانطوائيين هم نرجسيون في الطبع .
الانطواء حالة طبيعية وغير مرضية حيث يصنف مؤشر " Myers-Briggs " أن الانطواء هو قضاء وقتك ونشاطك في داخل نفسك وتفسر " Donna Dunning " مؤشر " Myers-Briggs " لأنواع الشخصية حيث قالت ان المنطوي هو هادئ ومتردد ومتأمل ويفضل أن يفكر قبل أن يتحدث ويحتاج إلى وقت العزلة كي يشحن طاقته الداخلية .

هناك بعض الأطفال يفضلون الانزواء والعزلة والتأمل كأنهم يقرأون كتاباً بصمت مثل " Mahatma Gandhi and Rosa Parks."
لسوء الحظ فان فكرة الانفتاح الغربية تؤثر على تعليم الأطفال وانشطتهم الترفيهية وحياتهم الشخصية ، إذ على الرغم من ان براعم الأزهار جميلة وجذابة إلا أنها مهددة بالزوال ، فالمنطوي يعتبره المعلم قليل الذكاء ويعاني من القلق والاكتئاب ، ولكن مع ذلك حالة الانطواء قد لا تحتاج إلى علاج لذا نحتاج إلى أساليب للتعامل مع الأطفال الهادئين ، إلا أ ن نظامنا التعليمي قد صمم لكي يتعامل مع حالة الانطواء في مهدها ، حيث تهدف المدارس من التعلم التفاعلي والعمل الجماعي وغيرها إلى أن تشكل تحدياً لهؤلاء الإنطوائيين ، تأمل "  Heather Morrison "وهي معلمة بالمرحلة الابتدائية وأم لطفلين واحد متفتح وآخر منطوي ان يراعي المعلمون الفروق الفردية بين الطلبة ومعرفة مستوى ذكائهم وقدراتهم ، وتقول " Morrison " أن الفصول الدراسية أماكن صاخبة ومزدحمة لذا تقترح بناء بعض أنشطة مثل القراءة الصامتة في اليوم الدراسي وأنغام موسيقا هادئة وتخصيص اماكن لمن يحب من التلاميذ أن ينعزل .

في المنزل العائلة والأصدقاء يمكن أن يساعدوا  في جعل المنزل ملاذا للأطفال الانطوائيين ، الانخراط مع الأطفال من خلال توظيف استراتيجيات الاتصال التالية :
تعبير عن التعاطف.
لعب الأدوار لمواجهة تحدي المواقف الاجتماعية.
تجنب استخدام التصنيفات السلبية مثل "خجول" أو " متردد " .
احترس من حواجز الاتصال مثل اللوم،  إصدار الحكم، أو التشهير.
شجعهم على إخبارك عن يومهم، وعد الإجبار بالمحادثة .
تحديد أهداف سلوكية محددة بدلا من الضغط على الأطفال للتغيير.
تضيف " Fonseca " أن على الآباء يجب أن يراقبوا ولكنهم لا يضغطون على تفضيل الطفل للعزلة الصامتة ،  وقالت: " أيها الأب شاهد طفلك عن كثب". "هل هو سعيد ، هل لديه الأصدقاء، وهل هو مرتاح في المنزل؟ إذا كان الجواب نعم، ربما لا يوجد شيء أكثر من مزاجه ورغبته في اللعب .

ممارسة الوعي يمكن ان تساعد الأطفال الانطوائيين على تنمية الثقة بالنفس والتغلب على القلق وكما أشارت "  Fonseca " من المهم بناء وقت راحة لهم  ، مع تشجيعهم على الهدوء فأن " اليوغا " رياضة مناسبة لهم وهذه الرياضة تزيد الثقة بالنفس لديهم ومواجهة الضغوط النفسية ، وممارسة التنفس الواعي تساعدهم على تهدئة مركز التفكير ، حيث أشارت دراسة أجريت عام 2012 أن التأمل والتنفس المدروس لدى المشاركين في البرنامج ساعد على :
زيادة التفاؤل لديهم .
تحسين التركيز في المدرسة .
أكثر استعدادا للاختلاط بالزملاء .
وتعتقد " Morrison " أن الطفل المنطوي يحب ان تؤمن بقدراته وتشجيعه في العمل الذي يحبه .
الخجل، الانطواء، أو التوحد؟
على الرغم من أننا قد نفكر في هذه المصطلحات ذات الصلة، قد تكون لها معاني مختلفة تماما.
الخجل هو سمة يعتقد بعض الباحثين أن تكون منتشرة بين الناس في كل مكان ،  يشعر الناس الخجولين بدرجات متفاوتة من الانزعاج العقلي والجسدي - مثل احمرار  بالوجه في المواقف الاجتماعية. مع التقدم في السن والخبرة، يمكننا أن نتعلم عموما أن تكون حالة خجولة لديهم تقل .
والانطواء هو عبارة عن شحن الطاقة وبالتالي المنطوي لا يكون خجولاً ولو انه ينعزل عن الناس لذا المنطوي يقوم بعمله ويتواصل مع غيره .

والتوحد هو اضطراب في النمو الذي قد يؤدي إلى مشاكل التواصل والتنشئة الاجتماعية، على عكس من الخجل والانطواء  يتميز التوحد بعدم وجود التعاطف، فضلا عن التركيز على اللغة المتكررة والسلوكيات ، إذا كنت تشعر بالقلق من أن طفلك قد يكون مصابا بالتوحد، استشر طبيب الرعاية الصحية للحصول على التوجيه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق